نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تقرير "صبح" و "العزيزي" .. فدائيان من طراز فريد

نبأ-نابلس-شوق منصور:

عادت صباحات "جبل النار" لاكتساء حُلل الشهداء، ممن رووا ترابها وقدموا أرواحهم مهراً للدفاع عن مدينتهم، على طريق رحيل المحتل ومستوطنيه عن هذه الأرض.

فلم يَكن صباح نابلس، أمس الإثنين، صباحاً عادياً، بل ودّعت فيه قمران من مقاوميها عبد الرحمن صبح ومحمد العزيزي، اللذان تلألآ في سماء المجد والخلود عند مليك مقتدر.

قوة إسرائيلية خاصة، تربصت بمجموعة من مقاومي نابلس، الذين أذاقوا المحتل ومستوطنيه صنوف المقاومة أينما حلّوا، فداهمت بيتاً تحصنوا فيه، وكمنوا للقوات التي ترجلت بمركبات مدنية، خوفاً من اكتشاف أمرها، فتصدى الفدائيان لتأمين انسحاب باقي رفاقهم من البيت ذاته، وتمّ ما خططوا له، لكن بمهر الأرواح والدماء.

بشار العزيزي والد الشهيد محمد عبّر لمراسلة "نبأ"، عن مشاعر فخره واعتزازه باستشهاد نجله قائلاً: " كنا نتوقع استشهاده في أي لحظة، وهو قد طلب الشهادة ونالها، وطلب مني ومن والدته عدم البكاء عليه بل الفرح له وكأنه عريس".

وتابع العزيزي حديثه: "في يوم عيد الأضحى المبارك قال لنا "مازحاً" بعد شهرين سوف أكون أنا العريس، وبدلاً من أن يزف إلى عروسته زف إلى ربه شهيداً، وهذا هو الشيء الذي يربط على قلوبنا ويصبرنا على فراقه، فعرسه لم يكن عرساً عادياً"

في تلك الليلة، والحديث للوالد، "كان محمد يجلس معنا في البيت وتلقى رسالة بأن قوات خاصة سوف تقتحم البلدة، وسرعان ما مسك برشاشته وأخذ جعبته، وتوجه إلى رفاقه وبدأ بالاشتباك هو ورفيقه الذي استشهد معه عبد الرحمن، كي تتمكن بقية المجموعة من الانسحاب".

تعرض محمد أكثر من مرة للمضايقات من قبل قوات الاحتلال، وكان يشعر محمد بالغيرة على وطنه عند سماعه نبأ استشهاد أو اعتقال شاب فلسطيني، أو اعتداء الاحتلال على المواطنين ومضايقتهم، وهو ما دفعه لأن يكون في صفوف المقاومين المدافعين عن أرضهم.

ويضيف الحاج جمال، لـ"نبأ"، "لا أريد التحدث عن بطولات نجلي، وأنا اعتز فيه، فكل نابلس تشهد له بأعماله، فهو كان يكره الظلم والفساد والفاسدين والمحتلين".

ووجه صبح رسالة إلى القيادة الفلسطينية في الضفة وغزة بأن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى حاضنة وطنية شريفة محترمة، فهو لا يريد أن تأتي القيادة الفلسطينية للتعزية بنجله بل يريد أن تكون قبل استشهاد ابنه وقبل أي ظرف نمر به، مؤكداً على ضرورة الوحدة الوطنية".
 

وفجر الإثنني، اقتحمت وحدات خاصة "إسرائيلية" حي الياسمينة بالبلدة القديمة من نابلس، وحاصرت أحد الأبنية في الحي، واندلعت في تلك الاثناء اشتباكات مسلحة عنيفة داخل الحي استمرت لنحو 4 ساعات وأطلقت خلالها قوات الاحتلال قذائف صاروخية عديدة، ما أدى إلى استشهاد الشابين عبد الرحمن صبح (29 عامًا) ومحمد العزيزي (22 عامًا).

وكالة الصحافة الوطنية