نابلس - نبأ - علا مرشود
من بين أزهارها ومزروعاتها المختلفة، اقتلع الاحتلال لينا ليزج بها في زنازين التحقيق المعتمة والخالية من كل معاني الحياة، في الثاني والعشرين من شهر حزيران الماضي اعتقل الاحتلال الأسيرة المحررة لينا أبو غلمة من بيت فوريك بعد ساعات طويلة من التحقيق الميداني.
لم يكن هذا الاعتقال الأول للينا أبو غلمة ولكنه كان الأصعب بلا شك لأنه سرقها من بين طفلتيها التوأم، وحيدتيها المدللتين، التي فرحت بهما بعد انتظار طويل، إلا أن الصدمة التي لم تتجاوزها الطفلتين بعد أصبحت مضاعفة بعد اعتقال والدهما الأسير المحرر نضال أبو غلمة صباح اليوم.
نتالي ونايا واجهن خبر اعتقال والدهن بالبكاء والصدمة حتى أن احداهن لم تتحدث منذ سماعها الخبر رغم أن متطوعات من الجمعيات النفسية والمعنية بحقوق الطفل حاولوا إيصال الخبر لهما بطريقة تناسب أعمارهما الصغيرة حسب ما أفاد جدها أبو يوسف غلمة.
كانت لينا قبل اعتقالها قد بدأت مشروعًا زراعيًا رفقة 4 شريكات من عائلتها، فأسسن مشتلًا زرعن فيه أنواع مختلفة من الورود والأشتال، وقبل اعتقالها بأسابيع قليلة توجهت إلى الأردن لحضور مؤتمر زراعي من خلال المؤسسات الزراعية وعند عودتها أوقفها الاحتلال على الجسر ليحقق معها لساعات طويلة ويفتش امتعتها وأجهزتها المحمولة تفتيشًا دقيقًا.
عائلة لينا ونضال يمكن وصفها بالعائلة المناضلة، يقول والد الأسير نضال أبو غلمي أبو يوسف "هالخد تعود عاللطم.. فنحن جميعنا في هذه العائلة أسرى محررين واعتقلنا لسنوات".
فالوالد أبو يوسف قضى ما يزيد عن 12 عامًا في الأسر ونجله الأكبر يوسف قضى 12 عامًا أيضًا ونضال اعتقل لـ 4 سنوات ومراد اعتقل لمدة 6 شهور وابنه الأصغر أيمن قضى ما يقارب الـ4 سنوات ونصف واخته جنان أبو غلمة اعتقلت وقضت 6 سنوات ونصف قبل الافراج عنها في احدى الصفقات ثم يعاد اعتقالها ويفرج عنها في صفقة شاليط، أما أخوه عاهد أبو غلمي وهو أحد المسؤولين عن قتل زئيفي فمحكوم بالسجن المؤبد وخمس سنوات.
يذكر أن هذا الاعتقال الثالث للينا حيث قضت في أول اعتقال لها لدى الاحتلال 4 سنوات ثم اعتقلت مرة أخرى لتواجه حكمًا بالسجن لمدة شهر بتهمة الدخول إلى فلسطين المحتلة بدون تصريح وبدعوى خطورتها، حيث أن لها ماضٍ أمني.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال 29 فلسطينية يقبعنّ في سجن "الدامون"، أقدمهن الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ عام 2015، والمحكومة بالسجن لمدة 15 عاما.
ومن بين الأسيرات أسيرتان رهن الاعتقال الإداري وهما: شروق البدن وبشرى الطويل، إضافة إلى 10 من الأمهات، وأسيرة قاصر وهي نفوذ حمّاد، وأخطر الحالات المرضية بينهن هي الأسيرة إسراء جعابيص.