نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

صور أقمار صناعية تكشف تحركات بموقع “منطقة أمنية تجهزها مصر” تحسباً لنزوح جماعي من غزة!

كشفت  صور أقمار صناعية لموقع "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان" أن السلطات المصرية تنشئ فيه "منطقة أمنية معزولة" داخل الأراضي المصرية، وقرب الحدود مع غزة؛ "لاستقبال لاجئين من القطاع في حال حدوث نزوح جماعي منه"، بالتزامن مع تزايد تصريحات الاحتلال الإسرائيلي بقرب عملية عسكرية في رفح. 

المنطقة الأمنية تظهر بشكل واضح في صور الأقمار الصناعية المُلتقطة يوم 14 فبراير/شباط 2024، تبرز فيها عملية تمهيد وتسوية للتربة في منطقة واقعة بين معبري رفح (بين غزة ومصر)، ومعبر "كرم "أبو سالم" (بين غزة والاحتلال الإسرائيلي)، وتتبع للحدود الإدارية لقرية أبو جوز شرق سيناء. 

بحسب صور الأقمار فإن البدء في عملية تسوية التربة وتمهيد الأرض، بدأ في 9 فبراير/شباط 2024، وتحديداً في منطقة تبعد عن سياج معبر رفح المصري والجدار الفاصل بين غزة ومصر نحو 3.5 كيلومتر، فيما تبعد المنطقة عن معبر كرم أبو سالم نحو 4 كيلومترات. 

وتيرة الأعمال في المنطقة تسير بشكل سريع، فخلال الفترة ما بين 9 فبراير و14 فبراير 2024، تم تسوية التربة في موقع يمتد على مساحة 10 كيلومترات. 

بحسب مؤسسة "سيناء"، فإنه من المقرر أن يتم إنشاء منطقة مُحاطة بأسوار بارتفاع 7 أمتار في الموقع الذي يشهد أعمال إنشاء، ونشرت المؤسسة صورة تظهر وضع جدران خرسانية عالية في سيناء، وقالت إن هذه الأعمال قد تنتهي بغضون عشرة أيام. 

ويُرصَد من خلال صور الأقمار الصناعية إزالة أنقاض لعشرات المنازل المُدمرة في المنطقة التي تشهد عمليات إنشاء، وكانت هذه الأنقاض موجودة في الموقع حتى يوم 4 فبراير/شباط 2023، ولكنها لم تعد موجودة يوم 14 فبراير/شباط 2024. 

كانت مؤسسة "سيناء" قد لفتت إلى أن إنشاء المنطقة الأمنية سيتم بعد إزالة أنقاض منازل السكان الأصليين لسيناء، التي دُمرت إثر "عملية سيناء" التي بدأت عام 2013، وشهدت مواجهات بين الجيش وتنظيمات مسلحة بالمنطقة، وما تبع ذلك من استكمال الجيش لتدمير منازل للمدنيين وإخلائها من السكان.

تجري أعمال البناء في هذه المنطقة وسط تواجد للمخابرات الحربية المصرية، وعناصر قبلية مسلحة تتبع لميليشيا "فرسان الهيثم"، التي تعود لاتحاد قبائل سيناء، الذي يرأسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، وفقاً لمؤسسة "سيناء". 

وفيما تتردد أصداء عملية عسكرية مُحتملة قد يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على رفح، كانت السلطات المصرية قد عززت من إجراءاتها الأمنية على الحدود، حيث دعمت السياج الفاصل بين غزة والأراضي المصرية، فيما تتكدس خيام النازحين في القطاع عن الجدار الفاصل. 

يأتي هذا فيما تشهد مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة منذ أيام، حركة نزوح عكسية باتجاه وسط القطاع، بعد سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت المدينة وتهديد متواصل من جيش الاحتلال بتنفيذ اجتياح بري واسع فيها.

ويتجمع في رفح نحو 1.4 مليون شخص، بحسب تأكيدات الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتحولت رفح إلى مخيم ضخم للنازحين، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يقدم جيش الاحتلال حتى الآن على اجتياحها برياً.

كانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت الأحد 11 فبراير/شباط 2024، إن الجيش الإسرائيلي صدّق على خطة عملياتية لشن عملية برية في رفح، وأثار هذا الإعلان تحذيرات ودعوات دولية لعدم الإقدام على العملية لما سيكون لها من نتائج "كارثية" الفلسطينيين، كما تثير العملية المحتملة مخاوف من حدوث تهجير قسري باتجاه الأراضي المصرية. 

وكالة الصحافة الوطنية