نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"نبأ" تحاور عائلته

الشهيد سميح أبو الوفا .. صاحب الصورة المشهورة والسر الكتوم

جنين - نبــأ:
وكأنَّ ابتسامتهُ حينَ استشهادِه تُخبرنا بمَقعده المنتظرِ في جنان الخلد، سميح أبو الوفا الشهيدُ المشتبِكُ الملثّمُ صاحبُ الصورة المعروفة (كان فيها معلقًا بنافذة أحد المباني خلال تصديه لعدوان الاحتلال على مخيم جنين قبل أشهر)  أظهرت دفاعَهُ وتصديه لجيشِ الاحتلال الذي خرجَ كعادتهِ مهزوزاً مكسوراً من مخيم جنين.

يكشف والد الشهيد سميح أبو الوفا في حديث له مع "نبأ" حقيقة فيما إذا كانت هذه الصورة تعود لنجله أم لا ويقول : "في البداية وعندما انتشرت الصورة  كعائلة تعرفنا عليه من ملابسه والساعة التي كان يرتديها، ولكن عندما كنا نسأله كان يجيب بأنه ليست له ، وليس هو صاحبها، وقال لي هذه الصورة "للشخص الفلاني" كي نصدق انها ليست له،  لذا لم نكن متأكدين فيما إذا كان هو أم لا".

وأضاف أبو الوفا: "عندما استشهد نجلي جاءت والدة صديقه الذي كان قد اخبرنا ان الصورة تعود إليه، وقالت لوالدته جئت محملة بأمانة، وأخبرتها أن هذه الصورة تعود لابننا سميح لكن وصيته لرفاقه ألا يعلم أحداً بأنه هو صاحب هذه الصورة التي كانت من أفضل الصور لهذا العام إلا بعد استشهاده".

وعن سميح يحدثنا والده بكل فخر واعتزاز بأن نجله كان ذو قلباً طيباً، كانا محبوباً بين الجميع قوياً شجاعاً لا يخشى الموت، ملتزماَ في صلاته، مرضياً، فكان دائما حاضراَ بالميدان ولكن بسرية تامة، لا يخبر أحد بما يفعله حتى عائلته وأقرب الناس عليه، فقد كان كتوماً للغاية".

واردف قائلاً: لقد وجدت محبة الناس لسميح عندما استشهد وفي بيت الأجر، وتفاجئت بأنه محبوب حتى عند الاطفال، كل يوم أذهب لزيارة قبره أجد العديد من الأطفال يقفون على قبره يبكون على غيابه، وعندما أسئلهم من انتم يقولون نحن اصدقاء سميح.

وتابع أبو الوفا حديثه عن سميح: "كان دائما يخبرنا ويحدثنا انه يريد الشهادة، فلم يكن لديه حلم كأي شاب آخر بالزواج والعمل بل كان حلمه الوحيد أن يستشهد في سبيل الوطن، عندما كنت أحاول أن أمنعه من المشاركة في أعمال المقاومة وأقول له اريد أن أبني لك بيتا وأزوجك يرد قائلا" أنا بيتي جاهز يا أبي أنا بيتي في الجنة، وليس هنا".

وتحدث والده عن اليوم الذي استشهد فيه نجله ويقول: "في تلك الليلة جاء سميح إلى والدته وطلب منها ان ترضى عليه ويعيد ويقرر ويطلب نفس الطلب وعندما سألته لماذا كل هذا قال لها انني سمعت يا أمي  ان من ترضى عليه والدته كثيراً يموت شهيداً، وبالفعل نال الشهادة في تلك الليلة".

واستشهد سميح أبو الوفا بتاريخ 3 يوليو 2023، خلال عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها، الذي راح ضحيته 10 شهداء وأصيب ما يقارب 120 حيث شارك في الاقتحام أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات.

وكالة الصحافة الوطنية