القدس – خاصّ نبأ:
بعد سلسلة العمليات الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس المحتلة، باتت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تخشى من موجة هجمات تشبه تلك التي وقعت عام 2015.
وكان آخر تلك العمليات، طعن مستوطنة صباح الأربعاء، في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ما أدّى لإصابتها بجروحٍ طفيفة، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبريّة.
وبينما تجد أجهزة مخابرات الاحتلال تعقيداتٍ في التعامل مع هذا النمط من العمليات، كونها تنفذ بشكلٍ فردي، ودون توجيه من الفصائل الفلسطينية، تتخوف من قيام آخرين بتقليد تلك العمليات، وهو ما سيقود إلى الموجة الجديدة من التصعيد .
المحلل السياسي والكاتب المقدسي راسم عبيدات قال لــ"نبأ" إنّ تصعيد الموقف في مدينة القدس المحتلة، هو نتاج لسياسات وممارسات الاحتلال من قمع وتنكيل، وهو ما يدفع إلى انفجار على نحو واسع يتعدّى مدينة القدس إلى كلّ فلسطين.
وقال إنّ عوامل الانفجار في المدينة باتت واضحة، فعندما يكون هناك مجازر بحقّ الحجر الفلسطيني في منطقة واد الحمص ببلدة صورباهر، تمتد إلى واد ياصول في بلدة سلوان حيث توجد 58 عائلة فلسطينية مهدد بييوتها بالهدم بذريعة أنها غير قانونية، ورغبة الاحتلال في توسيع ما يسمى بـ"غابة القدس"، كما أنّ تهديد 70 مواطن بالطرد والتهجير في حيّ الطور، وإجبار المقدسيين على هدم منازلهم بشكل ذاتي، وما يحدث في الشيخ جراح، عدا عن الاقتحامات المتواصلة للمسجد الاقصى، كلها عوامل مجتمعة تدفع بالأمور إلى الانفجار.
وفي معرض ردّه على سؤالٍ حول تهديدات فصائل المقاومة، بأنّ صبرها بدأ ينفد على ما يحدث في القدس، إلى جانب استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة دون أي بوادر لإنهائه، أو حتّى البدء في عملية الإعمار، قال "عبيدات" إنّ معركة سيف القدس في شهر آيّار/مايو الماضي، أوجدت "وحدة مسار ومصير" بين القدس وغزة، حينما تدخلت المقاومة لصالح مدينة القدس.
ولا يستبعد "عبيدات" أن تعود المقاومة للدخول على الخط في هذا السياق، بسبب عدم التزام الاحتلال بشروط التهدئة سواء فيما يتعلق بالشيخ جراح خاصة والقدس عامة، وأيضاً ما يتعلق بحصار غزة، وبالتالي قد نجد أنفسنا أمام "معركة سيف القدس 2".
وفيما يتعلّق بفلسطينيي الداخل، قال "عبيدات" إنّ لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هاجساً وقلقاً كبيراً من أنّ السكان الفلسطينيين في مدن الداخل والذين عملت تلك المؤسسة 74 عاماً على دمجهم في المجتمع الإسرائيلي، لكنها وجدت أنهم متمسكون بانتمائهم الفلسطيني والعربي، حيث باتت تخشاهم بشكلٍ كبير، بعد هبّتهم في معركة "سيف القدس".