نابلس – خاصّ نبأ:
"ارجعنا لأيام الإجتياحات في الإنتفاضة الثانية"، بهذه العبارة وصف مواطنون من جيران المنزل الذي حاصرت بداخله قوات الاحتلال الخاصة، فجر اليوم، مطاردين لها، في حي الياسمينة بالبلدة القديمة في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة.
ومع ساعات الصباح الأولى، انتهت عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في نابلس، باستشهاد المطاردين عبود صبح (29 عامًا) ومحمد العزيزي (22 عامًا)، وإصابة 10 مواطنين آخرين، بينهم حالة خطرة.
وخاض المقاومان اشتباكات مسلحة عنيفة مع القوة الخاصة التي تسللت إلى الحيّ عبر شاحنة تستخدم لنقل الألبان تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، فيما استخدم جيش الاحتلال صواريخ لاو وماتدور في استهداف المبنى.
ويقول الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة من نابلس لـوكالة "نبأ" إنّ حي الياسمينة كان مسرحاً لأعنف العمليات العسكرية الكبيرة التي تنفذها قوات الاحتلال منذ سنوات طويلة، حيث استمرت 5 ساعات متواصلة.
ويوضح انّ المقاومين "العزيزي وصبح" مطلوبان لقوات الاحتلال، والمنزل الذي حوصرا فيه يعود لـ"العزيزي"، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع أفراد القوة الخاصة التي قصفت المنزل بصواريخ محمولة، ما أدى لدمار كبير في الممتلكات، واحتراق مركبات، وانقطاع شبكة الكهرباء بشكلٍ كامل في الحيّ خلال العملية.
ويُبيّن انّ أعداداً كبيرةً من المواطنين توافدوا إلى حي الياسمينة، لمحاولة فكّ حصار المقاومين، مشيراً إلى أن الاشتباكات امتدت لأحياء أخرى في البلدة القديمة .
ويشير "أبووردة" إلى أنّ العملية العسكرية كانت أوسع مما جرى على أرض الواقع، حيث شهدت منطقة رأس العين المُطلّة على البلدة القديمة، انتشاراً كبيراً لقوات الاحتلال على أسطح المنازل، فيما يبدو أنّ الاحتلال حاول وضع البلدة القديمة بين فكيّ كماشة.
ويضيف انّ الاحتلال كان ينوي توسيع العملية في نابلس، لكنّ بسبب حصاره في حارة الياسمينة، تمّ اقتصار العملية على هذه الحارة، ولم تمتد إلى حارات أخرى .
وقال إنه على الرغم من أنّ الاحتلال يعمل منذ فترة للوصول إلى المطارد إبراهيم النابلسي في المدينة، إلا أنّ المقاومين الذين استشهدا فجرا اليوم، يعتبرهم الاحتلال جزءاً من الخلية التي تعمل في نابلس في إطار (كتيبة نابلس).
وذكر أن الاحتلال يُلمح إلى أنّ هؤلاء المقاومين يقفون خلف عملية إطلاق النار على المستوطنين في قبر يوسف قبل عدة أيام، وبالتالي الاحتلال ينوي تصفية كلّ المطلوبين له في نابلس، وهو ما يؤكده حجم القوات التي شاركت في العملية العسكرية، لكنّ حجم المقاومة دفع الاحتلال لإنهاء عمليته واقتصارها في حي الياسمينة.
وقال إن البُعد الجغرافي لطبيعة البلدة القديمة، وحجم المقاومة التي واجهت قوات الاحتلال، أربك جنود القوة الخاصة، واستخدم الصواريخ لإبعاد المقاومين عن منطقة الاستهداف، مبيناً أنّ استمرار العملية العسكرية 5 ساعات متواصلة، يعني بالمقاييس العسكرية، أنّه كانت هناك مقاومة توازي قوة الاحتلال المُقتحمة.
وأعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، الاضراب الشامل في المحافظة، فيما علقت إدارة جامعة النجاح الوطنية بالتنسيق مع نقابة العاملين ومجلس اتحاد الطلبة، الدوام للطلبة والعاملين اليوم الاحد، حداداً على الشهيدين "صبح والعزيزي".