نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

آخر مكالمة لزوجته: "لبسي الأولاد أواعيهم وجهزيهم .. أنا على الطريق"

بالصور الشهيد وجدي جعافرة أعدمه الاحتلال بدم بارد

الشهيد وجدي جعافرة

الخليل-نبأ-لؤي السعيد:

"لبسي الأولاد أواعيهم وجهزيهم .. أنا على الطريق".. كانت هذه آخر كلمات الشهيد وجدي جعافرة من بلدة ترقوميا غرب الخليل، مع زوجته على الهاتف، قبل أن يطلق جنود الاحتلال النار عليه على مثلث الفوار جنوب الخليل.

 

شقيق الشهيد وجدي جعافرة يروي بحرقة ما حدث مع أخيه، ويقول "وجدي كان ذاهبًا لتوصيل مبلغ من المال لصديق له وفي طريق العودة أطلق جنود الاحتلال وابلًا كثيفًا من الرصاص على مركبته دون أي سبب.

 

تلقينا عدداً كبيراً من الاتصالات وقالوا لنا.. وجدي استشهد، لم نصدقهم ولو لثانية، قطعنا المدينة من غربها لجنوبها ووصلنا، شاهدت وجدي مضرجًا بدمائه تُرك لأكثر من نصف ساعة دون أي إسعاف أو علاج، المركبة تكاد لا تجد فيها شبرًا لم تصبه رصاصة أو شظية من وابل الرصاص الذي نزل على المركبة بصورة هستيرية وجنونية.

 

خليل الشوامرة ضابط إسعاف دورا في الخليل كان أول من وصل إلى الشهيد، ويقول تلقينا بلاغًا عن وجود إصابة لمجموعة مواطنين برصاص الاحتلال على مثلث الفوار، وفور وصلونا مَنعنا جيش الاحتلال من معاينة المصابين، لا ندري عدد المصابين، لا ندري كيف هي حالتهم الصحية والجيش لا يسمح لنا بالاقتراب أو إلقاء نظرة حتى، لكن كل ما هو واضح أن وابلًا من الرصاص اخترق الزجاج الأمامي للمركبة وأصاب من كان فيها.

 

ويضيف: "مرت 5 دقائق ولا شيء تغير، عدت للجندي مرة أخرى لأطلب منه فحص أولي لمدة لا تتجاوز الدقيقة، رد الجندي مصاب واحد، السيارة يوجد فيها مصاب واحد، ثلاث رصاصات في منطقة الذقن ومنع أي أحد من الاقتراب من المكان".

 

بعد قرابة الربع ساعة منحني الجندي 10 ثواني لتفقد المصاب إذا كان لا زال على قيد الحياة، بعد تنسيق معقد بين الصليب الأحمر والارتباط العسكري الإسرائيلي، خلال العشر ثواني تفقدت الشهيد لا يوجد نبض ولا تنفس وثلاث رصاصات اخترقت وجهه وواحدة في الصدر وعاد الجندي لإبعادي مرة أخرى.

 

كنت أحتاج إلى عشر ثواني فقط لكي أخرج من معركة الأفكار التي اجتاحت عقلي وأرعبتي، هل هو حي؟ أم فارق الحياة؟

 

رغم أن الجواب كان واضحاً لكنني كنت بحاجة لمعاينة والتأكد، حتى أقنع نفسي أنني فعلت الذي كان يجب أن أفعله وخرج الموقف من يدي.

 

سمح جيش الاحتلال الإسرائيلي للهلال الأحمر الفلسطيني بأخذ جثمان الشهيد بعد معاينته من إسعاف نجمة داوود الحمراء، ورواية الجيش تقول إنه فارق الحياة نتيجة حادث سير رغم أن الرصاص يغطي جسده ومركبته.

 

وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي، وصولا إلى منزل عائلة الشهيد في البلدة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم أدى الصلاة عليه جمعُ مهيب، وترك الشهيد وراءه أربعة أطفال وأمٌ ثكلى ضاقت بها الحياة بعد فراقه.

 

وارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية المحتلة إلى 28، فيما أصيب قرابة 7 آلاف بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، خلال عشرة أيام كان يشن خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب بشعة على قطاع غزة، ويستفرد بالقدس المحتلة وحي الشيخ الجراح المهدد بالإخلاء وبالضفة الغربية التي هبت لتربك العدو وتشتت انتابهه لاستنزاف مقدراته العسكرية والأمنية خلال جولة التصعيد الأخيرة.

 

 

186513480_3995878513823599_1113064301728775148_n.jpg
187483253_3995878463823604_5750461425483778731_n.jpg
186921504_3995878433823607_8736447671684821821_n.jpg
186528867_3995878397156944_6750531747615196144_n.jpg
186558448_3995878297156954_6375827571480866285_n.jpg
186540310_3995877997156984_7236625811027735605_n.jpg
186549893_3995878223823628_3674180266907210237_n.jpg
b69490aeb6f517dea37e8f1306478533.jpg
 

b69490aeb6f517dea37e8f1306478533.jpg
PHOTO-2021-05-22-21-50-58.jpg
 

وكالة الصحافة الوطنية