نابلس-نبأ-شوق منصور:
على مدار حياة الفلسطيني يعيش في صراع الدفاع عن أرضه وممتلكاته من الاحتلال ومستوطنيه، الذين يسعون للتنغيص عليه في شتى مناحي حياته.
وفي كل عام تتجدد اعتداءات المستوطنين على موسم قطف الزيتون، بدءاً بسرقة المحاصيل، ومروراًبقطع الأشجار وليس انتهاءً بحرق الأراضي الزراعية وتخريبها، ناهيك عن الإجراءات والقيود التي يفرضها الاحتلال على المواطنين في سبيل وصولهم لأراضيهم ووتمكنهم من قطف ثمار الزيتون وخصوصاً في المناطق التي تحتاج إلى تنسيق أمني.
أهالي قرية عورتا جنوب نابلس مثال واقعي لمناطق الضفة الغربية التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين وإجراءات الاحتلال المشددة للوصول إلى أراضيهم الواقعة في الجهة الشرقية من القرية و المصنفة -ج – حيث تقع هذه الأراضي بالقرب من المستعمرة الاستيطانية "إتمار".
المواطن عبد السلام عواد( أبو عاصم) يقول وهو أحد المزارعين الذين يتعرضون لقيود وانتهاكات من قبل الاحتلال: "كيف أصف لكم شعوري وأنا لا أستطيع أن أصل إلى أرضي التي لا تبعد عني عدة أمتار إلى بعض تنسيق إجراءات وقيود يفرضه الاحتلال عليا".
وأضاف عواد: "نحن نعاني من الاحتلال ليس فقط في موسم قطف الزيتون بل على مدار العام، فالاحتلال لا يسمح لنا خلال العام الذهاب إلى الأرض وتقليمها والعناية بها، فعندما يأتي موسم الزيتون ونذهب لقطف ثماره اتحسر على حال الأرض التي تحتاج إلى تقليم وحراثة وإزالة الأشواك، وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك.
وتابع عواد حديثه: وفي موسم الزيتون نحتاج إلى تنسيق مسبق كي نتمكن من قطف الثمار، وحتى بعد الحصول على تنسيق نتعرض لقيود ومنها تحديد عدد الساعات من الساعة 8 صباحاً إلى 4 عصراً فقط، ويكونوا قد أضاعوا علينا ساعات في أول الصباح وفي أخره، كما أنهم يمنعوننا من إدخال الأدوات كالمنشار والمقص وبعض الأدوات التي نحتاجها في عملية القطف، ناهيك عن فحص الهويات، مشيراً إلى أن عدد الأيام التي يعطوننا إياها غير كافية لقطف ثمار الزيتون.
وأشار أبو عاصم إلى أن هذه الإجراءات والاعتداءات التي يتعرضون لها جعلتهم يخافون من اصطحاب النساء والأطفال، مضيفاً أن ضيق الوقت والقيود حرمتهم من الاستمتاع بموسم الزيتون وطقوسه، فهو موسم عيد بالنسبة لهم، ولكن الاحتلال يحرمهم معايشة هذه الأجواء مع عوائلهم، وبات همهم الوحيد هو الانتهاء قبل الوقت المحدد وقبل أن يعتدي المستوطنون عليهم.
وعلى الرغم من ذلك، وجه عواد رسالته إلا المواطنين بالصمود في أراضيهم، والتوجه إليها وتحدي الاحتلال ومستوطنيه رغم كل القيود المفروضة فصاحب الحق أولى بهذه الأرض.
ودعا عوّاد المسؤولين إلى تخطي مرحلة الشعارات والخطابات والوقوف إلى جانب المواطن الفلسطيني، وتعزيز مقومات صموده ورفده بما يحتاج.
من جانبه قال رئيس مجلس قروي عورتا هشام عواد في مقابلة له مع وكالة الصحافة الوطنية" نبأ": إن المعركة واضحة المعالم مع هذه المحتل فهي معركة وجود، وصراع على الأرض، وعلى كل حجر، والموضوع يحتاج إلى نفس كبير وصمود على الارض، وشجرة الزيتون لا تقل أهمية عن الانسان، بل هي الداعمة له، لذا كلما تمسكنا بارضنا كلما اقتربنا من إفشال مخططات الاحتلال ومساعيه.
وأشار عواد إلى أن مساحة الأراضي التي تتعرض للاعتداءات والقيود في قرية عورتا من قبل الاحتلال تبلغ حوالي 12 ألف دونم من أصل 22 ألف دونم، مضيفاً أن هذه الأراضي تعتبر من افضل انواع اشجار الزيتون وأكثرها محصولاً.
وعبر رئيس المجلس عن أسفه عبر عبد السلام عن أسفه الشديد من تقصير المؤسسات والجهات الرسمية في دعم صمود المواطن الفلسطيني، وطالب بضرورة ان تولى هذه المناطق التي تتعرض للاعتداءات والانتهاكات عناية واهتمام اكثر.