نبأ – رام الله – أنس عدنان

عند مغيب الشمس، واقتراب موعد آذان المغرب، تجتمع عائلات فلسطينية قَدِمَت من مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة، على موائد الإفطار في ساحات ومرافق مقام النبي موسى (15 كيلومترًا شرقي مدينة القدس) باتجاه مدينة أريحا.

ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، تواظب عائلة المواطن محمد ربايعة من بيت لحم، على القدوم أسبوعياً، للصلاة والاعتكاف، والإفطار في مقام النبي موسى.

إعمار المقام وإحيائه

عن ذلك، يقول المواطن ربايعة لوكالة الصحافة الوطنية "نبأ"، إنّ الهدف بالأساس من حضوره وعائلته إلى المقام، هو إعمار المقام وإحيائه، قائلاً إنهم يُمضون ليلهم في الصلاة وقراءة القرآن والدعاء.

عدا عن ذلك، يصف ربايعة، الأجواء الليلية في مقام النبي موسى، قائلاً إنه على الرّغم من الحرّ الشديد في ساعات النهار في مدينة أريحا، إلا أنّ الأجواء ليلاً تكون لطيفةً، وممزوجة بأجواء الإيمان والعبادة.

ويدعو ربايعة المواطنين، إلى اغتنام فرصة ما تبقى من أيام في شهر رمضان، للحضور الى مقام النبي موسى، وإحياء هذه الليالي المباركة التي فيها ليلة القدر.

جلسات دينية وإنشادية

وتتضمن الفعاليات في مقام النبي موسى جلسات دينية وإنشادية، يتفاعل معها الحضور بشكلٍ لافت.

ويُبدي أيمن ريان – قدم من مدينة الخليل-، سعادته بالمشاركة في ليالي الاعتكاف في مقام النبي موسى، مشيراً إلى أنها المرّة الأولى التي يأتي فيها إلى المقام.

وشارك "ريان" "ربايعة" دعوته للمواطنين بالقدوم إلى المقام، والمشاركة في الاعتكاف، وبالتالي إحياء المقام.

أما بهجت حديد، فقال إنه على مدار الفترة التي تلت الأزمة التي فجّرها الحفل الموسيقي الصاخب في مقام النبي موسى، يتداعى المواطنون إلى الموقع بشكل متزايد.

ويشير لــ"نبأ" إلى أن الوفود جاءت لنصرة وإعمار المقام، حيث بدأ الناس يلتفتون إلى هذا الإرث القديم الذي بناه القائد صلاح الدين الأيوبي.

أزمة الحفل الصاخب

وفي أواخر العام الماضي، ثارت حالة من الغضب بين الفلسطينيين بعد قيام فرقة موسيقية بتنظيم حفل صاخب داخل المقام.

وأظهرت مشاهد مصورة قيام نشطاء مقدسيين بطرد المشاركين في الحفل من ساحة المقام، ولاحقاً جرى توقيف منظمة الحفل الفنانة سما عبد الهادي.

وكانت لجنة تحقيق حملت وزارة السياحة والآثار المسؤولية الإدارية عن منح إذن ليس من اختصاصها بإقامة عروض وحفلات إلكترونية في موقع يتبع لوزارة الأوقاف وعدم تقدير حساسية الموقف.

كما حملت اللجنة في تقرير رفعته لرئيس الوزراء محمد اشتية، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية "المسؤولية الإدارية عن غياب إجراءات الحراسة بالمكان"، وطالبتها "بالعمل الفوري على تأمين حراسة لائقة".

كما حملت اللجنة الفرقة مسؤولية "تنظيمها حفلا موسيقيا في المقام دون مراعاة أهميته وحساسيته بكونه مقاما ومسجدا".

عن مقام النبي موسى

لا يعرف على وجه الدقة سبب تسمية المقام بـ"مقام النبي موسى"؛ لكن، يؤكد مؤرخون وعلماء آثار أنه لا علاقة بالمقام (رغم اسمه) بالنبي موسى، الذي فقدت آثاره على جبل نبو في الأردن بحسب العهد القديم.

ويقول هؤلاء إن القبر الموجود في صحن البناء في المقام بناه صلاح الدين الأيوبي خلال حربه مع الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي، لسبب غير معلوم.