القدس - نبأ - علا مرشود
مدينة القدس غدًا على موعد مع مسيرة الأعلام الصهيونية أكبر انتهاك سنوي في حق القدس والمسجد الأقصى التي تنطلق كل عام في ذكرى النكبة تجوب شوارع القدس.
يستعد المستوطنون في 18 من أيار/مايو كل عام لـ"مسيرة الأعلام"، وهي حدث احتفالي سنوي في ذكرى احتلال الكيان للقدس الشرقية بعد حرب حزيران/يونيو 1967، وما أعقبها من عملية توحيد لشطري مدينة القدس، وبدأ الاحتفال بهذه المناسبة في عام 1974، إلا أن الاحتفال ليس تقليداً سنوياً.
حالة من الترقب والانتظار تسود أوساط الفلسطينيون فهل هل سيقوم الاحتلال بمسيرة أعلام بشكل مستفز للفلسطينيين وبشكل مخالف لما تشترطه المقاومة؟
يرى المختص بالشأن الاسرائيلي معتصم سمارة أن الاحتلال سيضطر للتنازل وتلبية رغبة المقاومة في قطاع غزة، ربlا يلتزم في القدس التي يدعي انها العاصمة الموحدة والابدية له.
ويشير سمارة إلى أن هذا بكل وضوح يكشف عورة الاحتلال ويدلل على انه حتى فيما يدعي انها العاصمة إلا أنه لا يستطع أن يقرر وحده، بل هناك على بعد عشرات الاميال القوى المقاومة الفلسطينية المحاصرة في قطاع غزة تستطيع أن تفرض شروطها عليه فيما يدعي انها عاصمته.
ومن جهته القيادي مصطفى أبو عرة يعتقد أن الاحتلال لن يتمكن من تسيير مسيرة الأعلام بالعدد الذي يريد وبالمسار الذي يريد ويعزو ذلك إلى أن الاحتلال بات يعلم أن ذلك سيكلفه ثمنا باهظا.
وزاد: "في السنوات السابقة ونتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وتهديداته للمستوطنين والمغتصبين في القدس بأنهم اذا سيروا هذه المسيرة بالمسار الذي يريدونه للدخول الى ساحات الاقصى والى المسجد الاقصى سيدفعون ثمنًا باهظًا".
ويؤكد أبو عرة أن الاحتلال قد فشل في السنوات السابقة في تسيير هذه المسيرة بالطريقة التي يريد نتيجة تلك التهديدات وتلك الضربات كما حدث في معركة السيف القدس قبل سنتين.
وفي السياق نفسه يرى الباحث والكاتب عبدالله معروف أن وحدة الساحات وترابطها أصبحت بالفعل أمرا واقعا لم تتمكن إسرائيل من تفكيكها، وبالتالي فإن ما يجري في غزة ونتائجه سيجد صداه ليس في القدس فقط، بل في قلب المسجد الأقصى.
ويضيف أن مسيرة الأعلام واحتفالات ما يسمى "يوم القدس" مسألة لا تنفك بحال عن العدوان الإسرائيلي على غزة، ولا يمكن فصل الملفين عن بعضهما، خاصة أن إسرائيل كانت المبادرة هذه المرة، وهي التي أطلقت الصاروخ الأول وأعلنت بداية المعركة.
ودعى القيادي في حماس محمد حمادة جماهير الشعب الفلسطيني وعلى وجه الخصوص اهالي مدينة القدس والداخل المحتل الى الاصرار على النفير نحو المسجد الاقصى المبارك نحو ساحاته وازقته.
ولفت الى ضرورة التواجد والاحتشاد في البلدة القديمة، حيث أن هذا التواجد والاحتشاد أثبت نجاعته في مواجهة هذا العدو الصهيوني في الأقصى.
وعقب: "فلا أقل من أن نكون متواجدون بالالاف في ساحات المسجد الاقصى وفي ازقة البلدة القديمة من اجل ان نحبط ما يخطط له الاحتلال مما يسميه بمسيرة الاعلام".
وفي ظل ما يحدث في غزة والضفة الغربية من نزف الدماء أكد حمادة أن الكل مدعو الى أن يساهم ويقدم دور في مواجهة هذا العدو الصهيوني وقال: "فلا اقل من أن ننفر نحو المسجد الاقصى ونحو القدس وأن نحبط ما يخطط له هذا المحتل".