نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"الإمارات احتضنت حدثاً تطبيعياً تاريخياً"

رفض التطبيع.. نبضٌ يسري في دماء الشعوب حين تجمد في عروق الحكومات

لا للتطبيع مع الاحتلال.jpg

نبأ-رنيم علوي:

ضمن عملياتٍ حثيثة تقدمها المقاومة الشعبية في الوطن العربي ككل، وفلسطين بشكلٍ خاص وذلك للحفاظ على من تبقى من العروبة التي بيعت في سوق النخاسة الغربي، يتم الكشف عبر وسائل الإعلام العبرية، عن اجتماع عقد لأول مرة بشكل علني، بين حكومة الاحتلال وعدة دول عربية أعلنت التطبيع سابقاً.

لقاء عربيٌ "إسرائيلي"

وأفادت صحيفة "جويش إنسايدر" الأمريكية، في تقرير لها ، بأن "الإمارات احتضنت حدثاً تاريخياً، هو الأول من نوعه على الإطلاق".
وكشفت الصحيفة أن "إسرائيل" شاركت في المؤتمر، إلى جانب ست دول عربية هي؛ الإمارات، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، والسودان"، منوهة إلى أن المؤتمر "أقيم تحت عنوان "
N7"، وهما رمزان لكلمة التطبيع ولعدد الدول السبع المشاركة في المؤتمر".

ناشط سوداني ضد التطبيع

وعلى ذات السياق يقول الناشط السوداني محمد حمد، قائلاً: " قبل كل شيء أنا كمواطن سوداني رافضاً للتطبيع بكافة أنواعه وليس رفضي فقط لدولتي السودان وإنما لكل دائرة التطبيع، وهذا لأن تاريخ "إسرائيل"، تاريخ المذابح والدماء المراغة من غير وجه حق، وأن تاريخ الإحتلال قائم أيضاً على هدم المنازل وتشريد الفلسطينين من أرضهم.

وأكد محمد حمد رفضه للتطبيع، قائلاً: موافقتي على هذا التطبيع يعني موافقتي بمشروعية الإحتلال، أي " الدولة الاسرائيلية" على حساب الشعب والأرض ونكران حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإنكاراً لحق العودة والتعويض، بالإضافة إلى أن التطبيع يضع اسمه وسط القضية الفلسطينية والداعم لها ليس من منطلق العروبة الوطنية وإنما من ناحية أخلاقية وإنسانية وبالتحديد في ظل أني أرى نفسي في السودان لست مواطناً عربياً.

أضاف يقول، أن دولة السودان سواء أكانت بالمؤتمر أم لا فـهي بشكلٍ عام لم تستفيد من التطبيع الاسرائيلي، بل وعلى العكس كانت هذه الحركة علينا وليست لنا؛ لأن الاسرائيلين كانوا قد قاموا بدعم الجيش السوداني في انقلابه على الحكومة المدنية، فنحن كشعب وكدولة أيضاً لم نستفيد من هذا التطبيع بل أضر البلد لأن اصبح تحول ديمقراطي في السودان.

وأشار أنه لا يمكن نكران أن هناك مصالح سودانية من التطبيع من ناحية اقتصادية على حد سواء، كالإعفاء من الديون المتراكمة على السودان خارجياً مع أمريكا مثلاً، وهذا هو المبرر الوحيد الذي يمكن أن ينادى به من قبل الحكومة لردع الانفلات الشعبي ضد ما يحدث.

ناشطة سعودية ضد التطبيع

أما الناشطة السعودية والتي رفضت الكشف عن اسمها، قالت: بالعودة إلى حكم الملك فيصل والفهد لم يكن للتطبيع زاويا يجلس فيها، وكانت العائلة الحاكمة في السعودية من أشد وأكثر الدعمين للقضية الفلسطينية ورافضة كل الرفض لما يسمى تطبيع العلاقات مع " الإحتلال الاسرائيلي"، فمثلاً: النفط كان من الممنوعات التي يحظر عليها أن تصل لما تسى " اسرائيل"، ولكن على هذا الزمن انقلب الحال وتغير الحكام والملوك والكثير منهم للأسف اصبح ينادي بالتطبيع بشكلٍ كبير.

