نبأ – رام الله – رنيم علوي
يصادف اليوم، الرابع عشر من تموز الذكرى الخامسة لهبة البوابات الإلكترونية؛ والتي اشتعلت لمنع إقامة البوابات على مداخل المسجد الأقصى؛ بهدف فرض السيادة الإسرائيلية فعلياً، وتقاسمه زمانياً ومكانياً لبناء الهيكل الثالث.
بدأت الهبة بعد أن نفذ ٣ شبان فلسطينيين عملية فدائية داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، وهم "محمد أحمد جبارين، محمد حامد جبارين، محمد مفضل جبارين" من أم الفحم داخل الخط الأخضر.
وفي هذه الذكرى حاورت وكالة " نبأ" المختص في شؤون القدس فخري أبو ذياب، للحديث عما أحدثته هبّة باب الأسباط من صمود وثبات المقدسيين أمام هذه الإجراءات، وصولاً إلى الحراك الجماهيري الكبير.
بدأ فخري أبو ذياب الحديث، قائلاً: "إن الثبات والصمود المقدسي كَسرَ ما يسمى بالاستراتيجيات العسكرية؛ وبالتالي انكفئ الاحتلال أمام الثبات، الذي خلق واقع جديد القدس يتمثل في عدم جرأة الاحتلال على فرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى خوفاً من هذا الحراك الجماهيري".
واسترسل أبو ذياب: "لا يوجد صلة معينة تحرّك الشارع، بل كان التحرك شخصي من المرابطين والنشطاء في القدس، وبالتالي هذه الهبة أحدثت تغيرات كبيرة في عقلية الاحتلال الذي لم يستطع إيقافها والرضوخ لها".
وأضاف: "بعد هذه الهبة أصبح الاحتلال يدرك تماماً أهمية المسجد الأقصى، وأن فرض الوقائع على أرضه لا تتم إلا بالتدريج أو حيل معينة وهذا ما ساهم في تجميد الكثير من مشاريع الاحتلال على المسجد خوفاً من الهبات الجماهيرية".
وتابع: "من مخرجات هذه الهبة أنها تتمثل في أنه إذا حاول الاحتلال المس في شيء مقدس في القدس سيجد كل فئات المجتمع الفلسطيني من كافة الأعمار والتوجهات على اختلاف الألوان أمامه، مع معرفة أن الاحتلال ما زال لليوم يحاول اغتصاب المسجد وفرض وقائع عليه؛ ولكنه لم يفرض إلى اليوم أجندته بشكل واضح كما كان مخططا له قبل هبة عام 2017".
وتحدث فخري عن حالة التغير الفكري التي أوجدتها الهبة، قائلاً: "أصبح المقدسيون يعلمون تماماً أنه بتواجد الشارع المقدسي المكثف يستطيعون تغيير الوقائع السياسية التي يحاول فرضها المحتل، وخير مثال ما حدث في الشيخ جراح وباب العامود، وفيما بعد باب الرحمة وسلوان وحتى الخان الأحمر".
وفي حالة استذكار لبعض مشاهد الرباط قبيل إزالة البوابات الإلكترونية، كانت الحاجة " أم محمد موسوس" والتي وصلت على كرسيها المتحرك والدمع يسبقها وهي تقول: "المسجد الأقصى وبيت المقدس أعز من أرواحنا وأولادنا، مرورنا من هذه البوابات يعني الذل والإهانة، نريد الدخول لبيت الله لأداء شعائرنا، لسنا مضطرين للاستئذان من أحد، لن يمنعنا أحد من المسجد الأقصى، سندخله معززين مكرمين، وكلنا بصوت واحد نرفض هذه البوابات".
أما المواطن المقدسي ناصر عبد اللطيف، الذي لبى نداء الرباط ووصل مصطحباً ابنه الصغير إلى باب الأسباط مكان تواجد البوابات الإلكترونية، وصف موقف المقدسيين المشرف، قائلاً: " لطالما كانت بيوت الله آمنة ولن تتغير، ندافع عنها بأرواحنا وما أوتينا من قوة، ووضع الاحتلال للبوابات هو هدف سياسي وليس أمني كما يدّعي، وهذا لن نرضاه".
وصولاً إلى ما بعد النصر، قالت السيدة رحاب السلايمة (70عاماً) " هذا الأقصى حياتنا"، وأردفت السيدة سهام كاشور " كان النصر حينها عيد، ألبست بناتي ملابس العيد".
قال محمد أبو سنينة وهو طباخ في تل أبيب المحتلة: " أبلغت حينها مديري أني لن أتمكن من الحضور للعمل بحجج مختلفة، والحقيقة كانت أني كنت دائم الحضور في قلب الاعتصامات أمام باب الأسباط".
ومن الجدير ذكره، أن المجلس الأمني المصغر (الكابينت) رضخ يوم 25 تموز لإزالة البوابات الإلكترونية من أمام مداخل المسجد الأقصى، واضعا إجراءات أمنية تكنولوجية متطورة، لكن المقدسيين رفضوا دخول الأقصى حتى عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل المعركة، وفي 27 تموز قرر الاحتلال إزالة جميع العراقيل وكاميرات المراقبة التي وضعها عند مداخل المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس.