نبأ - رام الله
أثارت وفاة الطفل سليم النواتي المريض بالسرطان على أبواب مستشفى النجاح، موجة من الغضب بين المغردين في مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بالكشف عن تفاصيل تعثر إنشاء مركز خالد الحسن لعلاج مرضى السرطان وزراعة النخاع.
وتحدث المغردون عن ملفات فساد في عملية جمع التبرعات للمستشفى الذي لا زال في مرحلة الحفريات والتصاميم منذ سنوات والتي تجاوزت تكاليفها ملايين الدولارات، وفق ما تداوله المغردون من معلومات.
وكتب إيهاب الجريري: "إذا كان مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع بدو يكلف 140 مليون دولار بدون أجهزة! كيف بلشنا حفر قبل ٣ سنين وكل الي تم جمعه 10 مليون دولار و12 مليون شيقل؟! هو الصحيح المشروع من أوله منحوس، كلفنا 4 ملايين دولار تصاميم وحفريات. مضلش إشي".
وأضاف: "تخيلوا لو تم استثمار ال 10 مليون دولار في مسشتفى زي المطلع لتطوير قسم علاج السرطان، ولو تم استثمار مبلغ مماثل في المقاصد مثلا أو في مجمع رام الله الطبي لزراعة النخاع، مشان كان إلنا 3 سنين على الأقل بنعالج الناس بطريقة أحسن؟! هلا بيجوز المبالغ ضئيلة وبتساعدش، بس مشان هيك استثمارها بشكل جيد كان رح يكون أحسن من صرفها على التصاميم والحفريات الي لهلا ما حد قابل يحكي للناس لوين وصلت او شو مستقبل هالمستشفى".
وتابع: "إحنا بهيك منظومة حرام حد يدعمنا، لأنه كل العالم صار يعرف إنها البلد بالوعة فلوس، هل رح نسمع اجوبة شافية؟! ولا عادي طناش بطناش ذان من طين وذان من عجين".
وأوضح أشرف الجنيدي: "مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع في سطور:
1- تبرّع السيد نسيب الصباغ بأرض مساحتها 220 دونم في منطقة سردا / رام الله لإنشاء مدينة طبية .
2- تبلغ قيمة هذه الأرض 120 مليون دولار أمريكي.
3- الجمعية العربية الطبية كانت هي الجهة المخوّلة بادارة المشروع.
4¬تم حل الجمعية العربية الطبية والاستيلاء على الأرض كاملة، وبناء "قصر الضيافة" بقيمة 13 مليون دولار أمريكي والذي تحوّل إلى مكتبة! بعد فشله "أمنياً".
5- في عام 2016 تم الإعلان عن "مشروع" مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع بقيمة 140 مليون دولار، على مساحة 20 دونم فقط من الأرض.
6- أعلنت مجموعة إعمار العقارية عن مشروع "تلال سردا" وفرزت 50 قطعة تتراوح مساحتها ما بين 500-900 متر مربع، وذلك لبناء فلل حديثة.
7- تم تخصيص مساحات أكبر لرجال أعمال ومستثمرين.
8- تم جمع ما يقارب 11 مليون دولار امريكي من الموظفين ومن متبرعين.
9- تم صرف بعض الأموال على "التصاميم" والحفريات بقيمة 4 مليون تقريباً.
10- مجلس إدارة مؤسسة خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع الحالي: السيد محمد مصطفى رئيساً وعضوية كل من رئيس ديوان الرئاسة، وزير الصحة، ونقيب الأطباء، وصبيح المصري، وسهيل الصباغ وهاشم الشوا وطلال ناصر الدين ومالك ملحم.
11- مجلس إدارة مؤسسة خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النخاع السابق: الطيب عبد الرحيم رئيساً وعضوية
د. جواد عواد، ، منيب المصري، د. نظام نجيب، محمود سلامة، د. محمد اشتية وآخرون .
12- هاي أهم نقطة... فش إشي اسمه "مستشفى خالد الحسن للسرطان وزراعة النخاع" والمشروع لم يرى النور، والصورة المرفقة هي صورة التصميم المقترح "اللي كلّف ملايين الدولارات..
ملاحظة: يمكن الرجوع للمصادر عبر الإنترنت من المواقع الرسمية للشركات باللغتين الانجليزية والعربية (بكدار، إعمار.....)".
وعن ذلك، أصدرت وزارة الصحة بيانا، قالت فيه إن "التبرعات المالية التي تم جمعها لإنشاء مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزراعة النحاع هي موجودة ومحفوظة في حساب بنكي خاص بمؤسسة خالد الحسن".
وأضافت: "لقد تم عمل المخططات الهندسية للمشروع بسعة 250 سريرا، وتكلفة تقديرية بقيمة 160 مليون دولار".
وأشارت إلى أنه "نتيجة لعدم توفر الأموال اللازمة لإنشاء المشروع فقد تجميده في الوقت الحالي، حيث تعمل الوزارة والحكومة على توفير الدعم المالي لإنشاء المركز، وعلى مراحل لخدمة المرضى".
وأكدت وزارة الصحة، في بيانها، أن علاج مرضى السرطان هو على رأس أولوياتها ضمن خطتها لتوطين الخدمات الطبية في فلسطين.
