الخليل – خاصّ نبأ:
بأجواء من الفرحة العارمة، استقبلت عائلة الأسير يسري الجولاني من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، توأمها "مريم ورند"، من "سفراء الحرية" عبر النطف المهربة من سجون الاحتلال الاسرائيلي.
الأسير "الجولاني" أحد محرري صفقة وفاء الأحرار (2011)، كانت اعتقلته قوات الاحتلال عام 2003، وحكمت عليه المحاكم العسكرية الاسرائيلية بالسّجن 25 عاماً، بتهمة مقاومة الاحتلال.
وأعاد الاحتلال الاسرائيلي اعتقال الأسير "الجولاني" عام 2013، وجرى إعادة الحكم السابق عليه وإضافة 5 سنوات أُخرى، ليصبح حكمه 22 عاماً، مع غرامة مالية مقدارها 70 الف شيكل، ويقبع الأسير اليوم في سجن النقب الصحراوي .
تقول روان النتشة، زوجة الأسير الجولاني لــ"نبأ" إنّه رغم الفرحة التي تعيشها العائلة بعد انجابها لتوأمها "مريم ورند"، إلا أنّها تبقى فرحة منقوصة؛ بسبب غياب زوجها خلف قضبان السجون الاسرائيلية.
ولفتت إلى أنّها ارتبطت بالأسير الجولاني بعد تحرره ضمن "صفقة وفاء الأحرار"، وانجبا طفلاً أسمياه "إبراهيم"، قبل أن يُعيد الاحتلال اعتقال زوجها إلى جانب مجموعة من محرري الصفقة .
وعن قرارها وزوجها الأسير الإنجاب عن طريق النطف المهربة، قالت "النتشة" إنه تم الإتفاق على ذلك بين العائلتين، عبر عملية زراعة، من خلال تهريب نطف من سجون الاحتلال.
وأكدت أن عملية تهريب النطف، تمت وفق إجراءات مشددة، للتأكد من أنها تابعة للأسير، ومع وجود شهود، وتم استلامها من أسير محرر على معبر الظاهرية، ونقلت فوراً إلى أحد المراكز المتخصصة، وتم فحص العينة، وتجميدها لحين استخدامها في الزراعة.
وتم عمل زراعة للنطف، تكللت بالنجاح في شهر أيار/مايو الماضي، ويوم الخميس الفائت، انجبت التوأم "مريم ورند". مضيفةً أن فرحتها كبيرة بنجاح العملية، وصحة التوأم.
ولفتت إلى أنّ الأسرى في القسم الذي يتواجد فيه زوجها الأسير، زفّوه كما يُزفّ الأسير، ابتهاجاً وفرحاً بقدوم توأمه، مشيرةً إلى أنّ فرحته كبيرة بهما رغم معاناة الأسر .
وبالتوأم "مريم ورند"، يرتفع عدد أطفال الأسرى عن طريق تهريب النطف إلى 104 أطفال من 72 أسيرًا فى السجون.وفق إحصائيات مؤسسات الأسرى
جديرٌ بالذّكر أن الحركة الأسيرة سجلت أول انتصار في إنجاب الأطفال عن طريق النطف المهربة في 13 أغسطس/آب 2012، وكان أول سفير للحرية الطفل "مهند" ابن الأسير عمار الزبن، المحكوم بـ (27 مؤبداً و25 عاماً).
وتعتبر تجربة تهريب النطف للأسرى، حالة إبداعية في فنّ صناعة الحياة والتطلع للحرية وتحدي السجان الذي يحاول منع نسل الأسرى من خلال الأحكام المؤبدة لمدى الحياة.