واردفت تقول: السعودية لم تستفد أبداً من تطبيع علاقاتها مع " الإحتلال الاسرائيلي" إلا من ناحية واحدة بعيداً عن المصالح السياسية فقد ادخلت توطيد تلك العلاقات الانفتاح بشكل ملحوظ على السعودية، بينما الفائد الكبرى فقد كانت لصالح " الإحتلال الاسرائيلي" فقد اصبحت الوادات النفطية تنهال عليهم، بالإضافة إلى أنهم استفادوا من تفرقة الشعوب والعقول في الوطن العربي.

وأكدت الناشطة أن الشعب السعودي مختلف تماماً عن الحكومة السعودية، فالشعب دائماً ما كان داعماً للقضية الفلسطينية، ونوهت إلى ضرورة معرفة أن الشعب السعودي كاملاً مع القضية الفلسطينية، وأن ما يظهر عبر منصات التواصل الاجتماعي من شتمٍ سعودي على الفلسطيني وأرضه، يجب التنويه أنه ليس سعودي، وإنما " اسرائيلي" يدمج بالسعودي ولغته ومن الممكن أن يكون مغسول العقل.

ناشطة إماراتية ضد التطبيع

وعلى ذات السياق تجيبنا وهي إماراتية الجنسية، قائلة: " التطبيع اليهودي محرّم ولا يجوز شرعاً أن تطبع علاقاتٍ مع عدوٍ نكل بأصحاب أرضٍ أصليين، ولا يجوز تطبيع العلاقات مع أي عدو وإن حدثت فإنه يقع في خانة الصلح الباطل، وحيث قال تعالى " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".

وقد أكدت في حديثها على أن ما يقع على الشعب السعودي يقع على شعب الإماراتي أيضاً ولا قولاً يضاف على ما قيل مما سبقه وأن دول الخليج كاملة مع القضية الفلسطينية قلباً وقالباً.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات من توطيد علاقتها مع الاحتلال لربما زادت من نسبة السياحة والسفر إليها لتصبح هي وبعاصمتها دبي إحدى الدول التي تشجع على زيارتها، وبالتالي هي بهذا التطبيع استفادت اقتصادياً.

تطبيع يقود إلى إنهيار المنظومة العربية

وباللجوء إلى المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي، صلاح خواجا، قال: إن التطبيع العربي هو في محاولة التعبير عن إنهيار المنظمة العربية ووحدة الموقف العربي في إطار الجامعة العربية وحتى مؤتمر القمة الإسلامية، وأن الأخطر من ذلك معظم الدول التي قامت بعملية التطبيع مع ما تسمى " دولة الإحتلال" هي تؤمر من الولايات المتحدة الأمريكية وتعيش تحت إملائتها، وبالتالي لا يوجد هناك أي منفعة لِأي علاقة مع الاحتلال، بل إن الإحتلال نفسه هو استفاد من ذلك سياسياً، وستستفيد من تلك البلدان التي طبّعت معها لصالح التجارة والصناعة العكسرية وتسويق منتجاتها في تلك البلدان.

وأضاف يقول، تعتبر " دولة الإحتلال" هي الأقوى اقتصادياً وهي الأكثر قدرة على المنافسة في الأسواق، فمثلاً، دول الإمارات ستستثمر أموالها في ودائع وبنوك وشركات اسرائيلية، وبالتالي هذا يعتبر ضربة للموقف العربي ووحدة الموقف العربي.

حراكٌ فلسطيني دبلوماسيٌ باهت

وأشار بقوله، أنه كان هناك حراك سياسي ودبلوماسي فلسطيني اتجاه الدول العربية لتعزيز ما يسمى بالمبادرة العربية التي أكدت على أنه يجب حلّ القضية الفلسطينية قبل عملية التطبيع، ولكن الدفاع كان باهتاً بسبب المستوى الرسمي للعلاقات الموجوة مع " دولة الإحتلال".

نوه صلاح خواجا إلى أن قطار التطبيع ما زال مستمر " والإحتلال الاسرائيلي" يريد أن يوسع من عمليات التطبيع مع الدول العربية، وأنها تسعى إلى تحقيق الهدف التاريخي " لدولة الإحتلال" في عام 1985 وذلك من خلال بناء شرق أوسط جديد، واعتبار أن منطقة الشرق  الأوسط هي التي ستضع ما سمي بِـ " اسرائيل الكبرى" وذلك من خلال السيطرة وإعادة تجزأة وتقسيم المنطقة العربية.

 

وكالة الصحافة الوطنية