رام الله-نبأ-رنيم علوي:

من الغريب جداً أن يرى موطن فلسطيني هدوءاً لعدوه، فهذا الاحتلال لا يمل من الاستيطان وتوسعة احتلاله واستيلاءه على الأراضي الفلسطينية، فأمس الأحد، أعلن الاحتلال "الإسرائيلي" بناء "1355 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، لتضاف إلى أكثر من 2000 وحدة ستحصل على ضوء الموافقة الأخضر أيضا هذا الأسبوع من وزارة جيش الاحتلال.

وقد أكدت ما تسمى "وزارة الإسكان والبناء الإسرائيلية" يوم أمس الأحد عزمها على بناء 1355 وحدة سكنية استيطانية جديدة، وقالت الوزارة في بيان إن "مناقصات 1355 وحدة سكنية في بلدات الضفة الغربية نشرت تحت إشراف وزير الإسكان زئيف إلكين.

وبحسب بيان الوزارة، سيتم بناء الوحدات الجديدة في سبع مستوطنات وخصوصا، 729 في مستوطنة "أريئيل" شمال الضفة الغربية، و346 في بيت "إيل" قرب رام الله، و102 في مستوطنة "إلكانا" شمال غرب الضفة الغربية.

إعلانٌ لإثباتٍ يساري

وفي مقابلة أجريت مع عصمت منصور المختص في الشأن "الإسرائيلي"، للحديث عن الوحدات الاستيطانية قال: إن هذا الإعلان جاء في وقتٍ ليثبت نفتالي بينت بأن سياسة هذه الحكومة لا زالت يمينة في إطار التنافس مع المعارضة، وذلك نظراً للاتهامات الموجهة للحكومة بأنها يسارية، وهذا ما يدفع بينت إلى اللجوء لمثل هذه المشاريع من أجل أن يعزز الطابع اليمني، وأيضا لوجود إجماع شبه كامل داخل الكنيست على موضوع الاستيطان.

ونوه منصور في حديثه لـ"نبأ" إلى أن بعض الأحزاب ترفض هذا القرار، كَـ حزب ميرس، وحزب العمل، وحزب منصور عباس، وبالرغم من رفضهم للقرار إلا أن لهجتهم خافتة، فـ لا يهددون بإسقاط الائتلاف أو تدمير استقرار الحكومة من أجل مثل هذا الموضوع، بل على العكس فإن رفضهم يكون ضمن عدم مشاركتهم، أي أنهم يطالبون بوجود تنسيقات وتوضيحات لكي لا يؤثر على الأمر الواقع.

رفضٌ ملوّح

وأكد أن الأمر من جهة الأحزاب الرافضة لا يصل بتاتاً إلى التلويح بإسقاط الحكومة بشكلٍ جدّي، وفيما يعتقد منصور أن هناك لعبة تواطئ في هذا الموضوع حتى من قبل الأحزاب المعارضة والتي تعتبر نفسها يسارية وتؤمن بحلّ الدولتين.

إدانة داخلية

وباللجوء في الحديث إلى إدانة الأمم المتحدة لقرار البناء، وذلك بإصدارها بيان نشر على لسان المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، قال: "نعرب عن القلق إزاء إعلان السلطات الإسرائيلية، عن مناقصات لبناء أكثر من 1300 وحدة استيطانية في الضفة".

 وشدد في البيان على أن جميع المستوطنات "غير قانونية بموجب القانون الدولي"، مضيفا "لا تزال المستوطنات عقبة كبيرة أمام السلام، ويجب أن تتوقف على الفور.

وقد علق عصمت منصور على الإدانة قائلاً، رغم إدانة الإدارة الأمريكية لهذا القرار إلا أنه ما زال يصنف داخلياً ولن يتم إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف هذه المشروع، ولذلك المشروع الإسرائيلي جاء في ظل استغلال الحكومة الأمريكية من أجل تمرير أكبر قد ممكن من الطابع الاستعماري اليساري.

قرار في ظل عدم وجود موقف فلسطيني

فيما نوه منصور إلى خطورة هذا القرار، قائلاً: إن هذا القرار يأتي في ظل عدم وجود موقف فلسطيني صارم لمواجهته، بالإضافة إلى صمت مستمر لا يقوى على تشكيل رادع لحكومة الاحتلال، وخاصة أن البناء سيكون في مناطق حساسة تقوم على حل الدولتين ويهدد العملية السياسية والأمر الواقع بالخطر، لذلك فإن مواجهته يجب أن تكون بأكثر من الكلام والإدانة بل بخطوات عملية ضد حكومة "إسرائيل".