نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

"خطوة من النصر" نكتة هاذية

"معاريف": سلوك حكومتنا "الهاذي" سيجعل غزة متلازمة لا حل لها لمئة سنة أخرى

أكد المحلل الإسرائيليّ في صحيفة "معاريف"  أفرايم غانور أن "من يوهم نفسه بأن رفح ستكون اللحظة الأخيرة لهذه الحرب والتي ستؤدي إلى تقويض حماس لا يفهم على ما يبدو بأن تصريح نتنياهو بأننا على مسافة خطوة من النصر هو نكتة هاذية ومنفصلة عن الواقع".

وأضاف "بعد أكثر من نصف سنة على حرب لا ترى نهايتها، في الوقت الذي يوجد هناك من يجعل الدخول المتوقع للجيش الإسرائيلي إلى رفح هدفا سيوفر صورة النصر لهذه الحرب فإن الواقع عمليا مختلف تماما".

وأشار إلى أن "الدخول إلى رفح، المعقل المحصّن الأخير لحماس وكذا مكان جمْع مخطوفينا، الذين سحبوا إلى هناك مع تيار المخربين الذين فروا من هناك إلى معركة البقاء الأخيرة، يرفع بقدر كبير الخوف من أنه في أثناء مناورة الجيش الإسرائيلي داخلها سيتأذى المخطوفون أيضا".

وأكد المحلل نجاح مقاتلي حماس في العودة إلى المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، وقدرتهم على إطلاق الصواريخ على غلاف غزة، "لأنهم يعرفون المنطقة على نحو ممتاز، الأنفاق وفوهاتها، وهم أشبه ما يكونون برأس متفجر يتطلب نزعه تعاونا مكثفا من السكان المحليين غير المشاركين في الحرب، وهو ما يستدعي قبل كل شيء إقامة جهاز مدني يحل المشاكل الإنسانية، يهتم ويعالج المشاكل المدنية، كالطب، والتعليم، والأمن الشخصي والعمل".

وأشار إلى أنه "بدون هذا الجهاز، سيصبح قطاع غزة صيغة أخرى من حرب فيتنام، الحرب التي تورط الأميركيون خلالها في حرب عصابات ضروس على مدى نحو 9 سنوات مع 58 ألف قتيل، ولكنهم اضطروا في النهاية لطي حقائبهم وإعادة قواتهم إلى الديار مع انتصار شمال فيتنام".

واعتبر أن "هذا هو الخطأ الأكبر لهذه الحكومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فبدلا من أن تقيم أجهزة السيطرة المدنية تلك، يتصرف الجيش الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة مثلما في الضفة، يدخل بقوات محدودة نسبيا لاستعراض القوة ولضرب المخربين حسب المعلومات الاستخبارية، يتعرض للإصابات ويكون بعيدا عن خلق ردع أو سيطرة".

واعتبر المحلل أن استمرار جيش الاحتلال بالعمل بالوتيرة الحالية هو "وصفة مؤكدة للتورط، لأنه مع الزمن سيتعلم المخربون الذين يعرفون المنطقة والجيش الإسرائيلي جيدا نقاط ضعف الجيش داخل القطاع مما سيكلف ثمنا دمويا باهظا وأليما".

وخلص المحلل إلى أن "احتلال القطاع لا يكفي لتقويض حماس، وأن "سلوك هذه الحكومة الهاذي سيجعل قطاع غزة متلازمة لا حل لها لمئة سنة أخرى".

وكالة الصحافة الوطنية