نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

جهود دولية وإقليمية لمنع التصعيد..

فلسطين على صفيح ساخن وهذه المناطق الأكثر قابلية للاشتعال في وجه الاحتلال

نبأ – رام الله – رنيم علوي

على صفيحٍ ساخن تعيش فلسطين المحتلة مع استمرارية التخوف من نشوب حربٍ جديدة تزيدُ من سخونة هذا الصفيح، ليقود بعدها إلى طريق بركانٍ منفجر بالعمليات الفدائية والتصدي الإسرائيلي؛ ولهذا تتواصل الضغوط والجهود الدولية لمنع اشتعال مواجهة جديدة قبيل رمضان.

وتدور الجهود الدولية والإقليمية بقيادة أمريكية حول إنعاش جوٍ هادئ في الضفة الغربية خلال شهر رمضان دون العودة إلى سيناريو العام الماضي الذي بدأ في حي الشيخ جراح ثم امتدد أثره على كل فلسطين، فهل سنشهد سيف القدس رقم "2"؟

تخوفات إسرائيلية

وتبعاً للإعلام العبري، فإن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أعلن يوم أمس الأربعاء، عن أنّ القوات الإسرائيلية نفّذت أكثر من 200 عملية اعتقال وتحقيق بشأن عمليات المقاومة، موعزاً بهدم منزل الشهيد ضياء حمارشة، منفذ عملية "تل أبيب"، من أجل "تعزيز الردع"، وفق زعمه، ودعا المستوطنين الإسرائيليين إلى حمل أسلحتهم لمحاولة إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية.

وبدوره، ذكر موقع قناة "مكان" الإسرائيلي، أنّ وزير أمن الاحتلال بيني غانتس أجرى جلسات تشاورية مع قادة جيش الاحتلال بهدف تعزيز الأمن في ظل تصعيد المقاومة الفلسطينية عملياتها الفدائية في الداخل الفلسطيني المحتل.

من جهته، قال المسؤول السابق في الشرطة الإسرائيلية، أوري بار ليف: "نحن لا نوجد في موجة ضدنا بل نحن داخل طوفان. هذا وقت طوارئ، ولا نريد أن يحدث 11 أيلول خاص بنا"، معتبراً أنّ الأحداث الأخيرة تعني أنّ "إسرائيل" أمام مأزق كبير جداً

" مُفاجَئةٌ صاعقة"

وعلى هذا فقد وصف الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب، الأحداث الأخيرة بأنها مُفاجَأة صاعقة، فقد كانت تلك العمليات مُثيرة للهلع بفعل أعداد القتلة غير المسبوقة في السنوات الأخيرة، نظراً لإمتدادها عبر بقع جغرافية تكمن في مساحة فلسطين التاريخية وضمن أماكن تعتبر آمنة نسبياً.

وأردف أبو عرقوب: " عملية بئر السبع جاءت في منطقة آمنة من  عمليات الطعن وإطلاق النار منذ سنوات، بالإضافة إلى عملية الخضيرة وتل أبيب فإن كل هذه الأماكن تعتبر ذات طبيعة سكانية مكتظة إلى حدٍ ما، ولم تقع فيها عمليات منذ الانتفاضة الثانية بهذا الزخم، ناهيك عن اتسام منفذي تلك العمليات بِاختيار أهداف موجوعة اسفرت عن نتائج مؤلمة من حيث أعداد القتلى الإسرائيليين؛ وذلك لأن تلك العمليات كانت مصورة وانتشرت مشاهد الهجمات، وهذا ما أدى إلى إثارة الهلع في صفوف الإسرائيليين ضمن دوائر لم تتعرض لهجمات منذ سنوات طويلة".

هَلعٌ جُغرافي

وأشار أبو عرقوب إلى أن التصريحات والمزايدات السياسية الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، والتي بدورها زادت من تعزيز هذه المرحلة، بالإضافة إلى الخبراء الإسرائيليين الذين اعتبروا أن كل الهجمات هي فشل ذريع لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بدءًا من جهاز  المخابرات " الشباك" وصولاً إلى شرطة الاحتلال التي عجزت عن التعاطي وتحييد المنفذين قبل إيقاع خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين,

وأضاف: "بالتالي هذا أسهم في امتداد حالة الهلع لبقع جغرافية كبيرة خلال الأيام والساعات الماضية، إذ وصل طوفان من البلاغات التي تبين أنها كاذبة حول وجود حالات فلسطينية يشتبه فيها بتنفيذ عمليات وهذا ما أدى إلى تعطيل المدارس، وإخلاء البعض منها بسبب ألعاب نارية ظناً من الاحتلال بأنها هجوم، ناهيك عن القطار أيضاً قد توقف في القدس مع إعلان حالة الاستنفار في منطقة " بتاح تكفا" بعد وجود إنذار، بالإضافة إلى أن مشاهير الاحتلال طالبوا عبر شبكات التواصل بأن يلتزم المستوطنون منازلهم، وهذا كله يأتي بالتوازي مع تصريحات قادة الجيش مع شرطته التي تقول إنهم أمام موجة من التصيد غير المسبوق في السنوات الأخيرة.

دافعية فدائية

ويعتقد أن السبب في انطلاق الهجمات الأخيرة أنها جاءت بانطباع جولة جديدة أي امتدت إلى خارج نطاق المناطق التي تشهد هدوءاً مع تأهب أمني يسمح لقوات الاحتلال بِإنهائها؛ وذلك بالتعاطي مع منفذي الهجمات بسرعة دون إيقاع أي خسائر بشرية، بالإضافة إلى الاستهداف الأخير من قِبل الحكومة الإسرائيلية لأهالي النقب وذلك بالتعهد إلى مصادرة أراضيهم، وإطلاق المشاريع اليهودية والتي بدورها تقود إلى تهويد النقب ومصادرة أراضي البدو، وأيضاً إطلاق يد الميلشيات اليمنية المتطرفة، وبالتالي هذا ما أوجد الدافعية لدى شاب من النقب بتنفيذ هجوم.

ولفت إلى أن هناك مطالبات إسرائيلية بمنع الفلسطينيين من تأدية الشعائر التعبدية خلال شهر رمضان وبالتحديد الذين لا يملكون تصاريح تخولهم من دخول المدينة المحتلة.

 

 

وكالة الصحافة الوطنية