نبأ – القدس – شروق طلب
بعد سنوات قضاها من الحياة خلف قضبان السجون وفي زنازين الاحتلال؛ لم يتمكن الأسير مدحت العيساوي من لقاء طفلته التي لم يرَها منذ ولادتها في موعد الإفراج عنه وحرمت الطفلة من هذه الفرحة بعدما ارتدت الفستان الأبيض في استقباله.
وأمام هذه المعاناة، التقت مراسلة "نبأ" في القدس، بوالدة الأسير المحرر مدحت العيساوي المسنة ليلى العيساوي، والتي قالت "أنا أم لسبعة أبناء كلهم أسروا عند الاحتلال وأحدهم شهيد.. للأسف الاحتلال رفض الإفراج عن مدحت في ذات اليوم الذي كان مقررا الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته ٨ سنوات".
وأضافت: "خرج ضابط المخابرات وأخبر الجميع أنه تم نقل مدحت للمسكوبية انتظروه هناك"، مشيرة إلى أنها ذهبت برفقة ابنته وأفراد الأسرة لانتظار مدحت في المسكوبية؛ لكن تم تمديد اعتقاله ليوم آخر لإبعاده عن القدس الأمر الذي رفضه مدحت.
وقالت العيساوي: "في ١٢ الشهر يوم ما كان مفترض تحرر مدحت، ليلى ابنة مدحت ارتدت فستانا أبيض وجهزت نفسها لاستقباله وقالت لي: تاتا أنت ما تروحي على السجن أنا بدي أروح على السجن عشان أول ما يطلع أحضنه وأبوسه إذا كنت هناك راح ييجي عليك أول ويحضنك، فقلت لها خلص اذهبي أنتِ".
وتابعت: "ليلى أذهلت وأبكت الجميع من قوتها وتماسكها أمام الإعلام.. وقالت لهم أنا ما شفت أبوي من يوم ما ولدت وهو بالسجن لا حضني ولا باسني، هذه أول مرة بحضنه وبلمسه كان مانعيني أدخل عنده كمان".
يذكر أن للأطفال حق الدخول لمدة خمس عشر دقيقة لمقابلة أهلهم إلا أنها منعت بحجة الخطر الأمني، وتقول الجدة العيساوي "تم إبعاد مدحت ١٠٠ متر عن العيساوية فقط تنكيلا بنا وللتنغيص علينا بسبب قرار الإبعاد عن العيساوية وتم استقباله في بيت شقيقته في بيت حنينا وقرار الإبعاد ينتهي الساعة العاشرة اليوم السبت".
وزادت العيساوي "أنا والدة الأسير سامر الذي حرر في صفقة وفاء الأحرار وتمت إعادة اعتقاله هو و٦٧ أسيرا محررا من الصفقة".
وتوجّه بدموع حارة ورجاء "أنا بطلب من المقاومة يرجعوا لنا ولادنا.. نحن الآن بالمرحلة الأخيرة في حياتنا.. أنا مريضة جدا وأحب كباقي أمهات الأسرى أن نعيش أيام حياتنا المتبقية مع ولادنا".
وتحرر مدحت من سجون الاحتلال من سجن مجدو، تاركا خلفه شقيقه الأسير المقدسي سامر العيساوي والذي يقبع في سجن النقب.