رام الله-نبأ-رنيم علوي:
نعرفُ الاحتلال بوحشيته، فأثره الواضح على الفلسطيني صغيراً كان أم كبيراً يشهد على ذلك، كما في قصة الثمانيني عمر عبد المجيد أسعد المعروف بطيبة قلبه، وقبوله لدى الناس، فلا تراه إلا مبتسما بشوش الوجه، يعيش حياته تحت احتلال سلب حياته منه، اليوم!! استيقظ الشعب الفلسطيني على خبر " استشهاد المسن عمر عبد المجيد أسعد (80 عاما) من قرية جلجليا شمال رام الله، إثر احتجازه والاعتداء عليه من قبل جنود الاحتــلال".
من هو الحاج عمر؟
" الحاج عمر عجوز يعيش مع زوجته بمفردهما في المنزل، إذ إن أولاده يقيمون في أمريكا، ويعاني من مشاكل صحية في القلب والنظر فهو لا يرى بشكلٍ جيّد" هذا ما قالته المواطنة من قرية جلجليا عيدة محمد.
وأردفت عيدة: "هو شخصٌ مسالم يُحب الجميع والجميع يحبه، عاد إلى البلاد من أمريكا قبل 12 عاماً، ليعيش في بلدته جلجليا ".
"قتل بدم بارد"
رئيس مجلس قروري جلجليا فؤاد مطيع أكد أن "الحاج عمر لم يقترف أي ذنب، قُتل بدمٍ بارد إذ إنه كان عائداً من زيارة أقاربه إلى منزله بعد منتصف الليل وفوجئ هُناك بمجموعةٍ من جنود الاحتلال تهاجم مركبته وتعتدي عليه ثم ما أن أشبعوه ضرباً حتى لجؤوا إلى الخطوة التالية قاموا بتكبيل يديه وإغلاق عينيه، وإلقاءه في الشارع إلى أن فارق الحياة مستشهداً".
أن تكون فلسطينيا فمعناه أن تقتل
أن تكون فلسطينيّاً، فهذا يعني أن تكون دائماً عرضة للاشتباه، وهو ما يجعلك عرضة للتوقيف والتفتيش؛ إذ يقول مواطنين من قرية جلجليا " قبل الفجر بقليل بعد أن وصلنا خبر الاعتداء على الحاج عمر ومواطنين غيره ذهبنا لنقدم المساعدة لهم، وفي حال وصولنا كان الحاج عمر قد فارق الحياة"
فيما قال شاهد عيان كان في موجوداً ساعة الحدث على الأرض بطلب من جيش الاحتلال " جنود الاحتلال ضربونا ولما اجيت أوقف رجعوا ضربوني وقعت عالأرض وبعد ما وقفت كمان مرة اطلعت على الحاج عمر لقيته مستشهد" .
بالتفصيل، استشهاد الحاج عمر
في طرق الضفّة الغربيّة ، يمكن للمارين بالمركبات مشاهدة مناظر طبيعيّة خلابة على حافتي الطريق، من المفترض أن تسلب الأنظار، وتُمتّعها بما يسر العيون والقلوب، لكن الفلسطينيين وحدهم هم من يدركون ضريبة الالتفات لهذه المناظر الطبيعية دون توقُّع خروج " المستوطنين" المنضوين في جماعات العنف اليهودي، من جُرف يطل على طريق سريع، فهؤلاء لا يكتفون بحرق محصول لمُزارع فلسطيني، أو إعطاب سيارة، أو كتابة عبارات عنصرية على جدران المنازل، بل تتزايد جرائمهم في قتل المارّة ، كما حدث ليلة أمس في قرية جلجليا.
وفي وصفٍ دقيق من أحد مواطني قرية جلجليا لما حدث مع الشيخ المسن عمر، قال: " مبارح صار عنا اقتحام بالبلد فالحج عمر حدا مش مواكب للتكنولوجيا وإشي أكيد ما قدر يعرف إنو في جيش، وإحنا بطبيعية قريتنا هادية لأنو عدد سكانها قليل وما في أحداث ومن سنين ما صار إشي زي هيك فهو كان عند صاحبه سهران و طلع يروح ع داره بنفس وقت الاقتحام، جيش الاحتلال لما روح الحج ما كان إلهم زمان لاقتحام البلد ف وقفوه و زي ما حكيتلك هو ما بشوف منيح، وشكلو كاين مش متجاوب معهم لانو مش فاهم شو كانوا يطلبوا منه".
وتابع يقول: " فـ أخذوه وهما مربطين عينيه وايديه على طريق ترابية، اختلفت الراوية هون في ناس بحكو ضربوه، وناس بحكو لا هو مريض قلب ف من الخوف اجتو جلطة، ف ما حد قدر يروح عليه إلا لما أخلو المنطقة".
قلب ينبض بروحٍ عادت لموطنها الأصلي
وتابع مواطن آخر، يقول: " عندما وصلنا هممنا لفك يديه ومع الأسف كان متوفي، ومن ثم نقلناه إلى المركز الصحي إذ أنه كان ينبض ولكن المصادر الطبية افادت انه رغم النبض متوفي".
وذكر يقول : " للأسف فالحاج عمر تعرض للسحب على الأرض ومن ثم تم رميه على الطريق، وتابعت قوات جيش الإحتلال مسيرها في البلدة حتى حلول الساعة 5 فجراً ثم انسحبوا" .
اختراق للقانون الدولي
هذا هو حال الفلسطيني يعيش حياته دون أي ضمانٍ من فقدانها بسبب وجود المحتل، فتارة تراه معتقل وتارةً اخرى تم اخذ حياته منه، ولا يوجد أي صوتٍ يصدر من محكمة العدل الدولية والتي نص قانونها الذي يحظر القتل وتهديد الأمن والسلم، وتلزم كافة الدول دون استثناء بالتقيد بهذا المبدأ وتنفيذ أحكامه، حيث يعتبر القتل جريمة دولية خطيرة تهدد حياة الشعوب وسلامة أراضيهم، غير أن الممارسة العملية في العلاقات الدولية تثبت عكس ذلك، إذ أن العديد من الدول لا تحترم هذا المبدأ ولا تلتزم بأحكامه، ويعد الكيان المحتل من أبرز الأمثلة العملية على الإنتهاك المتواصل لهذا المبدأ.
وبصورةٍ عامة فقد أثبتت الممارسات "الإسرائيلية" في علاقة (إسرائيل) الخارجية مع الدول الأخرى – خصوصاً الدول المجاورة للحدود الفلسطينية – ومنذ لحظة وجودها على الأراضي الفلسطينية العربية، أنها لا تعير أي اعتبار لوجود هذا المبدأ في حروبها العدوانية وبشكل صارم على الدول العربية، ناهيك عن الخروقات والانتهاكات الصارمة، والممارسات اللإنسانية، والأعمال العدوانية المسلحة التي يمارسها الكيان المحتل ضد الشعب الفلسطيني بحجة الدفاع الشرعي عن النفس.