نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الشباب عماد الحاضر

بقلم/ رمزي عودة: 

احتفل العالم بأسره باليوم العالمي للشباب في 12 أغسطس الجاري، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 54/120 لعام 1999 بتخصيصه للشباب وللدفاع عن حقوقهم الأساسية وتسليط الضوء على التحديات والمشكلات التي تواجههم في كافة مناطق العالم، كونهم شركاء أساسيين في التغيير والتنمية المستدامة.

وإحياء لهذه المناسبة، أصدر جهاز الإحصاء المركزي في فلسطين بيانا يستعرض فيه أوضاع الشباب في فلسطين. وأشار البيان الى أن نسبة الشباب من سن 18 -  عاما في المجتمع الفلسطيني تقارب الخمس؛ بواقع 1.16 مليون شاب وشابة. 

وبلغت نسبة الجنس بين الشباب نحو 105 شباب ذكور لكل 100 شابة، وهو ما يشير الى استمرار نسب التمييز في الرعاية لصالح الذكور مقارنة بالإناث. كما أشار البيان الى انخفاض نسبة الأمية بين الشباب الى أقل من 0.8%، وهي نسبة منخفضة جدا تشير الى ارتفاع مستوى التعليم في المجتمع الفلسطيني.

وبرغم أن البيان أشار الى ارتفاع نسب التعليم الجامعي للشباب الفلسطيني، حيث انه من بين كل 100 شاب وشابة هناك 18 شابا حاصلون على درجة البكالوريوس فأعلى، فإن البيان أشار أيضا الى ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب بشكل لافت، حيث بلغت هذه المعدلات 64% بين الاناث و33% بين الذكور، وكانت الأعلى في قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية؛ 67% و24% على التوالي.

في الواقع، ما زال الشباب الفلسطيني يعاني العديد من التحديات الأساسية التي تعيق دوره في عملية التنمية، ومن أهم هذه التحديات؛ الاحتلال والاستيطان، والفقر والبطالة، ووجود الانقسام، وغياب الإطار القانوني الناظم الذي يعزز حقوق الشباب ومشاركتهم. وبغض النظر عن هذه الإشكالات وغيرها، ما زالت الثقافة السائدة في المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص هي ثقافة تقديس الكبار والنظر الى الشباب كونهم عماد المستقبل وليس عماد الحاضر.

في الحقيقة، تؤمن القيادة الفلسطينية بإعطاء مساحة أكبر لمشاركة الشباب، ولا ننسى بأن الآباء المؤسسين للنظام السياسي الفلسطيني وفصائله السياسية كانوا من جيل الشباب وعلى رأسهم الراحل الشهيد أبو عمار.

وانطلاقا من هذه الرؤية، منحت حركة فتح مقاعد محددة في مجلسها الثوري للشباب المناضل في حركة الشبيبة، وقد أوصى السيد الرئيس أبو مازن كافة الأطر الحركية والرسمية بالاهتمام بالشباب وتعزيز مشاركتهم لا سيما في أعمال المقاومة الشعبية ضد الاحتلال. وبالرغم من هذا التوجه، ما زالت مشاركة الشباب السياسية ضعيفة وتحتاج الى مزيد من الجهود السياسية والقانونية والاجتماعية من أجل تعزيزها.

في هذه المقالة، أقترح بعض التوصيات التي من شأنها تعزيز دور الشباب في الحياة العامة إنطلاقا من مقولة أن الشباب هم عماد الحاضر وليس فقط المستقبل. ومن أهم هذه التوصيات:

أولا: منح كوتا شبابية بمقدار 20% من المقاعد في مختلف المستويات القيادية في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني بما فيها النقابات.

ثانيا: اعتماد سياسة التمييز الايجابي لصالح الشباب في الخدمات الحكومية والأهلية في المجتمعات المحلية.

ثالثا: تحسين وتطوير البيئة القانونية الناظمة لحقوق الشباب ومشاركتهم.

رابعا: إلغاء كافة أشكال التمييز بين الذكور والإناث الشباب في مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

خامسا: إنشاء مساكن خاصة للشباب بقروض طويلة الأجل وبفائدة قليلة.

وفي المجمل، فان توفير مساحات أكبر للشباب للمشاركة العامة سيؤدي الى تحقيق التنمية المستدامة بمعدلات غير مسبوقة، لذلك علينا أن نثق أكثر بالشباب وبإمكاناتهم، وأن نمنحهم الفرصة لاكتساب الخبرة من الخبراء الأكبر سناً. فالشباب هم رافعة مهمة من روافع المشروع الوطني الفلسطيني ونضالهم ضد الاحتلال وتضحياتهم الجسيمة في سبيل هذا المشروع لا يمكن لنا الا أن نحترمها ونقدرها. فلنعطِ الشباب الفرصة ونترك الباقي عليهم.

وكالة الصحافة الوطنية