رام الله - خاص نبأ:
بعد انقطاع دام أكثر من عامين نتيجة وباء كورونا، الذي ألقى بظلاله على واقع التعليم والعمل النقابي الطلابي كباقي كل القطاعات، تتجه الأنظار إلى جامعة بيرزيت، حيث من المقرر عقد انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة للدورة الانتخابية 2022-2023، يوم الأربعاء.
وتصف جامعة بيرزيت انتخابات مجلس طلبتها، بأنها إرث يميز الجامعة ويرسخ ممارسة ديمقراطية وقيم الجامعة ورؤيتها، في عملية انتخابية مشهود لها بالنزاهة والشفافية.
وإن كان يُنظر لانتخابات جامعة بيرزيت على مدار السنوات الماضية، باهتمام، فإنها تكتسب هذا العام اهتماماً أكبر، نظراً لعديد الملفات المتعلقة بالجامعة نفسها، وكذلك بالشأن الفلسطيني العام، والذي لا تعتبر الحركة الطلابية نفسها في منأى عنه.
ولا يختلف اثنان على قوة تأثير الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، ولعلّ أقرب الأمثلة على ذلك استقالة عميد شؤون الطلبة في الجامعة عنان الأتيرة، على خلفية أزمتها مع الحركة الطلابية، والتي جاءت بسبب اتهام الطلبة لـ"الاتيرة" بتعطيل عملهم النقابي، ووضع عراقيل قبل الموافقة على أي نشاط، إضافة إلى واتخاذها إجراءات تأديبية بحق ممثلي الأطر الطلابية على خلفية تنظيم فعاليات وطنية داخل أسوار الجامعة.
كما أنّ أحد الأسباب المهمة التي تدفع للنظر باهتمام واسع لانتخابات جامعة بيرزيت هذا العام، هو نتائج الانتخابات المحلية الماضية، والتي منيت فيها حركة فتح بهزيمة وصفت بالمدوية، دفعت الرئيس محمود عباس لفصل العشرات من أبناء الحركة ممّن خاضوا الانتخابات في قوائم غير قائمة فتح الرسميّة، وكان من أبرزهم رئيس بلدية الخليل تيسير أبواسنينة.
ولا يمكن إلا أن يكون ملف تصفية الناشط السياسي الراحل نزار بنات، والقمع الذي مارسته الأجهزة الأمنية بحق المحتجين على الجريمة، حاضراً في هذه الانتخابات، حيث يرى مراقبون أنّ هذه القضية كانت سبباً في تراجع شعبية حركة فتح بشكلٍ كبير في الساحة الفلسطينية، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يؤثر على نتائج حركة الشبيبة الفتحاوية في انتخابات جامعة بيرزيت .
ولا شكّ في أنّ معركة سيف القدس، التي خاضتها المقاومة الفلسطينية في مثل هذه الأيام العام الماضي، ستلقي بظلالها على انتخابات جامعة بيرزيت، كون الحركة الطلابية في الجامعة، تعتبر الشأن الوطني في طليعة اهتماماتها.
واليوم، وقد بدأت الدعاية الانتخابية للكتل الطلابية في جامعة بير زيت، يمكن وبوضوح ملاحظة انعكاس ما سبق الحديث عنه من ملفات، في دعاية الأطر الطلابية المتنافسة، خاصة (كتلة الوفاء الإسلامية) و الكتل الطلابية التابعة لليسار الفلسطيني تحديداً (القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي)، حيث رُفعت يافطات ضخمة تحمل صور قائد أركان المقاومة محمد الضيف والمتحدث باسم كتائب القسام "أبوعبيدة" والناشط الراحل نزار بنات.
وبالنسبة لـ"كتلة الوفاء الإسلامية" الذراع الطلابي لحركة حماس، التي فازت في آخر انتخابات عقدت في ربيع 2018، بـ ٢٤ مقعداً متقدمة على كتلة الشهيد ياسر عرفات "الذراع الطلابي لحركة فتح" التي حصلت على ٢٣ مقعداً، يقول وسيم تركي نائب سكرتير اللجنة التحضيرية للكتلة، إنهم تعرّضوا مدار الفترة التالية لتلك الانتخابات وحتى اليوم لحملة استهداف مباشر من قبل الاحتلال، وتضييق الأجهزة الأمنية على عمل الكتلة وملاحقة كوادرها.
ورغم كل ذلك، يقول "تركي" إنّهم مستعدون لخوض الانتخابات، رغم المضايقات والملاحقات، ومستمرون في خدمة الطلبة واقعاً وليس شعاراً، مشيراً إلى أن الكتلة تميزت في أنشطتها بالجامعة، ووعي الطلبة أكبر من أيّ مُشتتات.
من جهته، يتوقع د.إياد طومار عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، أن تكون نسبة التصويت هذا العام أعلى من الأعوام السابقة، وقد تصل إلى 75%، بحيث يكون حسم المقعد الإنتخابي ما بين 175 – 180 صوت للمقعد الواحد .
ويقول إنّ الجديد هذه السنة في انتخابات المؤتمر العام لمجلس الطلبة وجود عدد أكبر من الطلبة لم يمارسوا العملية الانتخابية منذ وقت، حيث كانت آخر انتخابات لمجلس الطلبة في ربيع 2018.
واليوم، أعلنت إدارة جامعة بيرزيت واللجنة التحضيرية لانتخابات مؤتمر مجلس الطلبة عن استمرار العملية الانتخابية في الجامعة بعد حل الإشكال والخلاف الذي حصل بين بعض الكتل الطلابية، مؤكدة على استمرار الدعاية الانتخابية والمناظرة الطلابية والاقتراع في مواعيدهم المحددة .
وكان عدد من طلبة جامعة بيرزيت، أصيبوا، أثناء شجار اندلع خلال تعليق الكتل الطلابية لدعايتها الانتخابية، ما دفع بإدارة الجامعة لإخلاء الحرم الجامعيّ، منعاً لتطور الموقف.
وعلمت "نبأ" من مصادر طلابية أنّ الخلاف بدأه عناصر من حركة الشبيبة الفتحاوية، بالاعتداء على طلبة من كوادر كتلة الوفاء الإسلامية خلال التجهيز للدعاية الإنتخابية، حيث استخدموا العصي والحجارة وغاز الفلفل في الاعتداء.
وتستعد جامعة بيرزيت لعقد انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة للدورة الانتخابية 2022-2023، وفق المواعيد الرسمية التي أعلنت عنها اللجنة التحضيرية للانتخابات.
وتبدأ صباح اليوم ، عملية الدعاية الانتخابية، من الساعة العاشرة وحتى الثانية مساءً، فيما تجري المناظرة الانتخابية ظهر الثلاثاء، على أن تفتح صناديق الاقتراع من الساعة الثامنة والنصف صباحا، وحتى الرابعة عصراً.
ويتكون المؤتمر العام لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت من 51 عضواً، ويشارك في الانتخابات 5 كتل طلابية هي: كتلة الوفاء الاسلامية، كتلة اتحاد الطلبة التقديمة، كتلة الشهيد ياسر عرفات، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، وكتلة الوحدة الطلابية.