نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

هل يستعد العالم للطوفان العظيم جراء تقلبات المناخ؟

أحدثت الفيضانات الشديدة أضراراً بالغة في جميع أنحاء بنغلاديش وجنوب إفريقيا وباكستان هذا العام، ويحذّر العلماء الآن من أن كاليفورنيا قد تشهد "فيضاناً ضخماً" من شأنه أن يقضي على اقتصادها بالكامل في غضون أسابيع. نفس هذا الدمار يمكن أن تتعرض له أجزاء من أوروبا أيضاً، وأماكن أخرى من العالم، فكيف يحدث ذلك؟ وهل نحن مستعدون؟

مؤخراً أُجريَت دراسة تحت عنوان "ARkStorm 2.0: تغير المناخ يزيد خطر حدوث الطوفان العظيم في كاليفورنيا"، وكان الدافع منها فيضان كاليفورنيا العظيم عام 1862 الذي أودى بحياة 1% من السكان. لكن عالم المناخ الدكتور سوين أكد أن "حدوث فيضان اليوم سيكون له عواقب مختلفة إلى حد كبير".

وفقاً للنموذج الجديد للإنذار والتحذير بمخاطر الفيضان، ضاعف ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ بالفعل احتمالات حدوث "طوفان عظيم "، فيضانات على نطاق كارثي، في ولاية كاليفورنيا، فبعد أن كان الاحتمال 1% أصبح مؤخراً 50%.

قال عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا د.دانييل سوين لصحيفة THe Telegraph، وهو مؤلف الدراسة المنشورة في Science Advances: "نحن نتحدث عن سلسلة طويلة، من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، من العواصف الشتوية القوية".

وأضاف د.سوين: "سيكون لديك أنهار تتدفق تحت الجادات والأحياء الرئيسية، وتحت الشقق، ومن خلال استديوهات السينما، كل جزء من الولاية معرَّض لخطر كبير". ستُدمَّر مدن بأكملها بشكل يتعذر إصلاحه، مما يجبر المجتمعات على إعادة التوطين في مكان آخر، وسيُقضَى على شبكات النقل.

ذكر د.إكسينغ هوانغ، الذي يعمل في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر، أن حدثاً ضخماً ناتجاً عن عملية سريعة، ينتج من خلاله “atmospheric rivers” (أنهار في الغلاف الجوي). إن الطوفان الضخم يختلف عن الفيضان الجاري في باكستان، وفي أجزاء أخرى من العالم، ولكن سيكون له تداعيات تدميرية مماثلة.

وأوضح الدكتور هوانغ أن الهواء الأكثر دفئاً، الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، يحتوي على قدر أكبر من الرطوبة، مما قد يؤدي إلى هطول أمطار "شديدة ومخادعة" أكثر من الأمطار المعهودة.

وقد يكون سبب الطوفان الضخم في ولاية كاليفورنيا هو التيارات الجوية التي توجه بخار الماء نحو الساحل الغربي. ستمتدّ هذه التيارات حتى عرض مئات الأميال و سيكون طولها أكثر من 1200 ميل. وعند وصول هذه التيارات إلى الولاية ستندفع إلى أعلى نحو الجبال، لتهبط من الجبال نحو الأماكن المنخفضة، وعندما تبرد ستضرب المدن بالأمطار والثلوج.

وكالة الصحافة الوطنية