نبأ-لؤي السعيد-الخليل:
للأسبوع الثاني على التوالي، يشن الإعلام الإسرائيلي والمنظمات الاستيطانية هجومًا واسعًا على النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان في الضفة الغربية وخصوصًا في الخليل جنوب الضفة الغربية.
عشرات التقارير والمنشورات التحريضية التي انتشرت على مواقع الإعلام العبري والمواقع التابعة للمستوطنين على شبكات التواصل الاجتماعي، هذه الحملات تركزت على الناشط في منظمة "بتسيلم" عماد أبو شمسية، والناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عارف جابر من الخليل.
تركز هذه الحملات على أن الناشطين أبو شمسية وجابر الذي اتهمهم جيش الاحتلال في إضرام النار بمنطقة قريبة من مستوطنة كريات أربع شرق الخليل قبل أيام، بالإضافة إلى الاتهامات بعملهم مع منظمات فلسطينية تتعاطف مع "الإرهابيين" على حد تعبيرهم.
الناشط عارف جابر قال في حديث خاص لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ" إن جيش الاحتلال اعتقله برفقة عماد أبو شمسية في قطعة أرض تابعة له قرب مستوطنة كريات أربع بدعوى محاولته إشعال النار، وخلال محكمة الاحتلال الإسرائيلية تم الإفراج عنهما بسبب عدم وجود حجج قانونية ودلائل.
وأضاف أن التهم التي نٌسبت إليهم تركزت على محاولتهم زعزعة الأمن الإسرائيلي في الخليل، والانتماء إلى منظمات إرهابية يسارية معادية للسامية، مشيرًا إلى أن حملات التحريض الممنهجة التي شنتها المواقع العبرية دعت وزير الأمن الإسرائيلي إلى التعامل معهم على أنهم "ارهابيين".
ويشير جابر إلى أنه أصبح يخاف على نفسه من محاولة قتله خاصة أنه يعيش في حي جابر القريب من مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، وأكد أن سيلجأ إلى القضاء الإسرائيلي لتأمين حياته وحياة النشطاء الأخرين.
وأشار أحد التقارير الذي نشر على موقع "كيفا" العبري، أن ناشط منظمة "بتسيلم"، عماد أبو شمسية" والذي اشتهر قبل 5 سنوات على إثر توثيقه قتل الشاب الفتاح الشريف عام 2017 في الخليل على يد الجندي "إليئور أزاريا".
وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال اعتقل الأسبوع الماضي أبو شمسية بصحبة ناشط آخر في المنظمة وهو عارف جابر بعد الاشتباه بإضرامهم النيران في منطقة متاخمة لمستوطنة "كريات أربع".
في أعقاب الكشف عن اعتقالهما، أنكرت منظمة "بتسيلم" ما أسند إليهما قائلة إن اعتقال جيش الاحتلال لهما باطل، حيث أن النار تم إشعالها في حقل يعود لجابر وليس في منطقة قريبة من مستوطنة كريات أربع.
ونقلت تقارير أخرى نشرت على مواقع تابعة لجمعيات استيطانية في الخليل أن حادثاً كهذا متورط فيه ناشطان لحقوق الإنسان يثير العديد من التساؤلات حول دور منظمات كهذه في ما يسمونه "النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".
وأن أكثر ما يثير الجدل حقيقة قيام "بتسيلم" بتجنيد ناشط فلسطيني مثل أبو شمسية هذا، كما أنه يثير العديد من الأسئلة، إذ تعتمد المنظمة في أنشطتها في الضفة الغربية وغزة على مصادر فلسطينية تنتج عنها معلومات وصورًا وشهادات.
مشيرةً إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية نشرت هذه المنظمات مقالات كشفت المواقف الأيديولوجية لبعض موظفي منظمة "بتسيلم"، على سبيل في فيلم وثائقي للصحفي "توفيا تينينباوم"، كشف عن موظف في المنظمة تثبت أنه من منكري المحرقة.
موظفون آخرون نشروا في شبكات التواصل الاجتماعي تضامنا مع الفلسطينيين ودعوا إلى مقاطعة "إسرائيل"، ووصفها بالنازية.
وفي خضم هذه الحملات التي تهدف إلى حشد أكبر قدر من المحرضين على قتل واعتقال هؤلاء النشطاء، نقل أحد التقارير أن عماد أبو شمسية من سكان الخليل، يعمل على تنظيم التظاهر ضد المستوطنين وجيش الاحتلال، يعمل من جهة في منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، وفي جهة أخرى ينشط في منظمة فلسطينية تسمى "المدافعون عن حقوق الإنسان" والتي تبدي تعاطفها مع "الإرهابيين".
مضيفًا أن مؤسس المنظمة هو بديع الدويك ويعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، وأعضاء المنظمة مرتبطون بالمراتب العليا في السلطة الفلسطينية والمقربين منها والذين يحاربون الاستيطان والجدار الفاصل، إلا أن منظمة أبو شمسية والدويك لا يخفيان تعاطفهم مع الفلسطينيين.
من جانبه قال رئيس الهيئة الأهلية لتجمع المدافعين عن حقوق الانسان بديع دويك إن الاحتلال وخاصة المتطرفون اليهود يقوموا بشن هجمة من التحريض والكراهية ضد نشطاء التجمع المعروف بأنه يوثق جرائم الاحتلال ويناضل ضد الاحتلال بوسائل العمل الشعبي السلمي، حيث يتم وصف نشطاء التجمع بأنهم ارهابين ويعملون على تشكيل مجموعات إرهابية.
وأضاف أن هذه الحملة زادت حدتها وخطورتها بعد اعتقال النشطاء عارف جابر وعماد أبو شمسية بشكل كيدي وانتقامي، دون وجود أي تهمة قانونية.
يشار إلى أن الناشط عماد أبو شمسية تعرض هو وعائلته للعديد من التهديدات منذ توثيق اغتيال الشهيد عبد الفتاح الشريف عام 2017، كما تعرض الناشط عارف جابر للاعتداءات من قبل المستوطنين على بيته وعائلته في حارة جابر قرب الحرم الإبراهيمي، وكذلك تعرض الناشط بديع الدويك إلى مضايقات كثيرة من قبل المستوطنين ومداهمات لبيته من قبل جنود الاحتلال.