نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

يعود تاريخ انشاؤها إلى أكثر من 180 عاماً

"مصبنة الشكعة" في نابلس تقاوم من أجل الحفاظ على إرثها العائلي

نابلس – نبأ / شوق منصور

إلى الغرب من البلدة القديمة في محافظة نابلس لا تزال مصبنة الشكعة تقاوم من أجل البقاء والحفاظ على نهجها التراثي، وعلى قيمتها التاريخية، رغم كل المنافسات التي تحيطها من أنواع الصوابين المستوردة.

يقول أحمد الفاخوري (55 عاماً) والذي يعمل في مصبنة الشكعة منذ 35 عاماً: أن صبانة الشكعة من أوائل الصبانات في مدينة نابلس حيث يعود تاريخ انشاؤها إلى أكثر من 180 عاماً، حيث تم بناء هذا المبنى ليكون حرفة عائلية يتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم.

ويضيف الفاخوري لـ"نبأ": نحن في مصبنة الشكعة لا نزال نصنع الصابونة بالطريقة اليدوية القديمة، من خلال استخدام زيت الزيتون كمكون رئيسي في صناعته، بالإضافة إلى والصودا الكاوية والماء، وتطبخ هذه المواد على النار وتحتاج من 5 إلى 6 أيام، ومن ثم صبها على الأرض، وتقطيعها إلى مربعات.

ويؤكد الفاخوري أن ما يميز الصابونة البلدية عن الهواوي أنه يتم صنعتها باستخدام مواد طبيعية بعيداً عن الروائح أو المواد الكيماوية، فالشخص الذي يستخدم صابونة الشكعة النابلسية يشعر بالفرق بينها وبين المواد الأخرى المصنعة، فهذه المواد تغطي طبقة الجلد ويشم روائح مختلفة، بينما البلدي تفتح الجلد، ولا تعطي رائحة سوى النظافة وتشعره بالراحة.

كما وتختلف الصابونة النابلسية يتم تصنيعها على النار بينما الهواوي عن طريق الخلاطات، والنابلسية لا تتأثر بوضعها على الشمس بينما الأخرى تذوب لأنه تكون مصنوعة من الشحم.

ويؤكد الفاخوري أن صابونة الشكعة النابلسية لا تستطيع منافسة صناعات الاحتلال والمستوردة، لأنه لا يوجد أحد يدعمها، فأي صناعة تحتاج إلى دولة تدعمها.

قديما كان أغلب الناس يستخدمون الصابون البلدية ولكن اليوم هناك عزوف عن استخدام الصابونة النابلسية، نتيجة التطور وظهور العديد من الأنواع المختلفة المصنعة وقليلة الثمن.

ويشير الفاخوري إلى أن مصبنة الشكعة كانت شاهدة على ثورة 1936 حيث أن أحمد الشكعة وهو مؤسس مصبنة وكان أحد زعماء الثورة، فاجتماعات القيادات الفلسطينية كانت تتم بمصبنة الشكعة.

وأضاف أنه جرى عقد اجتماع بتاريخ 19 نيسان 1936 في تلك المصبنة، ووضع في هذا الاجتماع أسس ومبادئ ثورة فلسطين الكبرى عام 1936، وتم الاتفاق على إعلان إنشاء اللجنة القومية للإشراف على سير الحركة الوطنية، وأن يتم إعلان الإضراب العام في نابلس وأن تدعى سائر مدن فلسطين إلى الإضراب.

وأكد الفاخوري على المحافظة على هذه الأثر التاريخي يكون من خلال دعمها من قبل الحكومة وتشجيع الصناعة المحلية، وتمنع الاستيراد وضرورة مقاطعة الإنتاج الإسرائيلي ومحاربته.

يذكر أن مصبنة الشكعة كانت تنتج كميّات كبيرة من الصابون ويتم تسويق كميات كبيرة إلى الخليج وسوريا ومصر ولبنان، أما الآن جزء بسيط التي يتم تسويقها وتقتصر فقط على الأردن، وتوزيعه محلياً.

وكالة الصحافة الوطنية