نابلس – نبأ – شوق منصور:
في الجهة الشرقية من اِلبلدة القديمة بمدينة نابلس، تقع منجرة (أبو خالد) وهي المنجرة الوحيدة بالضفة الغربية التي تقوم بصنع القباقيب القديمة، وبعض الأدوات بالطريقة التقليدية، ويعود تاريخ هذه المنجرة إلى عام 1948.
السبعيني وليد خضير صاحب هذه المنجرة حيث يعمل فيها منذ أكثر من 55 عاماً، ورغم ضعف الإقبال على هذه الصناعة إلا أنه لازال يحاول الحفاظ على هذه المهنة بعد أن توارثها عن أجداده.
يقول خضير في حديث مع وكالة الصحافة الوطنية "نبأ": "أستيقظ منذ ساعات الصباح الباكر وأستعد للذهاب إلى المنجرة، حيث تعلمت هذه المهنة عن والدي الذي كان يصحبني معه منذ الصغر، وأنا قمت بتعليمها لابني الصغير ولكن لا أعتقد أنه سوف يعمل بهذه المهنة، لأن الإقبال عليها ليس كما كان قديماً".
بين الماضي والحاضر
ويشير الحاج خضير إلى أنه قديماً كان هناك إقبال كبير على هذه الصناعات؛ لأن الناس كانوا يستخدمونها في الحمامات وفي البيوت، حتى أن العروس كانت تصحبها في صندوق زفافها، أما اليوم ومع تطور الصناعات أصبح هناك عدة أنواع للأحذية، فبعدما سكن الناس في العمارات أصبح صوت القبقاب يزعجهم.
وتابع: "أكثر الأشخاص إقبالا على هذه القباقيب أصحاب الحمامات القديمة، وأهالينا في 48 يطلبونها من أجل الاحتفاظ بها كنوع من التراث".
وعند سؤال الحاج أبو خالد عن دخله اليومي قال: "الدخل بسيط جداً، ويختلف من يوم إلى يوم ففي بعض الأيام لا يصل إلى عشرين شيكلا، وفي أيام يصل إلى 200، وأنا أصنع هذه الأدوات حسب الطلب عليها، ورغم قلة الإقبال عليها وقلة المردود إلا أنني لا زلت أعمل بها كي أحافظ على مهنة والدي، لأنني أحب هذه المهنة ولا أعرف سواها".
وعن الصناعات الأخرى الذي يصنعه الحاج خضير يقوم بصناعات الكراسي الخشبية القديمة وعود الحراثة، وأجران الكبة، ومهد الأطفال، وسلم يستخدم للبئر وللزيتون، وكل هذا يتم صناعته بطريقة قديمة باستخدام خطب الأشجار ومن شجرة الصنوبر بسبب متانتها.
وحول كيفية صناعة القباقيب يوضح خضير: "في البادية أحضر خشب الصنوبر، وبعدها أقوم برسم القدم، حسب المقاس، ثم بعد ذلك نقوم بقصها عن طريق المنشار، ونزيل الجوانب الزائدة بعد ذلك نقوم بتنعيمها وحفها عن طريق المنشار أيضاً، بعد ذلك أقوم بدق قطعة من الكاوتشوك عليها وتثبيتها عن طريق المسامير، بعد ذلك تصبح جاهزة".