القدس - نبأ - إسلام عمارنة
في محاولة جديدة للسيطرة على المدينة المقدسة وتهويدها بالكامل، صادقت ما تسمى المحكمة العليا "الإسرائيلية" صباح الاثنين، على إقامة خط للقطار الهوائي في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وقال المختص في شؤون بيت المقدس الأستاذ فخري أبو دياب، إن هذا القطار التهويدي "تلفريك"، تُشرف عليه جمعية استيطانية تسمى "إلعاد" بالتعاون مع مؤسسات إسرائيلية معنية بتهويد القدس، "وهو يبدأ من الجزء الغربي من مدينة القدس، في موقع محطة القطار العثماني التاريخي القديم، الذي يريد الاحتلال شطبه".
وبيّن أبو دياب أن طريق سير القطار الهوائي، "الذي سيمر باتجاه باب المغاربة فوق سلوان بحوالي 1400 متر طولي، ثم من باب المغاربة وصولاً للقصور الأموية، ثم مقبرة باب الرحمة وصعودا إلى جبل الزيتون".
أما الباحث في دراسات بيت المقدس عبدالله معروف فأشار إلى أن "هذه الخطوة تكشف عن إعداد دولة الاحتلال لها على الأقل منذ عام 2007، وإن إصرار الاحتلال بعد خمسة عشر عاماً على المصادقة على تنفيذها يدلل أنه يصرّ على تنفيذ رؤيته التهويدية للمدينة المقدسة بالكامل والسيطرة عليها مهما كلفه ذلك من ثمن".
وأضاف أبو دياب، بأن القطار هذا يحمل عدة عربات لتحميل الركاب، وأن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص يستطيع ركوب "التلفريك" خلال ساعة، مما يزيد من عدد المقتحمين وتسهيل وصولهم للمسجد الأقصى والبلدة القديمة وحائط البراق.
ونوه إلى أن الاحتلال يحاول استغلال البنية التحتية، "حيث يوجد ستة عشر عمودا ضخما لتحميل العربات، والأسلاك ستكون أغلبها في أراضي الفلسطينيين خاصة في سلوان، "ستمر بمسافة تبدأ من ١٣-٢٠م فوق اثنين وعشرين عائلة، هذه العائلات ستكون تحت الرقابة، ويحجب الرؤية عنها، ولن تستطيع استخدام أسطحها والانتفاع بها، ما يضع تلك المنازل في خطر".
ولفت أبو دياب إلى أنه سيكون هناك حراسة دائمة على خط ومسار هذا القطار، وربما تكون الحراسة على أسطح تلك المنازل أيضاً، "ستتم مصادرة الكثير من الأراضي لوضع البنية التحتية، وهي أراضي خاصة بأهالي سلوان، وأيضا سيكون هناك موقع لإنزال الركاب من المستوطنين، لاقتحام الأقصى وزيارة مركز الزوار التابع لجمعية إلعاد الاستيطانية، وغسل أدمغة المستوطنين، وسيكون هناك دليل لترويج الرواية الصهيونية لتزوير التاريخ".
مخاطر وجود القطار الجوي
وأشار معروف إلى أن خطورة هذا المشروع تتمثل في أنه سيسيطر على هواء المسجد الأقصى المبارك ويفتح إمكانية إيذاء المسجد أو المصلين فيه من الجو، إضافةً إلى أنه يغير شكل المدينة المقدسة ويشوه جمالها المعماري العريق"!
وأردف بأن تنفيذ هذا المشروع سيعني بالضرورة سيطرة الاحتلال على أراضٍ شاسعة في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك بحجة بناء الدعائم الإسمنتية لهذا القطار الهوائي وكذلك تأمين هذه الدعائم من الناحية الأمنية، ما يعني مصادرة المزيد من الأراضي.
ونوه أبو دياب إلى خطورة وجود القطار لأنه سيلتف حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وسيشوه المعالم والتاريخ، فالاحتلال يريد إخلاء هذه المعالم، "وبهذا المسار سيلغي القطار الرؤية تماماً عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، الذي يدلل على هوية القدس الحقيقية، وسيتم حجب الرؤية عنه بشكل عام".
وأكد على أنه نوع من محاولة تغطية الآثار والتاريخ وتشويهها في المنطقة، عدا عن الأضرار البيئية للسكان الذي يسكنون تحت هذا الخط للقطار الجوي.
وبين أنه سيكون هناك انبعاثات من موجات كهرومغناطيسية من القطار، وهو نوع من محاولة تغيير الوجه التاريخي والحضاري في القدس وتشويه المعالم وتزوير التاريخ والاستيلاء على الأراضي وربما طرد السكان.
ولفت أبو دياب إلى أن هذا القطار سيعمل على مدار الساعة، "فالمستوطنون يستطيعون تأدية الصلوات التلمودية وأيضا مراقبة المسجد الأقصى بشكل واضح لأنه سيكون ملاصق تماما للسور الجنوبي والسور الشرقي للمسجد، وربما أكثر من ذلك"؛
وبين أنه من الممكن وضع علم إسرائيلي على كل عربة، وهو نوع من فرض التهويد على مدينة القدس، بل هو من أضخم المشاريع التهويدية، "حيث انتقل الاحتلال من تهويد تحت الأرض بالأنفاق والحفريات، وسطح الأرض بتغيير طابع الأرض، إلى تهويد فضاء القدس، خاصة بتغيير هذه المنطقة بالذات، البلدة "القديمة والمسجد الأقصى وسلوان"، وهو نوع من تغيير وقائع تهويدية على المسجد الأقصى".
وختم أبو دياب بقوله "إنه ورغم أن هذه المنطقة مسجلة كتراث عالمي لدى اليونيسكو، إلا أنه لا ينبغي تغطية هذه المعالم أو تغيير واقعها، لكن الاحتلال لا يأبه لمثل هذه المعادلات والمواثيق والمؤسسات الدولية، التي يجب عليها أن تعاقب الاحتلال وترغمه على الالتزام بالقوانين الدولية خاصة أن هذا العمل منافي للقانون الدولي ومضر جدا بالبيئة، "لأن الهدف هو سياسي أيدولوجي وفرض وقائع جديدة على القدس والمسجد الأقصى تحديدا وسلوان".
وكالة الصحافة الوطنية