نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

جمعيات عنصرية مطلوبٌ إغلاقها!

توفيق أبو شومر

توفيق أبو شومر

نجحت(إسرائيل) منذ تأسيسها في حرف انتباهنا عن أنشطة جمعياتها (غير الحكومية)، حصَّنتْها ضد النقد والتشهير بوصفها معاول أمنية استيطانية، وهي في الواقع كتائب عنصرية استيطانية لا مثيل لها في كل أنماط الجمعيات العالمية!
سأتناول جمعية واحدة فقط من هذه الجمعيات العنصرية، هذه الجمعية، تُعرِّف نفسَها بأنها جمعية غير حكومية، ولكنها في الواقع كتيبة عسكرية استيطانية عنصرية اسمها الحقيقي «عير داود» أي مدينة النبي داود، تَستخدم هذه الجمعية لقباً دينياً آخر وهو جمعية «إلعاد» أسست الجمعية عام 1986 على يد، دافيد بعيري، وعدد موظفيها يصل إلى ألف موظف، مقرها مدينة سلوان الفلسطينية، لها مستوطنة دينية كبيرة شرق تل أبيب باسم «إلعاد» تتولى المهمات التالية: استئجار الباحثين لغرض تزييف الآثار القديمة، وحصرها في التاريخ اليهودي فقط، تعمل الجمعية لاغتصاب واستيطان مدينة القدس وطرد الفلسطينيين منها بتزييف وثائق ملكية البيوت، هذه الجمعية العنصرية هي التي أشرفت على حفريات الأنفاق تحت الحرم القدسي، وهي التي شقت نفق الحجاج في القدس عام 2019 برعاية سفير أميركا السابق، ديفيد فريدمان، وجيسون غرينبلات وآخرين!
ترفض هذه الجمعية كشف مصدر موازنتها السنوية لمراقب الجمعيات؛ لأنها تتمتع بحصانة حكومية من حزب الليكود ومن الأحزاب الدينية، ومن أحزاب الوسط، لأن نتنياهو، وأيليت شاكيد، ونفتالي بينيت هم من أبرز أنصار هذه الجمعية! غير أن صحيفة «هآرتس» أشارت إلى أن مموليها هم من أصحاب غسيل الأموال في الباهاما وجزر سيشل، وهي تتلقى دعماً حكومياً!
عنصرية هذه الجمعية أثارتْ المتنورين اليساريين في إسرائيل، ودفعت بعضهم لتأسيس جمعية عكسية تناهض السياسة العنصرية لهذه الجمعية، فأسسوا جمعية «عير عميم» أي أن القدس ليست لليهود فقط بل هي للأديان الأخرى، تولت هذه الجمعية كشف زيف جمعية «إلعاد» العنصرية، ورصد انتهاكاتها، وتقديم الشكاوى القضائية باسم الفلسطينيين، ألقت مديرة جمعية «عير عميم»، يهوديت أوبنهايمر، خطاباً في مجلس الأمن الدولي، 28-7-2021، طالبت بعدم ترحيل أسر الفلسطينيين من القدس، لأن هناك ثلاثة آلاف فلسطيني سيفقدون بيوتهم، هذا الخطاب أثار جلعاد أردان سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، وقال: «إن دعوة المجلس ليهوديت تشبه دعوة ذوي القمصان الصفراء المحتجين على سياسة فرنسا ليلقوا خطاباً في مجلس الأمن!»
رفعت جمعية «عير عميم» دعوى قضائية أمام محكمة القدس المركزية، ضد جمعية «إلعاد» العنصرية، طالبت فيها بالكشف عن علاقة وزيرة العدل أيليت شاكيد بجمعية «إلعاد»؛ لأن الوزيرة متواطئة مع الجمعية في قضايا الاستيلاء على المنازل والعقارات الفلسطينية، (صحيفة «هآرتس» 13-10-2015)
إن عنصرية جمعية «إلعاد» وأمثالها أثارت أيضاً غضب اليساريين الإسرائيليين الأكاديميين، فقد ساءهم ما تقوم به جمعية «إلعاد» من تزييف للبحث الأثري، لذا فإن الباحث المخلص، جونثان مزراحي، قرر أن يؤسس جمعية أخرى لتصحيح التزييف المتعمد والمقصود للآثار من قِبل جمعية «إلعاد» العنصرية، فأسس جمعية (عمق) المختصة بالبحث الأثري الأكاديمي المحكم الصحيح باسم «عيمك شافيه»، وهو اليوم يقوم بإرشاد السائحين إلى الآثار المسيحية والإسلامية واليهودية في القدس لإثبات التعددية والتسامح، وهذا نقيضٌ لما تقوم به جمعية «إلعاد» العنصرية، لهذا فإن جمعية «عير عميم» وجمعية «عيمك شافيه» تتعرضان اليوم للتشويه والمطاردة من قبل المكارثيين في حكومة إسرائيل.
إن شجبنا الخطابي لقرصنة إسرائيل وإغلاقها سبع جمعيات فلسطينية أهلية، تعمل للنهوض بالمستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين، لا يكفي، ويجب كشف عنصرية جمعيات الاحتلال العنصرية مثل هذه الجمعية العنصرية، مزيفة الآثار العالمية «إلعاد». هناك جمعيات أخرى أكثر عنصرية من جمعية «إلعاد» سأكتب عنها، يجب مطالبة جمعيات حقوق الإنسان في العالم بأن تعلن أن هذه الجمعية وأمثالها هي مجموعات إرهابية عنصرية ينبغي تفكيكها!

وكالة الصحافة الوطنية