نابلس - نبأ - علا مرشود
منذ ما يقارب ال٤ أيام يواصل الاحتلال إجراءاته العقابية على سكان قرى وبلدات جنوب نابلس، وتحديدًا بلدة حوارة التي تمثل شريان الحياة الواصل ما بين شمال الضفة مع وسطها وجنوبها، وذلك عقب العملية البطولية التي نفذها مجهول أطلق النار من سيارة مسرعة وأسفرت عن إصابة 3 من جنود الاحتلال.
خلال هذه الأيام الأربعة شهدت حوارة وسكانها والعابرين من طريقها رغم الاغلاقات اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين الذين استباحوا كل ما في البلدة من شوارع وطرق ومحال وممتلكات، فحرقوا السيارات والمنازل واعتدوا على المارة وعكروا صفو نهارات رمضان الساكنة.
الشاب إيهاب أبو ريدة من بلدة قص كان يستقل سيارته مارًا من بلدة حوارة يوم الاثنين 27 مارس حين هاجمه ما يزيد عم 30 مستوطن منهم مسلحون، محاطون بما يزيد عن 30 جندي لحمايتهم، فما كان منه إلا أن يترك سيارته ويفر هاربًا، يقول إيهاب:
"دخلت إلى أحد المنازل في حوارة وعندما خرجت وجدت زجاج السيارة مكسور بفعل رصاص وقال لي أحد الشبان المتواجدين في المنطقة أنهم كانوا ينوون إشعال النار في السيارة قبل أن يفروا هاربين بلحظات ولكن لطف الله حال دون ذلك".
أما عن وجود جيش الاحتلال برفقتهم فيؤكد إيهاب أنهم وجدوا فقط لحمايتهم وأنه يعامل المستوطنين "بنعومة ورومانسية".
وأضاف: "لم يكن الامر عاديا ً ولا سهلا ً رغم انه اقل ما يحدث لابناء هذا الشعب العظيم ، كان الامر بمثابة رمية نرد بين أن أكون شهيدا ً من كوكبة شهداء تطول نتيجة اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه أو شاهدا ً على اعتداءات هذا الاحتلال المجرم“
ويملئ الاحتلال بلدة حوارة بالنقاط العسكرية التي تثير الرعب في نفوس الأهالي والسكان لما تخلقه من مشاكل مفتعلة، وتعرقل سير الحياة الطبيعية في البلدة، ويؤكد كمال جبر أمين سر حركة فتح في بلدة حوارة أنه كل 50 متر يتواجد نقطة لجيش الاحتلال على امتداد الشارع الرئيسي عدا عن اعتلاء أسح المنازل وانتشار جنود المشاة بما يقارب أكثر من 200 جندي على شارع بطول 5 كيلومتر.
ولفت جبر إلى أن جيش الاحتلال هو من يخطط وينسق للمستوطنين وأن الخراب كان سيكون أكبر في البلدة لولا تصدي الشبان لهذه الاعتداءات بصدورهم العارية والتي نتج عنها عدة إصابات واعتقالات.
وفي إطار دعم صمود بلدة حوارة في مواجهة الاحتلال واعتداءات المستوطنين أبلغت الحكومة بلدية حوارة عن وصول نصف مليون يورو من الـ UNDP لتجهيز مبنى طوارئ كامل، ويتواجد حاليًا طاقم أطباء من كل التخصصات في طوارئ مستوصف ابن سينا الطبي في حوارة على جهوزية تامة لاستقبال اي حالة طارئة ناتجة عن المواجهات أو الحصار وغيرها.
مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قال أن أهمية بلدة حوارة تنبع من موقعها الجغرافي المميز الذي يشكل ممرًا رئيسيًا لا بديل عنه للفلسطينيين وللمستوطنين على حدا سواء في حال أرادوا التنقل ما بين شمال الضفة ووسطها وجنوبها، إضافة إلى المعابر التي زرعها الاحتلال في كل الضفة ومنها في بلدة حوارة والتي تغلق وتفتح متى أراد لها الاحتلال ذلك، وكذلك السوق التجاري المهم المتواجد في البلدة، وأخيرًا المستوطنات والمغتصبات القريبة جدًا والملاصقة للبلدة والتي يسكنها تنظيم فتيان التلال الإرهابي، وعقب:
"هذه العوامل مجتمعة جعلن الاحتلال يصعب من اجراءاته في حوارة ويصعد فيها عند كل حدث".
وشدد شعبان على أن أهالي بلدة حوارة يحاولون التصدي لهذه الهجمات ويدافعون عن ممتلكاتهم وأرواحهم بكل قوتهم إلا أن قوة السلاح تفرض نفسها أمام المدنيين العزل وقال: "أنا متأكد أن هؤلاء المستوطنين بدون الجيش لا يمكنهم الصمود في بلداتنا لحظة واحدة ولكنهم يحتمون بالجيش والتنظيم الإرهابي فتية التلال يعمل في وضح النعار وتحت مرأى أجهزة الامن الاسرائيلية ولم يعد تنظيمًا سريًا.