نبأ - نابلس - شوق منصور
كيف لوالدَين انتظرا بلهفةٍ قدومَ طفلهما الوحيد بينَ أخواته أن يتقبلا خبرَ استشهاده، وكيف لهما أن يعتادا على بيتٍ قد خلا فجأةً ودونَ تمهيدٍ من بهجته وروحه الضحوكة، يوسف صبح صاحب الستة عشر ربيعا قد كان الهدف الأقرب لرصاص جنود الاحتلال الذين سلبوه من أحضان والديه وعائلته تاركين صدمة عظيمة أصابت قلوبهم.
في هذه الصدد يقول والد الشهيد صبح في مقابلة مع وكالة الصحافة الوطنية" نبأ" : "كانت الساعة 3 فجراً عندما استيقظت على يوسف وكان ينوي الخروج، فسألته إلى أين قال لي انه يوجد اقتحام واشتباكات بين جنود الاحتلال والشبان، فطلبت منه عدم الخروج، قال لي لا تخف يا أبي، خمسة دقائق وسأعود؛ لكنه ذهب ولم يرجع".
وأكمل والد الشهيد كلامه بصوت متقطع وحزين: "لقد كانت المكالمة الأخيرة بيننا وبينه على الساعة 4 ونصف، وقال لي لا تخف يا أبي أنا بخير سأرجع بعد قليل، ثم بعد ذلك فقد الاتصال معه نهائياً، وهنا بدأت أشعر بالقلق والخوف عليها، وفي تمام الساعة 7 صباحاً تواصل معي أحد الأشخاص الذين كانوا متواجدين بالمنطقة وأخبروني أن يوسف قد أصيب".
واستكمل حديثه وقلبه يعتصر ألما على غياب ابنه: "عندما سمعت الخبر تغيرت معالمي، وبدأت زوجتي تسألني ماذا حدث ليوسف، خرجت مسرعاً من المنزل ولكن جنود الاحتلال منعوني من الوصول إليه، والإطمئنان عليه".
وأضاف والد الشهيد : "عند الساعة الثانية ونصف تواصل معنا الارتباط المدني وأخبرنا بأن يوسف قد استشهد وأن الاحتلال يرفض تسليم جثمانه، وحسب شهود العيان فإن الاحتلال أطلق النار عليه من مسافة صفر، أي أنه قام بتصفيته، ثم بعد ذلك قاموا بدهسه بسيارة".
وأوضح: "لقد تحقق حلمه ونال الشهادة، فهو كان دائما يقول لوالدته إنني أريد أن أموت شهيداً لا تزعلي علي ولا تبكي، ودائما ترحمي علي".
وأشار صبح إلى أن نجله ترك الدراسة، والتحق معه في العمل في مجال التمديدات الكهربائية، كي يعيله، لكنه اليوم وحيد، لن يجد من يعيله، مضيفاً: "لقد كنت أعتمد عليه كثيرا فبالرغم من صغر سنه إلى أنه كان كبيرا في أفعاله، وكان دائما يحرص للمشاركة مع الشبان في التصدي لاقتحامات قوات الاحتلال".
ويطالب والد الشهيد المؤسسات الدولية وكل من له علاقة بالضغط على الاحتلال لتسليم جثمان نجله، كي يتمكن من دفنه، وزيارة قبره.
يشار إلى أن الأسير يوسف صبح استشهد مع الأسير المحرر أسامة صبح برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات في جنين، أول أمس، وأعلن في نفس اليوم عن استشهاد ثلاثة مواطنين من بيت عنان شمال غرب القدس.