رام الله - نبأ – علا مرشود
بمناسبة مرور 50 يومًا على اعتقال 6 شباب في سجن أريحا المركزي على خلفية ما يسمى بقضية منجرة بيتونيا انطلقت حملة الكترونية دعت فيها لجنة أهالي المعتقلين السياسيين للمشاركة في رفض الاعتقال السياسي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الوسم (#الاعتقال_ السياسي_جريمة).
وتأتي هذه الحملة في وقت ارتفعت فيه وتيرة الاعتقال السياسي في الضفة، وتهدف الحملة إلى النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا للاعتقال السياسي، وتقول الصحفية أسماء هريش من لجنة أهالي المعتقلين السياسيين، وهي أخت المعتقل السياسي لليوم الـ50 على التوالي أحمد هريش أنهم لجأوا إلى الفضاء الالكتروني لإيصال الرسالة بشكل أسرع وأكبر وللحديث أكثر عن الاعتقال السياسي.
وتوضح أسماء أن قضية الاعتقال السياسي قضية مغيبة عن المجتمع والاعلام المحلي الذي يهمشها كليًا "أغلب الاذاعات ومواقع الاعلام المحلية لا تتناول قضايا الاعتقال السياسي وخاصة قضية معتقلي منجرة بيتونيا حتى اليوم رغم أنها قضايا محلية مفصلية تخص أبناء الوطن الذين يتعرضون للتعذيب".
وتنظم لجنة أهالي المعتقلين السياسيين وقفات ميدانية كل سبت منذ بدء اعتقال أبنائهم على دوار المنارة، إلا أن التفاعل معها والحصور قليل جدًا ويقتصر على أهالي المعتقلين وأصدقائهم ومعارفهم المقربين إضافة إلى عدد من الأسرى المحررين حسب هريش، وهذا ما دفعهم للجوء إلى الحملة الالكترونية للتوعية بقضيتهم ولفت النظر لها.
وتعقب أسماء: "للأسف كان توقعنا أكبر من الناس، كنا نظن أننا تجاوزنا مرحلة الخوف، وأن هناك وعي أكثر إلا أن الواقع خيب ظنّا، الناس عندها خوف، وليس لديها الوعي الكافي بقضية الاعتقال السياسي".
وفي السياق نفسه، انطلقت منذ أيام حملة "مش رايح" التي تهدف إلى رفض الاعتقال السياسي من خلال الدعوة إلى عدم الاستجابة لاستدعاءات الأجهزة الأمنية، وتأتي حملة مش رايح لتوعية الشباب وكل من يتم استدعاؤه لعدم الاستجابة لهذه الدعوات لانها تأتي بذريعة المقابلة ودعوة على فنجان قهوة والاجابة عن عدة تساؤلات وتنتهي بالاعتقال.
ومنذ بداية حزيران وحتى اليوم وثق ما يزيد عن 80 حالة اعتقال سياسي سواء من خلال الاعتقال المباشر ومداهمة المنازل أو أماكن العمل أو من خلال الاستدعاءات، وذكرت هريش أن هذه الاستدعاءات أيضًا طالت عددًا من النساء اللاتي رفضن الاستجابة، وقالت: "الاستدعاءات هي حجة حتى لا يتم اقتحام المنازل أو الاعتقال من مكان العمل أو الشارع الأمر الذي قد يسبب صدى إعلامي أكبر".
ولاقت حملة مش رايح استجابة واسعة في أوساط الشباب الفلسطيني في الضفة خاصة مع تزايد حملات الاعتقال السياسي والاستدعاءات منذ بداية حزيران الماضي الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية لاعتقال الشبان من أماكن عملهم أو دراستهم كما حدث مع عدد من طلاب جامعة بيرزيت الذين رفضوا الاستجابة للاستدعاء فتم اعتقالهم من أمام الجامعة.
وتضيف هريش: "نتيجة استجابة الشبان لحملة مش رايح، ازدادت همجية الاجهزة الأمنية التي باتت تعتقل الشبان من الشوارع وأماكن عملهم وبوحشية، ولجأوا لاقتحام البيوت ليلًا وتخريبها وتهديد العائلات باعتقال أفراد ليس لهم علاقة مثلا اعتقال أخ الشاب المستدعى".
يذكر أن المعتقل السياسي أحمد هريش يقبع في زنازين سجن أريحا منذ 50 يومًا مع 5 معتقلين آخرين هم منذر رحيب، علاء غانم، جهاد وهدان، أحمد خصيب، سعد وهدان على خلفية قضية ما يسمى بمنجرة بيتونيا، تعرضوا خلالها للشبح والضرب المبرح والتعذيب.
ويتناوب الاحتلال والأجهزة الأمنية على سرقة لحظات الفرح من أحمد فقبل أشهر قليلة حرمه الاحتلال من التحضير والمشاركة في مراسم زفافه، وأما اليوم فتحرمه الأجهزة الأمنية من استقبال مولوده الأول الذي يتوقع قدومه خلال أيام قليلة، ومع تمديد اعتقاله 45 يومًا فقد الأمل بمشاركة زوجه هذه اللحظات.