نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"الكرامة".. معبرٌ لم يعد له من اسمه نصيب

أريحا-نبأ-رنيم علوي:

لكلٍ من اسمه نصيب، إلا في فلسطين هي بعيدة عن نصيب ما يحتويها، فَفي معبر الكرامة الذي انتزع هذا اللقب بسواعد المقاومة الفلسطينية قبل سنوات كثيرة، يعاني اليوم من أزمة إذلالٍ خانقة للمواطنين الفلسطينيين القادمين من الأراضي الأردنية، حتى باتت الخيام الخيار الأول أمامهم إلى أن يحين دور المارة للخروج.

المواطنة الفلسطينية عبير الأسمر إحدى الذين كانوا أمام خيارين، إما العودة إلى الأرض الوطن عن طريق العامة أو استخدام طريق VIP، إلا أنهما شكلا أزمة على كلا الطرفين.

في حديث وكالة " نبأ" مع عبير عن الأزمة التي شهدتها على معبر الكرامة، فقالت: " يومٌ كامل على مسافة تفصلني عن العودة فقط مدة 25 دقيقة".

بدأت عبير حديثها، انطلقنا في التاسعة صباحاً من الزرقاء إلى الجسر، وذلك في محاولة منّا للوصول قبل السادسة عصراً؛ لوجودنا بين أحضان العائلة في حفل تخرج أحد الأقارب، إلا أن الأزمة غابتت الوقت.

فمجرد أن وصلوا، وصعدوا إلى الناقلات " الباصات" لتنقلهم من أجل الوصول إلى المعبر الذي يعيدهم إلى فلسطين، استمر طريق الناقلات ثلاثُ ساعاتٍ والنصف من أصل 10 دقائق.

تقول عبير، في أثناء الانتظار عُرضت فكرة أن يبدأوا في إجراءات الدخول VIP، وعند العودة مشياً قرابة 200 متراً بدأت رؤوس المواطنين تُظهر الأزمة التي يعيشها الشق الخاص، فقرروا العودة والانتظار في الناقلات.

ووصفت الوضع القائم بأنه الأسوء على مدار سنين؛ واوعزت السبب إلى أنه سوء الانتظام، والتهاين في الإدارة التي من الواجب عليها العمل على تنظيم الصفوف لإدارة الوضع بشكلٍ منتظم.

بعد انتظار ستةَ عشر ساعة، عبير  وعائلتها تحركوا من مكانهم، تاركين خلفهم من حلّ مكانهم ليبدأ العد التنازلي في الانتظار من جديد، ولتبدأ المعاناة نفسها إلى عائلات أخرى، فمنذ أسابيع وهذه الدوامة مستمرة، فكيف هو رد الحكومة حيال هذا الوضع القائم؟

من جهته، قال رئيس الوزراء محمد اشتية خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم: "  إننا نتابع الأزمة التي يعاني منها المواطنون على معبر الكرامة، وسنعمل بالاتفاق مع الأردن وإسرائيل على إنهاء هذه الأزمة على المدى القريب".

وعلى ذات السياق، فقد قررت السلطات الأردنية، اليوم الأحد، اتخاذ إجراءات جديدة للتخفيف عن المسافرين عبر جسر الملك حسين الرابط بين الأردن والضفة الغربية.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام في الأردن، إن تعليمات صدرت من مدير الأمن العام بضرورة توفير الإمكانيات اللازمة للتخفيف عن المسافرين، ولما يشهده الجسر من حركة نشطة خلال هذه الأيام تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فإن مدير الأمن العام أوعز بتجهيز ثلاث خيام مجهزة ومكيفة لاستقبال المسافرين عبر جسر الملك حسين.

وأوضحت أن التعليمات اشتملت على توفير المياه الباردة وتثبيت مركبات إسعاف وطواقمها، ومضاعفة عمل كوادر الجسر خلال أوقات العمل الرسمي لتسهيل مرور المسافرين بأسرع وقت ممكن.

وأشار، مدير شرطة معبر الكرامة مصطفى دوابشة إن 7000مواطن عادوا إلى أرض الوطن و5000 مواطن غادروا أرض الوطن، خلال يوم أمس.

ويذكر أن ما تسمى " إسرائيل" تطلق على المعبر اسم "ألنبي" ويسميه الأردن باسم "جسر الملك حسين"، فيما يسميه الفلسطينيون "الكرامة".

وكالة الصحافة الوطنية