نبأ – نابلس – شوق منصور
لاتزال بلدة بيتا بمقاومتها الشعبية منذ عدة شهور تسطر أروع معاني الصمود والتحدي في مواجهة الاحتلال، ومستوطنيه، الذين يحاولون وضع بؤرة استيطانية على قمة جبل صبيح الواقع على أراضي البلدة.
وذكرت صحف عبرية أن ما يسمى بالإدارة المدنية للاحتلال، أنهت مسحًا لأراضي (جبل صبيح) ، وزعمت بأن 60 دونمًا منها مصنفة على أنها "أراضي دولة"، يمكن إقامة مستوطنة جديدة عليها.
وفي هذا الإطار يقول عبد الغني دويكات وهو أحد قادة المقاومة الشعبية في بلدة بيتا، إن أهالي بلدة بيتا وقفوا بشكل رائع أمام الموجة والتغول الاستيطاني بكل صلابة وبكل ثبات وفي كثير من الحالات كنا نبات على الجبل.
وأضاف دويكات في تصريح لـ "نبأ"، أن "بلدة بيتا أصبحت نموذجاً في المقاومة، فعلى مدار عشرة شهور وشبابنا ونساؤنا وأطفالنا ورجالنا وذوو الشهداء وشيوخنا صامدين على جبل صبيح، فكل شخص يقاوم بما يستطيع أن يقدمه، كما أن بلدة بيتا نموذج في وحدتها، فعندما نقف على جبل صبيح لا نرفع إلا علم فلسطين، ولا يسمح أن يرفع غير علم فلسطين، فلا أحزاب ولا رايات في مقاومتنا".
وأشار إلى أن "مقاومتنا ليست فقط من أجل استرجاع أراضينا، بل لاستشعارنا بالخطر إذا ما اقتربوا من أراضينا وبيوتنا، فهذا يشعرنا بالخوف والقلق على عائلاتنا، فنحن نقاوم من أجل استرجاع كرامتنا وحماية شباب القرية".
من جانبه يقول الناشط حذيفة بدير: "نحن في بلدة بيتا أقوياء من ناحية شعبية ولكننا ضعفاء من ناحية قانونية، فالمؤسسات الحقوقية تشتغل ببطء، أنا كصاحب أرض قدمت لهم الأوراق اللازمة منذ تاريخ 2 حزيران العام الماضي والآن يطالبون بأوراق جديدة دون أن يقوموا بعمل أي شيء لغاية الآن".
وأضاف بدير في تصريح لـ"نبأ"، أن "هذه المؤسسات دائما تتحجج بأن محاكم الاحتلال صعبة، لماذا لا يكون لدينا القوة لمواجهتها سواء كمؤسسات رسمية أو أهلية، فنحن اليوم أمام مواجهة حقوقية أكثر منها شعبية".
وأكد أن "المقاومة الآن في بلدة بيتا تأخذ شكلا آخر وتأخذ نفسا طويلا، رغم أن المواجهة المباشرة لازالت مستمرة، وأهالي بلدة بيتا مصرون على التواجد على جبل صبيح أو بالقرب منه، رغم توسع دائرة المواجهة من ناحية تسكير الطرق عليهم وتجريف الأراضي، وحملة الاعتقالات المستمرة، وحرمانهم من التصاريح، ومحاولة زرع الفتن".
وتابع: "إنني اطمئن الشعب الفلسطيني لازالت قوية وصامدة في مواجهته مع الاحتلال"، مشددا على أن "بلدة بيتا لا تتلقى الدعم الكافي من الجهات الرسمية، والوعود التي حصلوا عليها لم ينفذ منها أي شيء، فمنطقة جبل صبيح واسعة جداً بإمكان البلدية استغلاها وتنفيذ المشاريع فيها، ولكننا نعاني من رسوم غير مبررة عندما نريد الحصول على ترخيص".
من جهته، قال موسى حمايل نائب لجنة تسير الأعمال في بلدية بيتا، إنه "على امتداد 9 شهور وأهالي بلدة بيتا لغاية الآن مستمرون في مقاومتهم الشعبية المتمثلة في الإرباك الليلي ومسيرة يوم الجمعة، فالأمور لا تزال تسير بنفس الوتيرة وبنفس القوة، ولكن بعض الأحيان يحدث مد وجزر حسب الوضع العام والسياسي ومتطلبات المرحلة".
وأضاف حمايل: "في الفترة الأخيرة لاحظنا ازدياد مشاركة الناس وخصوصاً بعد الإعلان عن شرعنة المستوطنة، وبالتالي حدثت اشتباكات واسعة سواء بالكم أو بالكيفية"، موضحا "في حال حدثت قضية غير جبل صبيح كاستشهاد فلسطيني أو قضية تتعلق بالأسرى تنتقل الاشتباكات على مداخل البلدة".
وبحسب حمايل فإن سبل دعم صمود بلدة بيتا تكون بالمقاومة الشعبية ومن بعدها الاتجاه القانوني ورفع القضايا على الاحتلال فيما يتعلق بملكية الأراضي، والاتجاه الآخر محاولة تثبيت الناس على الأرض ووضع البنية التحتية للمنطقة بشكل قوي جداً من أجل تثبيت الناس وتشجيعهم على البناء والاستثمار على المنطقة.