نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

مع انتشار الأكشاك والاستراحات.. فنادق غزة تدافع عن وجودها بعروض وتخفيضات

نبأ – غزة – محمد صيام

يعتبر شارع الرشيد غرب مدينة غزة أو ما يطلق عليه "كورنيش البحر" المنطقة الأكثر اكتظاظا في قطاع غزة، والمتنفس الوحيد الذي يلجأ إليه الأهالي هربًا من ضغوط الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة.

وأمام هذا الإقبال الكبير، باتت المنطقة مستهدفة تجاريًا حتى بدأت الأكشاك بالانتشار على طول الشارع المواجه للبحر والاستراحات تمتد على مرأى البصر، ولم يعد في فترة من الزمن أي متسع للمواطنين ليجلسوا هناك، حتى قامت البلدية بإعادة تنظيم تلك الأكشاك وترخيصها.

ومع سماح البلدية لتلك الأكشاك والاستراحات بالعمل، نجحت في استقطاب المواطنين نظرًا إلى أسعارها البسيطة والتي تلائم القدرة الشرائية شبه المحدودة لمرتادي البحر.

ولكن هذا الانتشار وهذه القدرة على المنافسة بالأسعار وسيطرتها على الشاطئ، أثرت سلبًا على المقاهي والمطاعم والفنادق المنتشرة على الجانب الآخر من شارع البحر وهو الجانب البعيد نسبيًا عن الشاطئ.

ولم يبقَ أمام تلك الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات التكلفة العالية من قيمة الإيجار وتكلفة العمال والديكورات الفاخرة إلا أن تقف صامتة عاجزة أمام النزوح الكبير من روّادها إلى الاستراحات المقابلة لها والتي باتت أكثر رغبة لدى الناس على مبدأ "الناس بتهوى كل شيء جديد".

وخلال جولة أمام تلك الاستراحات، يمكن ملاحظة حجم الإقبال الكبير على الجانب الغربي من شارع البحر والضعف على الجانب الشرقي الذي يجثم فيه عدد كبير من الفنادق الخاوية والخالية نسبيًا.

وأمام هذه الحالة من الضعف والركود، لم يجد أصحاب بعض تلك الفنادق والمطاعم إلا تخفيض أسعارهم إلى مستوى يجعلها قريبة من الاستراحات المقابلة وتقديم خدمات منافسة تعيد إليها بريقها القديم.

واضطرت بعض الفنادق إلى تنظيم حفلات غنائية وأمسيات طربية وعمل بوفيهات طعام مفتوحة في أوقات الفطور والغداء والعشاء لاستقطاب الزبائن والحفاظ على مصادر دخلها لتستمر في تقديم خدماتها.

وتعلن بعض أشهر الفنادق والمطاعم يوميًا عن بوفيهات عشاء وفطور وغداء مفتوحة وفاخرة وبأصناف متعددة ومزايا كثيرة بأسعار تتراوح من 30 إلى 50 شيكلا للفرد، مع إلغاء قيمة الضريبة المضافة التي كانت إجبارية في السنوات الخوالي.

وبالإضافة إلى ذلك تنتشر إعلانات من فنادق كبيرة عن ليالي مبيت لمناسبات الزفاف وأعياد الميلاد واحتفالات ذكرى الزواج بأسعار تتراوح من 200 إلى 300 شيكل لليلة الواحدة وتشمل أمسيات موسيقية ووجبات غذائية تحفيزية وتشجيعية لتحافظ على أبوابها مفتوحة ومصادر دخلها.

ويستطيع أي شخص دخول تلك الفنادق لتناول كأس الشاي أو العصير بحدود 5 شواكل دون أن يتكلف ضريبة القيمة المضافة أو مشروبًا إجباريًا، بل وصلت التخفيضات إلى ما هو أقل من ذلك، إذ يمكن تناول الأرجيلة مع عصير هدية فقط بـ15 شيكلا لدى بعضها.

وتخوض تلك الفنادق والمطاعم معركة فيما بينها لتقديم أشهى المأكولات والوجبات وبأفضل الأسعار المتاحة من أجل أن تبقى أبوابها مفتوحة مع هجرة الزبائن إلى الاستراحات المنافسة والقريبة من الشاطئ، فهل تنجح في ذلك وتعيد إليها البريق المفقود؟

وكالة الصحافة الوطنية