نابلس- نبأ – شوق منصور:

في قانون العزم والتحدي، مهما كَبُرتِ العوائق واشتدت صعاب الطريقَ لا خياَر لك إلا أن تهدِم كُل العقبات بإرادةٍ وقوةٍ تدفعُك للمسير نحو النجاح.

الطفلة "جنى عثمان" ذات الاثني عشر عاماً سعت جاهدةً لكسب مهارة والدها بتفوقها عليه في لعبةٍ عُرف بأن الذكاء عاملها الأساسي "الشطرنج". وها هي الآن تحصدُ المراكز الأولى على مستوى فلسطين معلنة بذلك أن الوصولَ للحلم لا يحتاج سوى تحدٍّ وعدمِ استسلام.

يقول والد جنى أحمد عثمان في مقابلة له مع وكالة الصحافة الوطنية" نبأ": "لقد بدأت قصة جنى مع لعبة الشطرنج عندما عدت في أحد الأيام من بطولة الشطرنج التي أقيمت في مسقط رأسي في قرية المجدل جنوب نابلس، وكنت أحمل كأسا للبطولة فزتُ به، فلفت انتباه جنى وسألتني عنه وطلبت مني أن أعلمها أصول اللعب".

الأب الذي تعلم اللعبة واحترفها خلال اعتقاله في سجون الاحتلال بدأ بتدريب طفلته في عام2017 وكانت تبلغ من العمر عشر سنوات، حيث شاركت جنى حينها في أول بطولة على مستوى فلسطين، وكانت المفاجأة أن حصلت على المركز الأول، كما أنها حصلت على المركز السابع على مستوى العرب في ذات العام 2017.

بعد ذلك حصلت جنى على المركز الثامن في تونس عام 2018، ونالت المركز السابع في الأردن عام 2019، وهذا العام تقدمت وحصلت على المركز الثاني عربياً.

كما وحصدت جنى على مدار أربع سنوات بطولات المدارس والفئات، وبطولات أخرى على مستوى غرب آسيا، إلى أن حصدت المركز الخامس والعشرين عالمياً.

ورغم قضائها كثيراً من وقتها في التدريب إلا أن ذلك لم يؤثر على دراستها بل واصلت الحصول على المراكز الأولى دراسياً.

 "لم تتلقى جنى أي تدريبات خاصة، فهي كانت تعتمد اللعب الافتراضي، ومن خلال الانترنت، كون فلسطين تفتقر للمدربين المحترفين، وحتى الاتحاد العام للشطرنج يعاني من قلة الإمكانيات المادية، وليس لديه مدربين أكفاء". بحسب والد الطفلة

بلغتها البسيطة تقول لـ "نبأ": كنت أشعر بالفرح والسعادة وأفخر بنفسي عند حصولي على أي بطولة، وأحزن عند خسارتي في أي مسابقة، لكن أحدث نفسي بأن الخسارة هي مصدر النجاح، فتكون دافعاً لي للاستمرار والمنافسة في مرات لاحقة".

وتتابع جنى حديثها بالقول أحاول دائما أن تطوير نفسي من خلال متابعة فيديوهات أبطال معروفين، ومتابعة بعض الألعاب الإلكترونية في الشطرنج، وفي الوقت نفسه أتدرب على أرض الواقع، فالعالم الافتراضي يختلف عن الواقع.

وتطمح جنى أن إكمال دراستها، وأن تصبح مهندسة حاسوب، وأن تكون لها بصمة في عالم الشطرنج وأن تصبح مدربة شطرنج على مستوى عالمي.