نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

تمثل سيناريو الاثنين القادم "28 رمضان"

تفاصيل ليلة المواجهات في باحات المسجد الأقصى كما شاهدها مراسل "نبأ"

القدس .نبأ .نواف العامر

السلاح الأكثر قربا من ايدي المدافعين عن ساحات الأقصى الليلة الماضية في وجه جنود الاحتلال وشرطته ، كانت زخات من النعال والأحذية في وجوه من دهم باحات المسجد في أواخر الأيام العشرة من رمضان .

مراسل وكالة "نبأ" شهد انطلاق الأحداث بينما كان متوجها لشراء القهوة الساخنة من منطقة باب السلسلة في الجهة الغربية من الأقصى بدونماته ال ١٤٤ ، فقد تعمد عناصر الشرطة إحتجاز عدد من المصلين الشبان الذين توجهوا للسوق القريب ومارس بحقهم الاستفزاز والإذلال ، وهو ما عجل بإشعال النار سريعا لتكون شرارة ليلة ساخنة أفضت لإصابة زهاء ١٥٠ إصابة في صفوف المصلين المدافعين عن الأقصى وقدسيته.

وسرعان ما تدفق عشرات الجنود لساحات الأقصى من باب السلسلة وبدأت المواجهات بزخات غير مسبوقة من القنابل الصوتية والرصاص المطاطي بينما كانت الزوايا المخصصة للعبادة قرب الباب تكتظ بالعائلات بين الأطفال والنساء وكبار السن .

ووصف مراسل" نبأ "زخم الحدث بأنه يشاهده للمرة الأولى وهو ما يعطي الإشارة لجهوزية شرطة الاحتلال واستعدادها المسبق لقمع أية حراكات رافضة للانتهاكات بحق الأقصى ورواده .

تجمهر الشبان بالالاف على طول المسافة بين بابي السلسلة والمغاربة في الوقت الذي تدفق عناصر الشرطة من الاخير بشكل مسعور واطلقوا وابلا من الصوتيات والمطاط في كل الاتجاهات قوبلت بإستماتة من المدافعين .

وما لبثت أن إمتدت المواجهات لساحات قبة الصخرة المشرفة عقب اقتحام عناصر الشرطة للمكان وشرعت بإطلاق زخات من القنابل الصوتية والمطاط المغلف نحو المصلين في بوابات المصلى القبلي ثم نحو النسوة في باحات الصخرة

وقالت شاهدة عيان لنبأ : بينما كنا في صلاة التراويح إذ سقطت صبية كان بجانبي على الأرض تتقافز كالدجاج المذبوح ، فإذا بها مصابة برصاصة مطاطية في وجهها أثناء تأديتها للصلاة.

الأحداث بدأت قبل رفع أذان العشاء وحاولت جهات في إدارة الأوقاف التهدئة بإعلان الإمام صلاة ركعتي الحاجة لدفع العدوان والظلم عن الأقصى .

وتوالت الدعوات من سماعات الأقصى تطالب الشرطة بمغادرة الساحات ووقف إطلاقها للقنابل الصوتية والرصاص المطاطي مطالبة في نفس الوقت المدافعين تفويت الفرصة على من أسمتهم المتربصين بالاقصى بهدف تفريغه للأيام القادمة وقبل انتهاء رمضان .وإستمرت المواجهات حتى بعد منتصف الليل.

وفي محاولة لقطع الطريق على تخريب صلوات العشاء وقيام الليل والتراويح إنتظمت الصلاة في المسجد وساحاته وأطرافه إلا أن ممارسات وعدوان الشرطة لم يتوقف وصولا لإمتداد المواجهات على بعد نحو عشرون مترا من بوابات المصلى القبلي .

وأجبرت اعتداءات شرطة الاحتلال الآلاف من المصلين لقطع صلوات القيام والتراويح لينجو بأنفسهم وأطفالهم والنساء وكبار السن .

