نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

ليكون صاحب الرقم "9"

الشهيد محمد دعدس.. قتلوا الطموح وحلم الـ87 الذي قاتل من أجله

نابلس – نبأ – رنيم علوي:

محمد دعدس طفل يبلغ من العمر "15 عاماً" احتضنه تراب الوطن في الخامس من هذا الشهر يوم الجمعة، جرّاء إصابته بعيار ناري حي في البطن، أطلقه نحوه أحد جنود الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت عقب صلاة الجمعة قرب قرية دير الحطب شرق مدينة نابلس.

فمن هو محمد دعدس؟ وماذا يعني لأقاربه؟ وما هي أحلامه؟

يجيبنا عن هذا ابن عم الشهيد، رياض محمد، قائلاً: "قبل كل شيء عندما يذكر اسم ابن عمي الشهيد محمد فإني أزداد فخرآ وأرفع رأسي عاليا، وأول ما يخطر في ذهني ابتسامته البريئة الطيبة التي كانت تزّين محياه، فقد كان فتىً رائعا مهذبا خلوقا ملتزما بدينه ومحبا لوطنه وهو الذي أوصى أمه أن يكفن بعلم بلاده فلسطين، وما كان منّا إلا أن يزف بعلم فلسطين".

وأضاف رياض محمد: "المواقف التي تجمعني بمحمد ليست كثيرة بحكم طبيعة عملي وسكني البعيد قليلا عن منزله؛ ولكن كنت كلما أراه ابتسم وألقي السلام عليه مع جملة اطمئنانٍ عليه، وآخر المواقف التي جمعتني به قبل ثلاثة أيام من استشهاده كنت عائدا إلى منزلي بوقت متأخر من الليل ورأيت والده بالشارع يبحث عنه وكانت هنالك مواجهات تدور مع جنود الاحتلال بمحيط منطقة قبر يوسف شرق المدينة، فقمت أنا بالاتصال عليه وإحضاره من منطقة المواجهات إلى بيته".

أخٌ لشقيقتين

واسترسل: "محمد الأكبر من بين أبناء عمي عمره لم يتجاوز السادسة عشر، وهو طالبٌ بالصف العاشر، محمد كان وحيدا لوالديه على أختين، كان طموحا مثابرا مجتهدا في مدرسته، وعن طموحاته سأحدثكم عن هذا الموقف محمد كان قد وضع على ورقة صغيرة بجانب حاسوبه ( 87%‎ وقاتل من أجل حلمك) أي المعدل الذي كان يطمح بالحصول عليه بالثانوية العامة من أجل يتمكن من دراسة الصحافة وهذا كان حلمه".

عصر الجمعة، عصر الغياب

واستكمل: "في عصر يوم الجمعة الموافق 5/11/2021 كنت متواجدا خارج المخيم وجاءني اتصال مفاجئ من أحد أصدقائي يقول لي إن هنالك شابا مصابا من عائلتك بالقرب من قرية دير الحطب في مواجهات وبعدها على الفور هرعت إلى مستشفى رفيديا وكنت أول الواصلين من العائلة وأخبروني أنه بغرفة العمليات ووضعه حرج وبعدها بدأت العائلة والأصدقاء الوصول إلى المستشفى وبعد قرابة النصف ساعة أعلن عن استشهاده وتلقينا هذا الخبر بقلوب مؤمنة وصابرة ونسأل الله أن يكون شفيعا لنا ولذويه يوم القيامة".

شهيد رقم "9"

وأشار محمد رياض في حديثه إلى ضرورة معرفة أن محمد ليس الشهيد الأول في هذه العائلة وإنما يحمل رقم "9"، مشدداً بقوله إن العائلة تقدم أغلى ما عندها لأجل الوطن.

ومن الجدير بالذكر أن أهالي مدينة نابلس شيعوا جثمان الطفل محمد دعدس ظهر يوم السبت بعد يومٍ من استشهاده، وقد انطلق موكب تشييع الطفل دعدس من أمام مستشفى رفيديا الحكومي، بمشاركة فعاليات رسمية وشعبية ووطنية، وصولاً إلى منزل عائلته.

وقد الطالب المشيعون لجثمان الشهيد محمد دعدس، بضرورة إطلاق يد المقاومة والثأر لدماء الشهداء بعمليات تستهدف جنود الاحتلال والمستوطنين.

وتقع بلدة دير الحطب إلى الشرق من مدينة نابلس حيث استولت حكومة الاحتلال على جزء كبير من أراضيها لمصلحة مستوطنة الون موريه شمال البلدة، وتتعرض البلدة وسكانها لاعتداءات متواصلة من المستوطنين الذين هاجموا خلال الأيام الفائتة المزارعين أثناء قطف الزيتون، كما وعاثوا خراباً وفساداً في الأراضي الزراعية.

 

 

 

 

 

 

وكالة الصحافة الوطنية