بيت لحم – خاصّ نبأ:
أغلقت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الأربعاء، مؤسسة "بيت اللقاء"، في مدينة بيت جالا، على إثر إستقبالها الذي أثار غضباً وضجة واسعة، للمتطرف "إيهودا غليك".
وعلمت "نبأ" أنه تقرر إغلاق الجمعية لمدة أسبوع لحين استكمال التحقيق في استقبال المتطرف "غليك" في المؤسسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وجمعية "بيت اللقاء" مؤسسة فلسطينية مسيحية تأسست عام 1996 في مدينة بيت جالا، وتمّ تسجيلها رسمياً كجمعيّة خيريّة عام 2002، وتعمل على توفير فرص عمل للعائلات الفلسطينية في منطقة بيت لحم.
وعلى إثر ذلك، استنكرت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إستقبال رئيس جمعية بيت اللقاء في بيت جالا جوني شهوان، للمتطرف يهودا غليك زعيم منظمة "هاليبا" المتطرفة.
وقالت اللجنة في بيان لها إن "هذا الاستقبال يأتي في الوقت الذي يواجه أبناء الشعب الفلسطيني انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه لدور العبادة المسيحية والإسلامية في القدس، ليخرج علينا البعض والذي لا يمثل الشعب الفلسطيني لاستقبال متطرفين صهاينة على أراضي دولة فلسطين، ضاربين في عرض الحائط كل القيم الوطنية".
وأكدت اللجنة على أنها وبالتعاون مع كافة الأجهزة الأمنية والجهات القانونية في دولة فلسطين ستتخذ الإجراءات اللازمة تجاه المؤسسة، "ولن تتوانى أو تستهين تجاه أمثال هذه التصرفات التي تمس بكرامة أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال دفاعا عن أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية".
من جانبها، قالت مؤسسة "بيت اللقاء"، في بيانٍ تلا الضجة التي سببها استقبالها للمتطرف "غليك" زاعمةً، أنه خلال استضافتها مجموعة من السياح الألمان، دخل " شخص مجهول الهوية"، بشكل مفاجئ، "وقد عرفنا فقط اليوم الأربعاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بأن هذا الشخص كان المتطرف الصهيوني يهودا غليك".
وأوضحت أنها استضافت في بيت الضيافة ، وكان من ضمن برنامج زيارتهم أن يتحدث القس جوني ، رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
وقالت إنه في نهاية كلمة القس جوني شهوان، للسياح الألمان، عن نشاطات مؤسسة بيت اللقاء، طلب قائد المجموعة الألماني أن يتم أخذ صورة جماعية، وجاء هذا الشخص الغريب (غليك) ووقف بجانب القس جوني وأخ معه صورة "سيلفي"، وانتهى اللقاء وغادر الجميع.
وأكدت المؤسسة على عدم علمها المسبق بحضور المتطرف، ولم يكن بأي حال من الأحوال جزء من برنامج الاجتماع.
وذكرت أنه استغل اعلامياً دخوله إلى بيت اللقاء لأهدافه المشبوهة، وهو ما نرفضه بشكل مطلق.
وقالت إنها تدين "بشكل قاطع وحازم جميع أعمال ومواقف المستوطنين المجرمين، وخاصة الأعمال المنسوبة لهذا المتطرف، والذي نؤكد بأننا لا نعرفه وليس لنا أية علاقة به لا من بعيد ولا من قريب".
وأضافت انها متزلمة كمؤسسة مسيحية وطنية فلسطينية بجميع معايير المجتمع المدني ومؤسساته المعارضة والمقاومة للتطبيع.
وعبّر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضه القاطع لمثل هذه اللقاءات، وطالبوا الجهات المختصة، بمحاسبة المؤسسة، معبرين عن استغرابهم من ادعاء المؤسسة انها لا تعرف شخصية المتطرف "غليك".
ووصف الناشط والصحفي مجاهد بني مفلح، بيان المؤسسة الذي أصردته، وادّعت فيه أنّها لا تعرف "غليك" بالتوضيح "التافه". حسب رأيه
وأضاف: " يهودا غليك ليس شخصًا عاديًا، وكلّ فلسطينيّ يعرفه جيّدًا، هذا المفترض؛ طفلي جود الذي لم يتجاوز ٥ أعوام، سيعرف يهودا غليك، وقصّته مع اقتحامات الأقصى. ثُمّ إن "الشراشيب" التي يرتديها "غليك" تصرخ عليكم.. انتبهوا من أنا".
في حين قال الناشط في مجال المقاومة الشعبية منذر عميرة: "لا اهلا ولا سهلا بالمتطرف يهودا غليك.على فعاليات محافظة بيت لحم ادانة استقبال المتطرف يهودا غليك ومعاقبة كل متورط في استقباله".
من جهته، قال المنسق العام للجنة الوطنية لمقاطعة دولة الاحتلالBDS محمود نواجعة: "في مؤسسة في بيت جالا اسمها بيت اللقاء مستضيفة وفد صهاينة على رأسهم المتطرف المستوطن المجرم يهودا غليك! وفي واحد متصور معه بكل فخر، لسة ما اعرفت اسمه! هذا كم هائل من العار، يتجاوز كل التطبيع الى ما أبعد منه!".
وكتب إيهاب البرغوثي: "الثورة يزرعها حر، ويخوضها شجاع، ويقطف ثمارها جبان كم تبلغ المسافه بين جمعية بيت جالا التي استضافت المتطرف غليك ومنزل الشهيد عمار ابو عفيفه في مخيم العروب".