نابلس-نبأ-شوق منصور:
فرض الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إغلاقًا على مدينة نابلس، وأقام حواجز على الطرق بالقرب من المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية، بعد يوم من مقتل جندي إسرائيلي في عملية إطلاق نار بالمنطقة.
حيث أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة دير شرف غربي المدينة بالسواتر الترابية، فيما أغلقت حاجزي حوارة وعورتا جنوبا، وطريق المساكن، حيث يأتي هذا بعد يوم من مقتل الجندي الإسرائيلي في عملية إطلاق نار من قبل مقاومين قرب مستوطنة في الضفة الغربية.
وفي هذا الإطار يقول عضو المكتب الثوري لحركة فتح تيسير نصر الله: إن ما قام به الاحتلال اليوم من إغلاق الحواجز هو إجراءات احتلالية، فمنذ أن وجد الاحتلال وهو يمارس الإجراءات العدوانية بالتضييق على المواطنين الفلسطينيين، ليس فقط في نابلس بل في جميع مدن فلسطين.
وأضاف نصر الله في حديث له مع "نبأ"، أن هذا عقاب جماعي يفرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني فمنذ يوم أمس وهناك إجراءات مشددة من إغلاق لطرق ومنع المواطنين من الدخول والخروج لنابلس، والتهديد بشن حملة عسكرية واسعة ضد نابلس.
وأكد نصر الله على أن أي فعل سيكون له رد فعل من قبل الشعب الفلسطيني، فالاحتلال لا يتعلم أن توسيع دائرة الاستهداف، سوف تزداد دائرة المقاومة، وهذا لن يضعف إرادة الشعب الفلسطيني، بل يزيد عدد الذين يصبحون مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الاحتلال يجب أن يفهم أن هذا ليس هو الحل لإنهاء المقاومة، الحل بأن يكون هناك عملية سياسية تنهي الاحتلال، وإلا الأمور سوف تبقى على حالها.
من جانبه قال المختص بالشأن الإسرائيلي عزام أبو العدس، إن ما يحدث في مدينة نابلس هو مقلق جدا بالنسبة للدوائر الأمنية والإعلامية الإسرائيلية.
وأضاف أبو العدس في مقابلة له مع "نبأ"، ما يراه الإعلام العبري هو حالة انتفاضة مسلحة على شفا الاندلاع في الضفة الغربية، ويرى أن اندلاع انتفاضة مسلحة في الضفة الغربية هي كارثة للأمن الإسرائيلي بسبب وجود 800 ألف مستوطن يعيشون بين 2 مليون فلسطيني.
وأشار أبو العدس إلى أن حماية هؤلاء المستوطنين وتوفير الأمن لهم، عبئ كارثي على الاحتلال لاسيما بسبب حالة الترهل التي يعاني منها جيش الاحتلال، والتي باتت واضحة خلال الموجة الأخيرة.
وأوضح أبو العدس أن ما يتحدث عنه الإعلام العبري أيضًا هو قضية تصاعد "عرين الأسود" في نابلس وتراجع أداء السلطة على مناطق من الضفة الغربية أو حتى خروج بعض هذه المناطق عن سيطرة السلطة، وبالتالي مزيدا من الأعباء الأمنية على الاحتلال.
وبين أن قرار جيش الاحتلال إغلاق مدينة نابلس اليوم يأتي ضمن شقين، الشق الأول هو عملياتي فكما أعلن عنه الجيش في بيانهم أن هذا يأتي في إطار "رفع وتيرة النشاطات الأمنية في منطقة نابلس، وتقليل من حركة المسلحين في محيط نابلس، و احتواء مدينة نابلس."
وأضاف أبو العدس أن الشق السياسي من قرار إغلاق مدينة نابلس جاء بعد ضغط المستوطنين على المؤسسة الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال بهدف إظهار مزيد من البطش والقوة ضد الفلسطينيين، فهذه الخطوة هي لإرضاء المستوطنين أكثر من أن تكون خطوة عملياتية.