وكان عشرات الآلاف وصلوا منذ عصر الخميس مستخدمين طرق الفتحات عبر الجدار الشائك في مناطق شمال الضفة ووسطها وجنوبها عقب منع الاحتلال للمصلين من الوصول عبر منافذ معابر قلنديا والزعيم وبيت لحم بالتشديد وإشتراط الحصول على لقاح كورونا لمرتين والحصول على تصاريح خاصة تحت اسم تصريح صلاة بهدف عرقلة ومنع وصولهم للمسجد الأقصى منذ الاول لشهر رمضان المبارك.

وهو ما دفع رئيس السلطة ابو مازن ببث خطاب متلفز حمل فيه سلطات الاحتلال مسؤولية الأحداث وطالب مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لمتابعة مجريات الأحداث في القدس وضواحيها.

وفي نفس الوقت أصدرت حركة حماس بيانا حمل اسم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية حمل نتنياهو المسؤولية عما يجري في القدس وقال إن الأخير لا يدرك عواقب ما تفعله يده في القدس وهو ما دعا مسؤولا في وزارة الخارجية الأمريكية الاعراب قلق بلاده من الأحداث المتصاعدة في المدينة المقدسة.

وقال عديد المصلين في لقاءات مختلفة مع وكالة نبأ أن الهدف الإسرائيلي هو تفريغ الأقصى وقبة الصخرة وباب الرحمة والمرواني والمعكتفات فيها استعدادا لليلة القدر وما سمي بيوم ٢٨رمضان القادم لاقتحام كبير من المستوطنين باحات الأقصى تحت ذرائع ومزاعم الاعياد المقدسة لليهود.

وقال مصلون أن الهدف من كل ذلك سياسي بدليل مشاركة قوى وأحزاب وشخصيات علمانية في الدعوة لاقتحام المسجد وتدنيسه الاثنين القادم .

ونقلت وسائل الإعلام العبرية على لسان نتنياهو مختصر دعوة وجهها لعضو الكنيست المتطرف بن جيبر ترك حي الشيخ جراح والا فإن حماس ستطلق الصواريخ نحو مدينة القدس المحتلة في إشارة لتهديدات قائد القسام محمد الضيف وإعلانه التحذير الاخير للاحتلال بشأن تصعيد العدوان وحملات التهجير والتهويد للحي بإسم أشهر أطباء الفاتح صلاح الدين الأيوبي.

خطيب وإمام المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري قال حول اعتداء قوات الاحتلال على المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى:""هذا أمر مُبيت ومبرمج له للاقتحام الذي يعدونه يوم الإثنين القادم وهذا افتعال مقصود من أجل تفريغ الأقصى، ولا يروق للاحتلال رؤية المصلين والمعتكفين فافتعلوا الأحداث لأجل ذلك.مضيفاً:" ما يزيد عن ١٥٠ مصاباً معظمهم بالأعين والرأس وهذا يعني أن هناك عملية وحشية ضد المصلين، والاحتلال يستبيح المقدسات".

وتابع :"نحن مصرون على التواجد مهما كلف الأمر ونقول للعرب والمسلمين لا يجوز أن نُترك وحدنا، وهذه الأحداث تدق ناقوس الخطر على المدينة المقدسة وأهل حي الشيخ جراح".

وشدد الشيخ صبري على أن الاعتداءات التي حصلت الليلة لا يمكن أن تمر، وعلى إخواننا في ال ٤٨ أن يزحفوا للقدس والأقصى.

هذا ودعت القوى الفلسطينية وشخصيات ومؤسسات مقدسيات للتواجد الكثيف والرباط في الاقصى لإفشال مخططات تدنيس الاحتلال الهادفة للسيطرة على الجزء الشمالي الشرقي ومنطقة باب الرحمة تمهيدا للتقسيم الزماني والمكاني على غرار تقسيم الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل.

 

وكالة الصحافة الوطنية