الداخل المحتل- نبأ - شروق طلب:
لم يكن الزوج بين غياهب سجون الاحتلال يعلم أنه لن يشارك في جنازة رفيقة العمر والدرب التي توفيت في مدينة الطيبة رلى يوسف حاج يحيى عن عمر ناهز 47 عاما، إثر مرض عضال أصابها.
والمرحومة هي زوجة الأسير أيمن حاج يحيى، المعتقل منذ 16 آذار/ مارس 2021، بادعاء إجراء اتصالات مع جهات تابعة للمخابرات الإيرانية، رحلت تاركة خلفها أربعة أبناء آمنة وجهاد وتسنيم وكِندا.
مرارة الفقد خطفت أماً وزوجة، وبحسرة ودعها المحبون والمخلصون لكن مرارة الفقد كانت أقسى على المناضل أيمن الحاج يحيى الذي لم يسمح الاحتلال له بإلقاء نظرة الوداع على رفيقة دربه في الحياة، وقد رفض طلبه من الأمن الداخلي الإسرائيلي.
افتقرت جنازة الفقيدة للحضور الشعبي على خلاف التوقعات، وعزى أحد المشاركين ذلك إلى أن الأهالي يخشون على مصالحهم من أن يمسها الاحتلال بأذى فقط لمجرد مشاركتهم في جنازة زوجة الأسير أيمن.
وكتبت صديقة العائلة ميسان ضرار صبح على حسابها على الفيس بوك" ألا لعنة الله على الاحتلال!
"قاسٍ هو الفراق.. بارد هو الوداع موجع وموحش أكثر من كلّ مرة!!"
"كسرنا رحيلك يا أم جهاد كما ويكسرنا أسرك يا أبا جهاد"
"كيف لمن يكتبون النعي القدرة على ترجمة حزنهم إلى كلمات، ما أقسى أن تعبر عن حزنك بالكلمات دون ايفاء حزنك حقه."
ويشغل الأسير أيمن حاج يحيى، الأمين العام لحركة كفاح وأمين سر رابطة الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني، واعتقله الشاباك الإسرائيلي بتهمة التخابر مع إيران وتزويد مخابراتها بمعلومات خطيرةٍ وحساسّةٍ” تمسّ أمن "إسرائيل".
وكانت النيابة العامة في الداخل المحتل، قد قدمت في السابع من نيسان/ أبريل الجاري، لائحة اتهام إلى المحكمة المركزية في اللد ضد حاج يحيى، وقررت المحكمة حظر نشر هويته في ذلك الحين.
ويزعم جهاز مخابرات الاحتلال (الشاباك) أن حاج يحيى أجرى "اتصالا سريا" مع جهات من قبل المخابرات الإيرانية، والتقى ناشطا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، يدعى خالد يماني، والذي عمل لصالح إيران، مرتين، في الدنمارك، في نيسان/ أبريل 2018 وفي باريس، في أيلول/ سبتمبر 2018.
وادعى الشاباك أن حاج يحيى عقد عدة لقاءات في خارج البلاد مع "جهات في المخابرات الإيرانية"، وأنه تلقى مالا وإرشادا ووسائل تشفير سرية، "كي يتمكن من مواصلة الاتصال معهم بصورة مشفرة بعد عودته إلى إسرائيل".