وفي تصريح سابق لـ"نبأ"، كشف عم الطفل جمال النواتي، تفاصيل ما حدث مع ابنهم سليم الذي توفي دون أن يجد مستشفى للعلاج، قائلا "في بداية شهر نوفمبر تبين إصابة سليم بسرطان الدم، وتمكنا من الحصول على تحويلة طبية من وزارة الصحة للعلاج في مستشفى النجاح، و بعد عناء ومشقة كبيرة للحصول على تصريح لاجتياز حاجز إيرز، وصلنا إلى مستشفى النجاح التي رفضت استقبالنا.
وأضاف النواتي: أن مكتب التحويلات في المستشفى قالوا لي لماذا جئت، لقد أبلغناكم أننا أوقفنا التحويلات لمستشفى النجاح، فطلبت منهم أن يستقبلوني لأنني أصبحت في المستشفى، ولكنهم رفضوا استقبالي، مع العلم أن أطباء الأورام يعلمون جيداً أن مريض السرطان تكون حالته الصحية متقلبة بين القوة والضعف، وتتطور بسرعة، مشيراً إلى أن "سليم" كان رياضياً وهذا السبب الذي جعله يبدو بحالة جيدة.
وأوضح النواتي: أنه وبعد رفض المستشفى استقبالي توجهت إلى مركز التحويلات في رام الله، الذي خاطب مستشفى النجاح لاستقبال الحالة لكنه رفض واخبره انه لا نستطيع فتح ملفات جديدة، بالرغم أنهم بعد حالتين بيومين استقبلوا حالة من جنين
وأضاف النواتي: "بعد رفض مستشفى النجاح استقبالنا تواصلت دائرة العلاج بالخارج مع مستشفى المطلع والمقاصد في القدس، والاستشاري ومجمّع فلسطين الطبي برام الله، ولكنهم أيضاً رفضوا استقبالنا".
واستكمل "النواتي" حديثه: "بعد ذلك توجهت إلى مكتب وزيرة الصحة مي الكيلة وقدمت شكوى خطية لمدير مكتب العلاقات العامة، إلى أن جاء الرد بالموافقة على استقبال "سليم" بمستشفى يخلوف" الإسرائيلي في تل أبيب بموعد 9 كانون ثان/ يناير، ولكن لم نتمكن من الحصول على تصريح من الاحتلال الإسرائيلي، وكان هذا التاريخ المشؤوم هو ذات اليوم الذي توفي فيه الطفل سليم.
وفي اليوم الذي توفي فيه الطفل كنت قد توجهت دائرة العلاج بالخارج، فطلبوا سيارة إسعاف لنقله لمجمع فلسطين الطبي، لاستقباله، لكن بعد دخوله بربع ساعة أعلنوا وفاته، قبل أن يتمكن من العلاج والعودة إلى عائلته التي كانت تنتظره بفارغ الصبر.
وبنبرة تعتصر ألماً وحزناً، يقول عم الطفل لقد جئت إلى الضفة مع سليم للعلاج ورجعت مع سليم ولكن رجعت به جثة هامدة، ولا تزال عائلته تعيش حالة من الصدمة وعدم قدرتها تقبل ما جرى مع ابنها سليم.
في المقابل، قال مدير مستشفى النجاح كمال حجازي في تصريح لـ"نبأ": إن وزارة الصحة أصدرت تحويلة للطفل في 11 تشرين ثان/ نوفمبر، لمستشفى النجاح وقد جرى تجديدها ثلاث مرات لكنه لم يتمكن المريض من السفر بسبب الوضع الأمني.
وفي 21 ديسمبر أعلنت مستشفى النجاح عدم قدرتها على استقبال أي حالة جديدة للأورام، نظراً لعدم توفر الأدوية وتم إبلاغ وزارة الصحة ودائرة شراء الخدمة في المحافظات الجنوبية في قطاع غزة التي تُنسق التحويلات بين الضفة وغزة والتي بدورها أبلغت عائلة الطفل سليم بأن الموعد قد ألغي، وبالتالي خرجت مستشفى النجاح من ملف الطفل سليم.
وأوضح حجازي "أنه في تاريخ 26 ديسمبر وصل سليم ومعه مرافقه عمه إلى المستشفى وتم التحدث معه وأبلغنا أنه على علم بالقرار، ولكن قدم لتجريب حظه، ونحن بدورنا أخبرناه بأن عليه الذهاب إلى دائرة العلاج بالخارج، للاستفادة من التحويلة ونقله إلى مستشفى أخر، ومنذ ذلك اليوم لم نعرف ماذا حدث مع الطفل".
وأشار حجازي أن عم الطفل لم يأتِ إلى المستشفى إلا في ذلك التاريخ بعكس ما أعلن في وسائل الإعلام، وكان عم الطفل في حينه متفهماً قرارنا، وسبب عدم قدرتنا على استقبال سليم.
وحمل حجازي النظام الصحي الذي تديره وزارة الصحة ما جرى مع الطفل سليم، بسبب عدم دفع مستحقاته المستشفيات الخاصة وأصبحت غير قادرة على تكملة البرنامج الصحي الذي غير متوفر بوزارة الصحة.