نبأ – رام الله – أسماء شلش
تتصاعد الأحداث في القدس وتستمر المواجهات بين المقدسيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتي أسفرت عن اعتقال عشرات الشبان الفلسطينيين وسقوط عشرات الجرحى.
الأحداث بدأت مع بداية الأسبوع الماضي حينما منعت قوات الاحتلال الشبان المقدسيين من التواجد بعد صلاة التراويح أمام باب العامود ونصبت حواجز على الدرج في باب العامود لمنع المقدسيين من التواجد عليه إلا للمرور.
وعقبها بيومين كشفت محادثات على تطبيق "WhatsApp" لجماعات استيطانية تخطط للانتقام من العرب وتدعو للخروج في مظاهرة باتجاه باب العمود، وبطبيعة الحال لم يصمت المقدسيون على ذلك، فحدثت مواجهات بين الشبان المقدسيين والمستوطنين الذين كانوا يهتفون بمظاهراتهم "الموت للعرب".
تمكن المقدسيون من التصدي لهذه الهجمات وهتفوا في مظاهرات عبارات وطنية تؤجج المشاعر وتبعث في النفس التحدي مثل "لن تركع أمة قائدها محمد"، و"جنة جنة جنة تسلم يا وطنا"، و"بالروح بالدم نفديك يا اقصى".
وكعادة الاحتلال قام بقمع هذه المظاهرات باستخدام القنابل الصوتية وغازات مسيلة للدموع وإلقاء المياه العادمة ما على المتظاهرين، ولم يزد هذا الإجراء المقدسيين إلا تحديا وإصرارا، فتحولت شوارع القدس إلى ما أشبه بحالات العصيان المدني وقاموا بتكسير كاميرات المراقبة وحرق سيارة مستوطن في جبل المكبر هنا وحرق بيت مستوطن انتزعه من فلسطيني في حي الشيخ جراح هناك وتكسير زجاج وزارة العدل "الإسرائيلية" إضافة إلى حرق أحراش الجامعة العبرية.
ونصرة لأهل القدس خرجت العديد من المظاهرات في كل مدن فلسطين في رام الله وطولكرم وجنين والخليل وفي الداخل الفلسطيني وغزة، واستجابت المقاومة لنداءات أهل القدس فأطلقت العديد من الصواريخ من القطاع باتجاه مستوطنات الغلاف.
رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد عوض، يرى أن هذه الأحداث هي رد فعل طبيعي ضد ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي من تطهير عرقي في حي الشيخ جراح إلى الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وهجمات المستوطنين إضافة الى منع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى فضلاً عن منع الاحتلال من إجراء الانتخابات في القدس.
وأوضح عوض، في تصريح خاص لـ"نبأ"، أن هذه الأحداث من الممكن جداً أن تتسع وتطور إلى أبعد من ذلك إذا أصر الاحتلال الإسرائيلي على إهانة الفلسطينيين خاصة إذا انضمت إلى هذه الهبة أطراف جديدة وأماكن جديدة.
ولفت عوض إلى أن المظاهرات التي تجري حاليا تحسن من موقف الشعب الفلسطيني في انتزاع حقه بإجراء الانتخابات كما يريد.
ومن جانبه، قال الناشط المقدسي رمزي عباسي، إن عددا من المقدسيين أدوا صلاة العشاء والتراويح كاملة على مدخل باب العامود هذه الليلة (الثاني عشر من رمضان) رغما عن الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين بذلك على أحقيتهم وحريتهم في التواجد عند باب العامود كما يريدون.
وأوضح عباسي، في تصريح لـ"نبأ"، أن الاحتلال غير معني بالتصعيد ويسعى لحل هذه القضية واحتوائها، مضيفًا "يظهر في تصرفات قوات الاحتلال الليلة أنها غير معنية بالتصعيد ولا تسعى إلى أن تتعقد الأمور أكثر من ذلك فهم لم يستخدموا الليلة أي قنابل صوت ولم يلقوا بالمياه العادمة علينا كما فعلوا في الأيام السابقة".
وأكد أن المظاهرات التي خرجت في كل فلسطين لها دور كبير في تعامل الاحتلال بهذه الطريقة من الاحتواء، فهم اعتقدوا في البداية أن الموضوع لا يتجاوز إخماد مظاهرة أو اعتقال عدد من الشبان، لكن بعدما تطورت الأحداث كما لم يتوقعوا ذهبوا باتجاه محاولة احتواء ما يجري.