نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

أحدهم تحدث لـ"نبأ" عن الأجواء الجميلة والأغاني والأهازيج

التكنولوجيا الحديثة تحرم كبار السن من أجمل ذكريات موسم الزيتون

نبأ – نابلس – شوق منصور

لا أعذب من شرب كوب من القهوة أو الشاي على الحطب، ولا أجمل ولا أروع من سماع أغاني وأهازيج شعبية تخرج بطريقة عفوية من القلب كخروج الزيت من حبات الزيتون.

في مثل هذه الأيام من كل عام تستيقظ العائلات الفلسطينية على رائحة الأرض والتراب المبلل بقطرات الندى، وتجتمع العائلة بأكملها من شباب ونساء وشيوخ وأطفال تحت شجرة الزيتون، وسط جو من الفرح والسعادة، دون أن يمنعهم ذلك من عملهم في قطف الزيتون، فهذا يعتبر جزء من ثقافتهم العريقة وهويتهم، ويعمق انتمائهم بأرضهم ووطنهم، كما انه يعتبر مصدر رزق لكثير من العائلات الفلسطينية.

محمد خالد يقول لوكالة الصحافة الوطنية" نبأ": خلال موسم الزيتون تتجهز العائلات الفلسطينية، وتهم لقطف ثمار الزيتون، بجو عائلي رائع، مجتمعه العائلة بأكملها تحت الشحرة يقطفونها من جهة، ومن جهة أخرى أحاديث بينهما تملأ المكان، بعيداً عن أجهزتهم الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي

ويضيف خالد وهو صاحب حقل زيتون: لموسم الزيتون أجواءه وعادته الخاصة التي مهما تطور الزمن يبقى جزء كبير منها، فنحن لا نقطف الزيتون فقط بل نستمع أيضاً، ونحن نطهو الطعام ونقلي قلاية البندورة على الطب، ونعد أبريق الشاي عليه، فانت لا تعرف معنى السعادة إذا لم تشرب كوباً من الشاي على الحطب.

ويبين خالد: أنه كانت هناك عادة لموسم الزيتون لكن يمكن القول إن في هذه الأيام لم تعد موجود أو قلت وهي مساعدة العائلات والجيران لبعضها البعض، فالشخص الذي ينهي من قطف زيتونة يذهب ويعاون جاره أو صديقة.

التسعيني ياسر خالد يروي لوكالة الصحافة الوطنية" نبأ" عن موسم قطف الزيتون قديما، ويقول: رغم أننا كنا نستمتع خلال موسم قطف الزيتون بالأغاني الشعبية والأهازيج والأكلات الشعبية التي نطهوها على الحطب إلا أننا كنا نعاني من عدة صعوبات خلال موسم الزيتون مقارنة بهذا الأيام، فمثلاً لم يكن موجود المفارش التي توضع في هذه الأيام تحت الشجرة التي تسهل عملية جمع حبات الزيتون.

ويضيف: إنها كانت تتطاير في كل مكان وبتالي يأخذ منا ذلك وقت وجهد في عملية جمعها، كما أننا كنا نتأخر في عملية عصر الزيتون، لأننا كنا ننقل حبات الزيتون إلى المعصرة عن طريق المواشي، وهذا يأخذ جهد ووقت كبير منا، أما اليوم فهناك السيارات المتطورة وبالتالي يتم نقل حبات الزيتون بصورة أسرع.

ويكمل التسعيني حديثه عن معانتهم أثناء عصر الزيتون ويشير إلى أن عصر الزيتون قديماً كان يتم عن طريق معصرة الحجر والتي تدور عن طريق الحصان، وبتالي يفقد الفلاح جزء من الزيت، بعد ذلك تتطور الأمر وأصبح هناك آلة تدور بالكهرباء، ونفرز الزيت عن الزيبار من خلال المكابس.

ويستطرد الحاج حديثه: اليوم اندثرت هذه الآلات، وأصبح الفلاحون يعصرون حبات الزيتون بواسطة آلات متطورة وحديثه لا تستغرق لا وقتاً ولا جهداً كبير، وتفرز الزيت وتنقيه أيضاًـ مضيفاً أنه رغم التطور الذي حدث وسهل على الناس إلا أن بعض الطقوس والعادات قد ألغيت.

وكالة الصحافة الوطنية