نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

دون مسوّغ قانوني..

دوامة الاعتقال السياسي تتسع في الضفة وتبتلع المزيد من الأطفال

طوباس - نبأ - علا مرشود
في حادثة ربما ليست الأولى من نوعها اتسعت دوامة الاعتقال السياسي في الضفة لتشمل الأطفال هذه المرة، فلا زال الطفل مازن نادر صوافطة 14 عامًا ورفيقه كريم ماجد صوافطة 13 عاماً محتجزين لدى الشرطة منذ الخميس الماضي، بعد اخلاء سبيل رفيقهما الثالث مؤمن صوافطة 11 عامًا.

في الوقت الذي يتجهز في الطلاب للعودة إلى المدراس ويرافقون أهاليهم إلى الأسواق لشراء القرطاسية والحقائب يجلس مازن وكريم في سجون الشرطة الفلسطينية ينتظرون مصيرهم إثر ذنب لم يقترفوه عمدًا، فيقول السيد نادر صوافطة والد مازن: "إن ما حدث كان تصرفًا عفويًا صادرًا عن أطفال والغريب هو تصويره وتداوله قصدًا عبر الإعلام".

مازن الذي سمي على اسم الشهيد مازن فقها عندما كان أسيرًا لدى الاحتلال فأخذ منه حب الوطن ليصبح على الرغم من صغر سنه نشيطًا ومشاركًا بكافة الفعاليات الوطنية والعامة الأمر الغريب على أبناء جيله، وتبعًا لذلك شارك مازن الأربعاء الماضي في حفل استقبال أسير قريبًا للعائلة قضى 18 عامًا في سجون الاحتلال.

 وحسب صوافطة أنه وفي أثناء ذلك تعمد أشخاص تصويره وزملاؤه يقفون على راية صغيرة لحركة فتح ألقيت على الأرض بعفوية وبدون قصد وسرعان ما تم تدوال هذا المقطع على مجموعات داخلية لحركة فتح للتحريض على مازن ووالده.

وأشار السيد نادر صوافطة إلى محاولات ربط مازن بوالده كونه قيادي في حركة حماس وأسير محرر أمضى سنوات داخل سجون الاحتلال ومعتقل سياسي سابق لعدة مرات الأمر الذي جعل الأجهزة الأمنية تضخم القضية وتطيل حجز ابنه فيعقب: "لو كان هذا الحدث مع عائلة أخرى وأشخاص مختلفين لما تم تضخيمه إلى هذه الدرجة، ولأنهي الموضوع خلال ساعات". 

ورغم الوعودات بالافراج عن مازن وكريم يوم الأحد إلا أن السيد نادر صوافطة يعبر عن تخوفه من اعتقال مازن وكريم وعن الأثر النفسي لهذه التجربة الذي سينعكس مستقبلًا بشكل سلبي على حياتهم وتصرفاتهم وموافقهم العامة فيقول: "هذه الأيام الثلاثة لن تكون سهلة على أطفال بهذا العمر".

وشدد صوافطة على خطورة التعامل مع الأطفال بهذه الطريقة في أي قضية مستقبلية وأضاف: "هذا مؤشر خطير إذا أبنائنا سيتم التعامل معهم على هذا المبدأ مستقبلًا رغم تكرر مثل هذه القضايا وما هو أكبر منها في كثير من المرات بدون أي ملاحقات ومتابعات فلماذا تم تضخيم هذه القضية دون الأخذ بالاعتبار كونهم أطفال لا تنطبق عليهم أي أعراف قانونية أو شرعية أو حتى اجتماعية". 

وأردف صوافطة أن الاعتقال السياسي بات شبحًا يطارد كل أفراد الشعب الفلسطيني حتى الأطفال، ويلازمهم خلال حياتهم وعند كل تصرف مقصود أو غير مقصود وتمنى ان لا يطول هذا الموضوع وأن لا يتكرر مع أي طفل من أطفال الشعب الفلسطيني. 

يأتي ذلك بالتزامن مع تواجد أكثر من 23 معتقلًا سياسيا في سجون السلطة من بينهم أسرى محررين وطلبة جامعة وأطفال ونشطاء، ووثق لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية 263 انتهاك، نفذته أجهزة السلطة خلال شهر تموز\ يوليو الماضي من بينها اعتقالات واستدعاءات واعتداء وضرب. 
 

وكالة الصحافة الوطنية