رام الله - نبأ - رنيم علوي:
بعد ظهور المتطرف "إيتمار بن غفير" ضمن حكومة الاحتلال الحالية؛ باتت الأنظار تتجه نحو منطقة "النقب" التي تواجه هجمات شرسة خلال الأسابيع الأخيرة؛ بهدف هدم مئات المنازل وعمليات تهجير وترحيل وصولا إلى التهويد الكامل.
وتمضي حكومة "اليمين المتطرف" للاحتلال بخطوات صارمة اتجاه أهل النقب، ضمن مخطط التهويد وزيادة الاستيطان الذي تعمل عليه، ووفق إحصائيات رسمية، فإن سلطات الاحتلال أصدرت أكثر من ألف إنذار بالهدم جملة واحدة، في وقت تعاني القرى مسلوبة الاعتراف من عنصرية الاحتلال تجاههم.
أكد رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب جمعة زبارقة؛ على أن هذه السياسية التي تسير عليها حكومة "الاحتلال" ليست بالجديدة بالنسبة للفلسطينيين وإنما تتمثل بالجديدة القديمة؛ وهذا يُشير إلى وتيرة السياسات السيئة.
وأشار زبارقة لوكالة "نبأ" إلى أسطورة الصمود الفلسطيني التي يعيشها منذ أكثر من ٧٤ عاماً، والصراع على النقب لن يغير من الواقع؛ إذ أكد على أن الفلسطيني سيبقى في أرضه حتى لو هُدم منزله النقباوي؛ لافتاً أن الخيمة فوق المنزل المهدم تُشكل رمز الصمود.
وقال: " إن قضية الأرض بالنسبة للفلسطيني ستبقى قضية وجود، بالإضافة إلى أن قضية النقب تُشكل قضية عرب الداخل بشكل عام؛ وبالتالي فإن لجنة التوجيه تقوم بدورها الذي يقع عليها اتجاه ما يجري في النقب".
وصرّح ضيف نبأ، أن لجنة التوجيه العليا اجتمعت اليوم لرفع خطوات الدفاع عن النقب؛ والتي تمثلت في رفع مستوى الإحتجاجات، وتنظيم الشعب لرفع مستوى الوعي من أجل ربطهم في القضية الفلسطينية بكافة أشكالها؛ وأكد على زوال الحكومة ذات اليوم وعودة الطمئنينة إلى النقب.
وبدوره، يعتقد المختص في الشأن الإسرائيلي فارس الصرفندي أن ما يجري في النقب هو جزء من سياسة إسرائيلية طويلة؛ تهدف إلى إفراز منطقة النقب؛ على اعتبار أنها تُشكل أزمة كبيرة للإسرائيليين.
وقال الصرفندي: " إن بن غفير من أصحاب نظرية " إخراج الفلسطيني من كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨"، وبدأ حديثه عن أن من يريد أن يقيم دولة عليه أن يقيمها في "غزة".
وأشار، أن عمليات الهدم التي تحدث في النقب تُشكل جزءً من إستراتيجية إفراغ المناطق التي تعتبر بالنسبة لهم من أراضي الفلسطينيين التي من المتوقع أن يسيطروا عليها.
ونوه إلى خطورة حديث بن غفير وسموتريش عن "حرق" حوارة وطرد الفلسطينيين في النقب، حتى باتت المعادلة تُشكل عنصرية اتجاه الفلسطينيين، والتي لم تعد تتعلق بمجموعة من المتطرفين الإسرائيليين؛ بل مؤسسة إسرائيلية تقوم بالعمل العنصري ضد الفلسطينيين.
وشرح المعادلة بانتقالها من البروبچندا إلى التأسيس " المؤسسة الإسرائيلية" التي تقوم على عمل ممنهج واضح ضد الفلسطينيين.
ومن الجدير ذكره، أن خلال الأيام الأخيرة تم هدم ما يقارب 20 بيتا في النقب، وبدأت الاحتجاجات أمام المحاكم في بئر السبع؛ تعبيراً عن رفض الشعب الفلسطيني في النقب للهدم والتدمير.
وكافة الحكومات الإسرائيلية تنتهج، منذ عشرات السنين، ذات النهج، وهو تفريغ النقب من أهله الأصلانيين، وهذا النهج تتبعه كل حكومات إسرائيل، والمطلوب من الفلسطيني هو الوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة بشكل موّحد حتى تُسقط هذه المخططات والممارسات.
ودعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي عام 1948، إلى المشاركة الشعبية الواسعة في المسيرة المركزية التي ستنطلق في الثلاثين من آذار الجاري في سخنين، إحياءً للذكرى الـ47 ليوم الأرض.
وقررت لجنة المتابعة، في ختام اجتماعها الدوري، الذي عقد بمدينة الناصرة، الاعلان عن "يوم النقب" على شرف يوم الأرض، وتنظيم وقفات اسناد ودعم لأبناء شعبنا في النقب، وفي كل القرى والمدن الفلسطينية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وتخصيص ساعة دراسية تثقيفية حول يوم الأرض، في كل جهاز التعليم العربي لتوعية طلابنا حول هذه المحطة النضالية الهامة.