نبأ – نابلس – شوق منصور
غزل ستغزلين الحكايات ليلا نهارا عن جبروت شاب تكحلت عيناه بسماء الوطن، يا غزل لن تقطعي الطريق وحيدة إلا بظلٍ من حبيب قلب سيأسر القلب منك ذكراه، لا تحزني على من غزل لك جدائل تنبض فوق أهدابك المخملية حرية وكرامة وشموخا، سيطيب لك أن تذكريه كلما هبَّت نسائم الحرية وستكبرين يا غزل وتعلمين أن والدك فارقك إلى الرفيق الأعلى بإذنه شهيدا حرًا مقبلًا غير مدبر.
هذا ما كتبته زوجة الشهيد محمد خبيصة من بلدة بيتا جنوب نابلس والذي ارتقى شهيدا يوم الجمعة الماضي، على جبل صبيح متأثرا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وذلك إثر عودته إلى الجبل بعد أسبوعين من تعافيه من إصابة أخرى بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ورغم تعلق الشهيد خبيصة بزوجته وطفلته التي لا يتجاوز عمرها ثمانية أشهر إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة الدفاع عن الجبل والمشاركة في الإرباك الليلي مع حراسه.
وقالت والدة الشهيد خبيصة لـ"نبأ": "لقد شعرت منذ أن سمعت صوت الإسعاف أن أحد من أبنائي قد أصيب، وعندما أخبروني أنه أصيب بالرأس قلت لهم إنه استشهد... لقد فجروا رأسه وقتلوه لأنه حمل الحجر ودافع عن أرضه، لم يقبل أن يبقى المستوطنون على أرضنا".
وأضافت: "حسرتي على زوجته التي لا تزال عروسا، وعلى طفلته التي يتموها، والتي أصبحت دون أب".
ويقول نادر خبيصة ابن عم الشهيد لـ"نبأ"، إن "خبر استشهاد محمد لم يكن مفاجئاً، فنحن كل يوم نتوقع أن نسمع خبر استشهاد أحد من أبناءنا وأحبابنا، فهذه ضريبة متوقعة، لكل من حراس الجبل".
وأضاف خبيصة: "رغم إصابته منذ يومين؛ لكن هذا لم يمنعه من العودة إلى الجبل بعد أن تلقى العلاج، ونحن كعائلة لا نمنع أبناءنا من الذهاب إلى الجبل، لأننا نعتبر أن هذه واجبا وطنيا تجاه وطننا وأرضنا، فنحن نربيهم من اجل هذه الأوقات، ومن أجل الدفاع عن أرضهم".
في الإطار ذاته يؤكد الناشط مجدي حمايل في حديثاً له مع" نبأ" : أن الشهيد خبيصة استهدف منذ أسبوعين وتم إصابته بالرصاص المعدني، ولكن لم يستشهد، وبعد إصابته ازداد إصراراً على المقاومة من اجل تحرير الجبل، ليقوموا باستهدافه مرة ثانية من خلال إصابته بالرصاص المعدني، ليرتقي شهيداً، تاركاُ خلفه أبنته الرضيعة وزوجته".
ويتابع حمايل حديثه: "أهالي بلدة بيتا لليوم 145، لا يزالون صامدين في معركتهم ضد الاحتلال، لأنهم مجمعون على أنهم لا يريدون أي مظاهر للاحتلال ومستوطنيه على أرضهم".
ويضيف: "كلما سقط شهيد، يزدادون إصراراً وعزيمة، لأنهم يعلمون جيداً أنه إذا أقيمت البؤرة الاستيطانية فانهم معرضون هم وعائلاتهم وأطفالهم كل يوم لجرائم الاحتلال وانتهاكاته، كما حدث مع عائلة دوابشة عندما أقدم المستوطنون على إحراق منزلهم وبالتالي استشهاد العائلة التي لم يتبقَ منها سوى ابنهم أحمد دوابشة".
يشار إلى أن خبيصة هو النجم الثامن الذي قدمته بلدة بيتا خلال ثورته في الدفاع عن جبل صبيح، بعد ارتقاء عماد دويكات، وأحمد داود، وشادي سليم، وعيسى برهم، وطارق صنوبر، ومحمد حمايل، وزكريا حمايل.