نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

يخصص لها 10 ملايين شيكل سنوياً

حفريات الاحتلال أسفل الأقصى.. تضليل وتزوير للتاريخ الحقيقي

حفريات أسفل المسجد الأقصى.jpeg

القدس-نبأ-رنيم علوي:

من المعروف أن الهجمة الأخيرة على المسجد الأقصى هي حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من سياسات التهويد، التي تعتمدها حكومات دولة الأبارتهايد الإسرائيلي في فلسطين المحتلة منذ عقود.

ولا تعتمد هذه السياسات فقط على القبضة العسكرية والدعم المادي للاستيطان، وإنما ترتكز أيضا على تزييف الوعي وترويج أن على العرب الالتزام بـ"الموضوعية" و"الواقعية". وهذا الأمر الأخير يعني عمليا التنازل عن الحقوق، وتحويل الصراع إلى نزاع على أراضٍ.

حفرياتٌ مضللة

منذ أن بسط الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على الجزء المتبقي بعد عام 1967 مِن فلسطين، والذي شمل القدس المحتلة وباقي الضفة الغربية، بدأ عملياته الحفرية في داخل أراضي القدس المحتلة للوصول إلى الباطن الأرضي للمسجد الأقصى.

وقد اكتشف المقدسيون عام 1981 نفقاً يصل إلى سبيل قايتباي في داخل المسجد، على بعد أمتار قليلة من قبة الصخرة المشرفة، وكان هذا بمثابة الإنذار الأول لأسرار ما يجري تحت الأرض؛ إلا أن حكومة الاحتلال في ذلك الوقت نفت أي ادعاءات تتمحور حولها قضية أنّ هناك عملية حفرية تجري في محيط المسجد الأقصى.

حفرياتٌ مستمرة

وإن تقدمنا بالحديث إلى اليوم، نجد أن الحفريات ما زالت مستمرة وأنه يخصص ميزانيات ضخمة بشكل سنوي تصل إلى 10 مليون شيكل حول هذا الموضوع، فما الادعاءات الدينية التي يتسمك بها الاحتلال الاسرائيلي للاستمرار بعمليات الحفر التي تهدد المسجد الأقصى؟

في مقابلة أجريت مع المختص بالديانة اليهودية أبو داوود، قال، " إن 80 بالمئة من الديانة اليهودية يعتقدون أن المسجد الأقصى بُني مكان الهيكل، وأنهم ينتظرون المسيح المخلص " الأعور الدجال" ليأتي بالهيكل، وإن الحفريات الموجودة داخل باطن المسجد الأقصى عبارة عن أنفاق قديمة منذ العهد البيزنطي والكنعاني، فبالتي يقومون بإعادة توسيعها وإحيائِها من جديد".

القدس أكبر مدن التجمع الصهيوني

فيما أردف قوله بأن الأنفاق الموجودة تحت المسجد الأقصى لا تشرف عليها سلطة الآثار "الإسرائيلية"؛ وإنما هي تحت إدارة السلطات الدينية " مجلس الحاخام الأعلى"، أما بالنسبة لأي شيء خارج أسوار المسجد الأقصى ولم يَرد ذكره في "التلمود" تشرف عليه سلطة الآثار "الإسرائيلية".

وأضاف أبو داود " لوكالة نبأ": " إن القدس أكبر المدن للتجمع الصهيوني إذا يصل عدد السكان فيها إلى ما يقارب مليون ومائتي ألف نسمة بحسب المعطيات الرسمية، 30% منهم فلسطينيين، والمخطط الإسرائيلي حول هذا العدد هو إيصال عددهم إلى 20 بالمئة تقريباً، وهذا بحسب الديانة التلمودية يطلق عليه الحوط المقدّس، وقد نحجوا تقريباً بإحاطة البلدة القديمة".

زحفٌ بالحفريات

وقد ربط أبو داود قوله هذا بالحفريات والزحف الإسرائيلي للسيطرة على القدس، إذ نوه في قوله إن الإعلام الإسرائيلي جعل الإعلام العربي يركز على الاقتحامات المتتالية للمسجد الأقصى والسيطرة على سلوان ومواجهات عنيفة في حي الشيخ جراح، متناسيين تركيزهم على خطط الاحتلال الرئيسية، كالحفريات التي يزحف بها الاحتلال يوم بعد يوم ودون سيطرة إعلامية عربية على هذا الموضوع ليصل الموضوع في النهاية إلى " القدس الكبيرة" أكبر مدن الكيان الصهيوني بحسب التاريخ اليهودي.

إعلامٌ فلسطيني إسرائيلي

وقد أفاد أحد المقدسيين لـ " نبأ" بأن الاحتلال "الإسرائيلي" يقوم بعمليات حفرية تحت المسجد الأقصى والسبب الديني المتعارف هو أن المسجد الأقصى بني مكان الهيكل المزعوم، ولكن الذي يتم تغافله حول هذا الموضوع هو أن الاحتلال الإسرائيلي نجح في إشغال الإعلام الفلسطيني عن هذه الحفريات بأمور تأخذ الضجة الإعلامية الكبيرة، كالاقتحامات وهدم المنازل وتهجير الأحياء بوتيرة تُخفي مخططات الحفريات ومستقبل المسجد الأقصى.

ونوه إلى ضرورة فهم ومعرفة العدو إعلامياً وإلا المطاف سينتهي بنا في طريق مخططة سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى أن نصل لها، وقال إن الأنفاق موجودة منذ زمن بعيد، وأنه في عام 1920 حدث زلزال في فلسطين أدى لحدوت تشققات بإحدى أسوار القدس، فهل كان السبب الحفريات التي رققت من قوة الحائط؟

نجاح لمخطط الاحتلال

تابع قوله، إن المخطط "الإسرائيلي" لمشروع الأنفاق لعام 2020_2021 وصل إلى ما يقارب 90 بالمئة من الإنجاز، وإن كانت تلك المخططات تهدد المسجد الأقصى فـهذا الاعتقاد خاطئ؛ لأن لو كان هذا بالفعل لهدم المسجد الأقصى منذ زمنٍ طويل، الهدف الواضح بعيداً عن خلق طبيعة سياحية تحت المسجد الأقصى والبحث عن الهيكل كونه ادعاء ديني، وإنما هو محاولة لتكثيف الوجود اليهودي في القدس والتقليل من أعداد العرب الموجودين في مدينة القدس والبلدة القديمة وما حولهما.  

 

وكالة الصحافة الوطنية