نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تحرير جثامين الشهداء ....!!

بقلم:رشيد حسن

يصر العدو الصهيوني على اقتراف جرائم لم يقترفها احد غيره. ولم تشهد مثلها صفحات العنصريين والفاشيين .. الاشد قذارة وتعاسة وتوحشا .. وظلمة وظلاما..!
مناسبة هذا الحديث هو اصرار هذا العدو القادم من كهوف الظلام ، على الاستمرار في احتجاز جثامين الشهداء الابرار في ثلاجات الموتى ، وقد مضى على بعض هذه الجثث سنوات طويلة .كما يصر في الوقت نفسه على عدم تسليم رفات الشهداء ، ممن قام بدفنهم في مقابر الارقام .. وقد مضت عشرات السنوات على دفن بعضهم ... وهم من يطلق عليهم شهداء الدوريات الخارجية ، الذين استشهدوا على الارض الفلسطينية ، بعد ما عبروا الحدود ، واشتبكوا مع قوات العدو .
لقد بح صوت اهلنا وهم ينددون بجرائم العدو وخارت قواهم ، وهم يتظاهرون امام مقرات الصليب الاحمر مطالبين بالافراج عن ذويهم من الشهداء..
وفي هذا الصدد نشير الى ملاحظتين مهمتين وهما:
الاولى: عجز السلطة الفلسطينية عن تحرير هؤلاء الشهداء .. وقد ثبت ان العدو لا يستجيب للغة المناشدة .. وانما يستجيب فقط للغة القوة .. وهذا يذكرنا بتحرير عدد من شهداء الارقام في صفقة لتبادل الاسرى قادتها المقاومة اللبنانية.
الثانية: ان العدو يتعامل مع الاسرى والشهداء باعتبارهم جناة ، خارجين على القانون، ولا يعتبرهم اسرى حرب .. وهذا يؤكد عجز المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن، فلم تستطع اقناع العدو بان هؤلاء الاسرى .. هم مقاومون للاحتلال ، سعوا لتحرير بلادهم بوجب القوانين والمواثيق الدولية التي تعترف بالمقاومة.
ألم يقم الجنرل ديغول ابو المقاومة الفرنسية بمقاومة النازيين؟ وقام قبله جورج واشنطن مؤسس اميركا الحديثة بمقاومة الاستعمار البريطاني ؟ وغاندي بمقاومة الاستعمار البريطاني ؟ وهوشي منه بمقاومة الاستعمارين الفرنسي والاميركي ؟؟ وهواري بومدين بمقاومة الاستعمار الفرنسي؟؟
وقبل ان نختم نتساءل لماذا لم تشترط الاتفاقيات مع العدو وخاصة « اوسلو» اطلاق سرا ح الاسرى وجثامين الشهداء.. لماذا اغفلت هذا الجانب المهم .. وخاصة ان عرابي «اوسلو « يعلمون جيدا ان هؤلاء الاسرى والشهداء هم من فتحوا لهم طريق التفاوض، وطريق الوصول الى رام الله..!!
مؤلم جدا ان يبقى اهلنا المفجوعون باستشهاد ابنائهم يتجرعون مرارتين .. مرارة ووجع فقدان ابنائهم ، ومرارة انهم لم يقوموا بعد بتشييع جنازاتهم كما يليق بتضحياتهم . ودفنهم في قبور معروفة .. يزورونها في المناسبات الدينية، ليترحموا عليهم .. ويقرؤوا ما تيسر من القرآن الكريم.
كل هذا يؤكد ان حياة الفلسطينيين اصبحت مختلفة عن حياة الاخرين..!
وان موتهم كذلك أصبح مختلفا عن موت الاخرين..! وان دفنهم يحتاج الى معجزة ليوافق العدو على اخراجهم من ثلاجات الموتى او مقابر الارقام..!
هذه هي حياة الشعب الفلسطيني بكل قسوتها .. وقساوتها.. ووجعها .. والمها .. ومعاناتها.. ما يحتم عليه ان يبقى اصبعه على الزناد لا يتراجع للخروج من هذا الليل الطويل جدا .. لمعانقة فجر جديد ليس مثله فجر.
«انهم يرونه بعيدا.. ونراه قريبا» صدق الله العظيم . عن "الدستور الاردنية"

وكالة الصحافة الوطنية