نابلس-نبأ-نواف العامر
يقترب عمره من عامه الخمسون، يقف يوشوش الشيخ رائد صلاح في محاكم الاحتلال تارة ويحمل الشيخ عكرمة صبري على أكتافه تارة أخرى، عنيد لا يخاف، يقف في وجه عدوان المستوطنين في اللد ويطوف المحاكم مدافعا شرسا عن حقوق الإنسان، وبين هذا وذاك يعشق القدس ومن فيها والقهوة العربية ويجد من الوقت ما يمسح بيديه على عنق جمل صحراوي ويبحث عن الحب بين اوراق النبات البري وعائلته وزيتون الاقصى، فمن هو هذا المتيم الولهان بخيوط حياة العناد وكلمة الحق المرة.؟
ينتمي المحامي خالد الزبارقة لعشيرة الزبارقة التي تنحدر من ديرة بئر السبع في الداخل المحتل والتي انتقلت في أواخر سبعينيات القرن المنصرم االى مدينة اللد بحثا عن مصادر الرزق والعمل في االزراعه والمدارس والتعليم .يقول زبارقة
درس زبارقة القانون ونال اللقب الأول من جامعات رومانيا وتمكن من الحصول على اللقب الثاني من أروقة جامعة تل أبيب وهو مزاول لمهنة المحاماة منذ عام 1999.
يقطن المحامي خالد في حي ابني بيتك بمدينة اللد وهو حي مختلط يعيش فيه الفلسطينيين العرب وكذلك اليهود.
وليس المحامي زبارقة عضوا في فريق الدفاع عن الشيخ رائد صلاح المعتقل في العزل الانفرادي بسجون الاحتلال فحسب: بل هو مدير حملة الدفاع عن الشيخ وكذلك محامي الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب مسجدها الاقصى إضافة للشيخ كمال الخطيب .
وحسب المحامي زبارقة فهو متخصص في الملفات التي لها طابع سياسي، ويصفه زملاؤه وإعلاميون بالمدافع الشرش عن حقوق الإنسان في القدس والداخل والضفة.
دفع زبارقة خلال مسيرته المهنية ثمنا لمواقفه وحضوره وتعرض للابعاد عن القدس ثلاثة مرات متتالية في كل مرة ستة شهور تحت ذرائع نشاطه الجماهيري الداعم للقدس ، وتم اعتقاله على يد الشاباك الإسرائيلي في العام 2017.
وثبت المحامي زبارقة كأسوار القدس العتيقة مع انطلاقة معركة البوابات الإلكترونية العام الماضي وتعرض للاعتداء من طرف الشرطة الاسرائيلية امام منزل الشيخ عكرمه صبري في منتصف العام الماضي.
ولم يسلم زبارقة في ومنزله وعائلته وأملاكه من إعتداءات المستوطنين والمتطرفين الاحداث الاخيرة بمدينة اللد بغطاء الشرطة وتم تحطيم زجاج سيارته وسيارة زوجته في رسالة واضحة لمواقفه في الدفاع عن مدينة اللد التي هو عضو لجنتها الشعبية للدفاع عن المدينة.
وشارك زبارقة في أحداث كبيرة في القدس منها معركة البوابات الإلكترونية والمعركة القانونية في باب الرحمة، ويعتبر وجها إعلاميا يدافع عن قضية القدس والأقصى وعن حقوق المقدسيين وحقوق المعتقلين .
وبعد أن منعت سلطات الاحتلال الشيخ رائد صلاح من التواصل مع وسائل الإعلام كان المحامي زبارقة صوته في الإعلام وإدارة معركة قانونية وإعلامية مناصرة للشيخ وقضيته التي حوكم عليها لمرات ولا زال رهن الاعتقال والعزل الانفرادي.
وظهر زبارقة في فيلمٍ وثائقي نشرته قناة روسية بالعربية وهو يعترض بقوة على وجود مستوطنين مسلحين يسيرون زرافات في قلب مدينة اللد وهو يخاطبهم دون خوف وباللغة العبرية وبصوت عال قائلا : لماذا تتحول هنا وأنت مسلح ؟ انت تمارس الإرهاب ، هل تظن أنك تخيفنا ؟
وفجأة يقفز عناصر شرطة الاحتلال الموجودون لحماية المستوطنين في المدينة ووجه حديثه للشرطة بجرأة وعناد : إنهم يحملون السلاح ويسيرون إلى جانب المسجد .
ورغم تفاصيل الحياة الصعبة في مدينة اللد إلا أن المحامي زبارقة يوجه رسائل الفلسطيني المضطهد والملاحق والمظلوم ويعلنها أن المستوطنين الذين يتجولون في اللد ويمارسون الاعتداءات الوحشية أنهم تخرجوا من دفيئٱت الإرهاب والكراهية في المستوطنات ، إنهم ميليشيات معبأة بكراهية الٱخر والإرهاب ونوايا القتل وحب الانتقام من العرب ورأينا ذلك في هتافاتهم اليومية والشعارات التي يخطونها هنا وهناك ويطلقونها على أرض الواقع حية تمثلت بالقتل والحرق والاعتداء على المنازل والممتلكات .
ويضيف : هؤلاء لهم عقيدة عسكرية خطيرة إرهابية محورها تحويل الأرض الفلسطينية لدولة يهودية صرفة يستندون لمحتوى كتاب عقيدة الملك الذي يشجع على قتل العرب والأطفال والرضع بذريعة أنهم يشكلون خطراً أمنيا على إسرائيل في المستقبل .
وعن رؤيته للوضع الحالي في الداخل المحتل يعتقد زبارقة ان الاحتلال الاسراىيلي بدأ يخسر المعركة على أرض فلسطين ولم يبق أمامه الا ان يمارس الارهاب والقمع لحسم القضية لصالحه لذالك بات خياره أن يصعد من ممارساته العنصرية والظالمة وقمعه لكل تواجد فلسطيني ، وما علينا الا ان نصبر ونثبت برغم التضحيات والثمن الذي سندفعه جراء ممارسات الاحتلال وقمعه لنا، صمودنا وثباتنا على أرضنا وحفاظنا على وعي شعبنا ليبقى صافياً نظيفاً كفيل أن يهزم الاحتلال .
ومن بين ضغوطات الحياة وملفاتها الشائكة والمستعصية يجد زبارقة الوقت للعودة لحضن الصحراء يداعب الجمال ويبحث عن الأزهار والنبات البري والتمعن في الطبيعة وموازينها وعشق القهوة العربية ويقول إن رشفة من زيت الزيتون من أشجار الأقصى تمنح المزيد من الثبات والعطاء والإصرار والتمسك بالحقوق والدفاع عن حق الإنسان في العيش بكرامة .