نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

الشهيد محمد رمانة .. دموع الشوق قادته للشهادة

رام الله - نبــأ: لَم تَكفْ طُرق الاحتلال عن الترفعِ في قتل أحلام الشبان الفلسطينيين؛ فَتارة تختارهم بندقية موجهة رصاصتها اتجاه جسدٍ يعشق الحياة والوطن ليصبح شهيداً، وتارة تلتف المكابل لتقييد أيدي من شيّدوا حدود بلادهم ليقضوا أعمارهم خلف قضبان الاحتلال. 

لم تغب الصورة كثيراً، أول أمس الجمعة في دقائق قليلة انقلب حال المدينة المحبة لكل فلسطيني رام الله من ابتهاجٍ وسرور إلى وقوع حالاتِ إصابات؛ لتنتهي القصة باستشهاد أحدهم. 

محمد رمانة " ١٨ عاماً" استشهد أول أمس الجمعة بعد إصابته برفقة أحد أصدقائه قرب ما تُسمى بِ "مستوطنة بسچوت" الواقعة في البيرة وسط الضفة المحتلة، بعد تعرضهما لإطلاق النار والاعتقال من قوات الاحتلال.

التقت وكالة " نبأ" والد الشهيد محمد رمانة؛ " جمال رمانة" للحديث عن نجله، واستهلَّ حديثه بِسرد لحظة تلقيه خبر إصابة ابنه، ثم استشهاده، قائلاً:" إنه وبحدود الساعة الثامنة مساءَ الجمعة، قام أحد الشبان بالاتصال، وأخبرنا أن هناك إصابتين قُرب "مستوطنة بسچوت"، وواحدة من تلك الإصابات كانت لـ " محمد" وأخرى لصديقه محمد ربيع،  وتم إخباره، أن إحدى الحالتين خطيرة والثانية طفيفة". 

يقول رمانة، بقينا ننتظر على وسائل الإعلام الأخبار عن الحالتين، حتى وأنهم هيأوا أنفسهم لأي خبر، حتى وصلهم نبأ استشها ابنهم؛ موضحاً أن إصابته كانت بالصدر والبطن، وصديقه بالبطن والقدم. 

وعن يومه الأخير قبيل استشهاده، تحدث والده بنبرة تمني عودة الزمن، قائلاً:" إن يوم الفراق كان يوماً عادياً جداً،  فقد ذهب محمد لصلاة الجمعة، ثم عاد وكان جسده يطلب الراحة، وبعد أن أعطاه حقّه من الراحة، نادته نَفسه لشرب الكوكتيل، وخرج ولم يَعد".

فمن هو محمد؟ 

على لسان والده، "هو الثالث بين إخوته، قبل أيامٍ قليلة أكمل ثمانية عشر عاماً، حلمه كباقي الشباب وهو أن يدخل الجامعة، إما بالسفر لتركيا أو بالدخول لكلية الطيرة، علاقاته متينة، يهبّ لمساعدة الناس، ناجح، محبوب، ملتزم واجتماعي، متفوق بدراسته، وأهم سماته "كان يتمنى الشهادة".

استرسل والده، متحدثاً عن ابنه:" أنه كان متأثراً بشهداء الوطن جميعاً، وذكر أنه كثيراً ما رأى محمد يبكي لأن الله لم يختره ضمن قائمة الشهداء". 

واستذكر لنا ضيف "نبأ"، أن قبيل استشهاد ابنه ب يومين ألحّ عليه للذهاب إلى تناول العشاء ومن شدّة الألحاح شعر بأنه لا يجب أن يرفض. 

ولفت رمانة أنهم لم يتلقوا أي نبأ عن تسليم الجثمان حتى اللحظة، و أردف قائلاً:" إنهم إن أرادوا احتجاز الجثمان فليفعلوا.. ما أغلى منه "الروح" ذهبت إلى باريها و بعد ذهاب الروح لا يوجد أي شيء". 


و أضاف:" منذ عشرات السنوات، كنت أتساءل كثيراً كيف يصبر ذوي الشهداء؟.. اليوم، بعدما عِشت هذا الشعور، وربط الله على قلبي بالصبر، أقول، لمسيرة التحرير لا تخافوا إذا ارتقى أيّ أحدٍ من أقاربكم شهيد، فالله هو من يربط على قلوبنا". 

ومن الجدير ذكره، أن الاحتلال يحتجز ما يزيد عن ٣٧١ ، جثماناً لشهداء فلسطينيين، وكان آخرهم محمد رمانة.

وكالة الصحافة الوطنية