نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

فارس عودة.. إيقونة الانتفاضة..

بقلم:رشيد حسن
سيبقى اسم الفتى الجنرال فارس عوده يتردد في سجل الخالدين، ما تعاقب الليل والنهار، وما دامت فلسطين موجودة على الخارطة، تقارع الطغاة..
وستبقى غزة والمنطار وشارع صلاح الدين، حيث استشهد الفتى.. وستبقى القدس وهضابها.. وجنين وأسودها..ونابلس والخليل والجليل.. والسبع والنقب الثائر.. والمثلث والناصرة.. ويافا وحيفا وعكا وكل الساحل.. والاغوار مثوى الصحابة الابرار.. والمسافر رمز الرجولة.. وكل شبر في فلسطين يردد حكاية البطل الذي واجه دبابات العدو في شارع صلاح الدين في غزة والمنطار.. بعوده الصلب، وإرادته الفولاذية.. يرمي بها دبابات ( الميركافا ).. لا يخاف ولا يرتعد.. حتى أصبحت المواجه عنده عادة.. وأمسى التصدي للعدو شرف.. لا يرقى إليه شرف.. رغم خوف أهله وذووه عليه، وخوف والده و والدته عليه.. والتي روت حكايته مع الشهادة بكل فخر واعتزاز:
( حاولت كثيرا، ولكنني لم أستطع حمايته من الموت.. كل يوم إجري وراءه، وأحضره من عند الدبابات، وبعد ان احضره، يضربه أبوه بشدة، فيغلق على نفسه الحجرة بالمفتاح، ويغني.. «لو كسروا عظامي مش خايف... لو هدوا بيتي مش خايف»..!!
يغنيها لابيه وهو يدبك الدبكة الفلسطينية.. ويقول: أنت تضربني.. وانا كل يوم رايح على المنطار.. لم أستطع حمايته من اليهود طوال شهرين وانا اجري وراءه.. من المنطار الى (نتساريم ) الى ( ايرتز ) الى بيت حانون أريد حمايته ).
و في 29 تشرين الاول من العام 2000 بثت الوكالات صورة الطفل فارس عودة وهو يقف أمام دبابه اسرائيلية.. يتصدى لها بحجر، وفي 8 تشرين ثاني، أطلقت دبابه النار عليه..وهو في مفرق المنطار في غزة فاستشهد، وفي يديه حجر من سجيل،استشهد فارس الذي عرف بحبه للدبكة والغناء الفلسطيني.. حتى وهو يواجه الدبابة يغني.. ولو كسروا عظامي مش خايف.. ولو هدوا بيتي مش خايف.. !!
قصة الجنرال الفتى فارس عوده.. هي قصة كل اطفال فلسطين، قصة كل جنرالات الحجارة الذي تصدوا لدبابات العدو في مخيمات الضفة وغزة.. ومخيمات جنوب لينان بالحجارة وكذلك «بالار بي جي».. فاستحقوا بشرف لقب جنرالات «ال ار بي جي» كما سماهم القائد ابو عمار.. وقد حولوا دبدبات العدو إلى اكوام من الحديد.. ونشروا الرعب في أوصال جنوده، مؤكدين كذب مقولة العاهرة ( غولدا مائير ) بان الصغار ينسون بعدما يموت الكبار.. فاثبت هؤلاء الفتيان الابطال بان الصغار لا ينسون.. رغم ايمانهم بان الكبار يموتون حقا.. فالامانة ينقلها السلف الى الخلف جيلا وراء جيل.. كما تتعاقب موجات البحر.. وها هم فتيان فلسطين أشد ايمانا بوطنهم وقضيتهم.. واشد التصاقا بشعبهم.. واشد تصميما واقبالا على الشهادة.. ويكفي ان نراجع سجلات الشهداء.. لنجد ان نسبة كبيرة من شهداء ثورة السكاكين والخناجر.. والسيارات التي تدهس رعاع المستوطنين.. والذئاب المنفردة.. هم من الشباب.
يحق لفلسطين ان تفتخر بفارس عوده.. واترابه.. وكل اشبال وزهرات وفتيان فلسطين.. من قضوا شهداء.. ومن لا يزالون ينتظرون الشهادة.وما ىبدلوا تبديلا..
فهولاء الابطال لم يعرفوا الطفولة.. ولم يمروا بمرحلة المراهقة.. بل اختصروا الزمن والعمر كله.. في مقارعة العدو.. والتصدي «للميركافا» ب «الا.ر بي جي «.. وحجارة من سجيل..
وها هم في عصر الاسود التي تزأر في جنين ونابلس والخليل.. ومخيمات العودة يبرهنون كل يوم، أنهم اتراب ورفاق فارس عودة، وسيبقون على العهد والوعد.. حتى يلاقوا الله كما وعدوه..فاما النصر.. واما الشهادة..
الخلود للشهيد الفتى فارس عوده.. وكل الشهداء الذين يرقدون في عليين.. وعيونهم على القدس والاقصى..
وحي على المقاومة.. عن "الدستور الاردنية"
 

وكالة الصحافة الوطنية