نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

جنين وحرب الانهاك المستمرة

بقلم: راسم عبيدات

يبدو أنه من بعد عملية " نفق الحرية" في أيلول من العام الماضي التي نفذها ستة من الأسرى الأبطال الفلسطينيين،بتحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" أكثر سجون الإحتلال أمناً وتحصيناً ورغم اعادة اعتقالهم ،ولكن تلك العملية اصابت منظومة الأمن الإسرائيلي بعطب في عصبها الرئيسي،وقالت بأنه من السهل اختراقها وتحطيم الهالة الكبيرة التي تسبغها على نفسها.

الإحتلال الإسرائيلي بمستوياته القيادية العسكرية والسياسية واجهزته الأمنية،وضعوا خططا ذات أبعاد استراتيجية،لمنع الفلسطينيين وبالذات في جنين من استعادة وعيهم،والذهاب نحو خيار المقاومة كطريق مجد في سبيل نيل حريتهم واستعادة حقوقهم،وتلك الخطة قامت على أساس خوض حرب انهاك ضد بؤر المقاومة في جنين،ومنع إقامة وبناء بنية وقواعد تنظيمية في جنين ومخيمها،من شأنها أن تشكل خطرا مباشرا على عمق دولة الإحتلال،وكذلك اخراج جنين ومخيمها من تحت سيطرة الإحتلال وسيطرة أجهزة امن السلطة ...ولذلك رأينا عمليات اقتحام شبه يومية لجنين ومخيمها ...تنفذ فيها عمليات قاسية من اغتيالات وتصفيات بحق نشطاء مقاومين وعمليات اعتقال بحق اسرى محررين ونشطاء محسوبين على الفصائل او غير منتمين ...وترافقت تلك العمليات المتسعة والمستمرة،مع إطلاق ما يسمى بعملية "جز العشب" ،عمليات وقائية تستهدف الإغتيالات والتصفيات والإعتقالات،لمن يشتبه بهم ان يكونوا ما يعرفون ب" القنبلة الموقوته" أو "ذئاب منفردة" فهم يعتقدون بأن تلك العمليات يصعب كشفها من حيث التهيئة والإعداد والتخطيط والتنفيذ،والإحتلال بضغطه واستنزافه المستمرين لجنين ومخيمها والتي قدمت منذ بداية العام الحالي 23 شهيداً، يريد أن يستفرد بها لكي يتمكن من اخماد جذوة نضالها ،لكي لا تتحول الى أنموذح ومثال يحتذى به في بقية المناطق،او تصبح عنوانا لمقاومة شاملة تطال كامل مساحة فلسطين التاريخية،المحتل يسعى دوماً الى خوض حروبه مع كل ساحة لوحدها وبشكل منفرد،لكي يتمكن من السيطرة عليها،ومنع امتداد نتائج وتداعيات المواجهات فيها الى ساحات اخرى ....والهجمة الواسعة على جنين ومخيمها تكثفت،بعد عمليتي الشهيدين ضياء حمارشة الذي جرى هدم بيته يوم الأربعاء الماضي وسقط في مواجهات التصدي لهدمه الشهيد بلال كبها وأصيب العديد من المواطنين والمقاومين بالرصاص الحي...وكذلك هدم بيت الشهيد رعد حازم .....حمارشه منفذ عملية الخضيرة والرعد منفذ عملية شارع ديزنكوف - تل ابيب ....هي حرب ستتواصل بشكل كثيف على جنين ومخيمها ،لكي لا تشكل جنين العنوان والنموذج ...في وقت انتقلت إرهاصات تلك المقاومة الى نابلس،حيث تشكلت كتيبة جنين ....الحرب على جنين ومخيمها ستتكثف وستصل حد السُعار،بعد ما استطاع الإحتلال تحقيقه من " "إنتصار" في معركة ما عرف بمسيرة العلام والإستباحة والعربدة في المسجد الأقصى وفرض الوقائع الجديدة فيه،ولا نظن بأن من لم يتدخلوا لنصرة القدس والأقصى ورفعوا من سقف تهديداتهم ووضعوا الخطوط الحمراء،وكان خطابهم الإعلامي عالي السقوف ولقاءاتهم المتلفزة،توحي بأن التدخل حاصل لا محالة،ولكن حدث ما حدث ،وهي هزيمة وانكسار واخفاق في ظل صراع مستمر ومحتدم منذ مئة عام،ولكن هناك نقاط مضيئة فيها انجازات وانتصارات والخط البياني صعوداً وتقريباً لتحقيق أهدافنا ونيل حريتنا واستقلالنا ....نحن ندرك جيداً بأن الذين مارسوا كل الضغوط على الغرفة المشتركة وفصائل المقاومة في غزة من القاهرة فأنقرة ،هم الذين تعهدوا من بعد معركة "سيف القدس" في قضايا رفع الحصار واعادة الإعمار وحل ملفي الأسرى والقدس ...ولكن تلك الوعود والتعهدات بقيت حبراً على ورق ولم ينفذ شيء منها،وكذلك هي تلك التعهدات التي قدمت لمنع الرد على ما عرف بمسيرة الأعلام واستباحة الأقصى يوم الأحد 29/5/2022 .

ولذلك استخلاص الدروس والعبر وعدم الركون الى تعهدات زائفة أتت لخدمة دولة الإحتلال هام وضروري،ويجب تمثل المثل القائل" اللي بجرب المجرب عقله مخرب".

Quds.45@gmail.com

وكالة الصحافة الوطنية